سمانة بيرامي.. أوّل إيرانيّة تحترف التزلّج

سمانة بيرامي.. أوّل إيرانيّة تحترف التزلّج

21 مايو 2016
تحظى بالتشجيع في بلدها (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تتجاوز الرابعة والعشرين من عمرها بعد، إلا أنّها كانت قادرة على تحقيق ما عدّته حلماً في أيام ماضية، بسبب الصعوبات الكثيرة التي تواجه الرياضيّين ومحترفي التزلّج في إيران. ما بدأ معها كهواية على خلفيّة حبّها للرياضة عموماً والتزلّج خصوصاً، تحوّل مع الوقت إلى احتراف. وبات اسم سمانة بيرامي مدرجاً على قائمة المحترفين الإيرانيين في مجال الرياضة، تحديداً التزلّج.
تحمل الشابة شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية. لم تمنعها دراستها من ممارسة ما تحبّ. كانت تقصد المنحدرات الجبلية المحيطة بالعاصمة الإيرانية طهران للتزلّج، وهي عادة ما تكون مغطاة طيلة فصل الشتاء وحتى في فصل الربيع بالثلوج. منذ سنوات عدّة، حرصت على التدرّب على أيدي محترفين.

سُجّلت رياضة التزلج في الاتحاد الرياضي الإيراني قبل سنوات، وصار الأخير ينظّم مباريات ومسابقات محلية، ما يمنح الفائزين الفرصة للمشاركة في مسابقات إقليمية ودولية. وبعد تميّز بيرامي في هذه الرياضة ومشاركتها في مسابقات وطنية، فازت في عدد منها وسجّلت أرقاماً قياسية في وقت قصير. وقبل سبع سنوات، صارت عضواً في الفريق الوطني الإيراني للتزلّج على الجبال، والمرأة الأولى والوحيدة في الفريق. تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ عدد الشابات اللواتي احترفن هذه الرياضة حتى الوقت الراهن لا يتجاوز العشر، وهو عدد قليل، عازية السبب إلى صعوبة التزلج والتدريب وعدم القدرة على الوصول إلى أماكن التدريب بسهولة.

شاركت بيرامي في مباراة دولية في السويد في العام الماضي، وحصلت على المرتبة الرابعة والعشرين. كانت هذه أولى مشاركة دولية لإيرانية في التزلج. كذلك، حصلت على المرتبة السادسة في مسابقة نظّمت أخيراً في أرمينيا. ترى أنّ الطريق أمامها ما زال طويلاً. وكما حصلت على المرتبة الأولى في مسابقات وطنية للتزلج ما أهّلها لتكون الأولى والوحيدة من بين النساء في الفريق الوطني، كذلك تسعى إلى إحراز تقدّم على مستوى المنطقة والعالم.
تتحدّث بيرامي عن الصعوبات التي تعانيها. تقول إنّ لا ملاعب خاصة في إيران للتدرّب على هذه الرياضة، ما يضطرها إلى تكثيف تدريباتها وباقي أعضاء الفريق خلال الأشهر الشتوية الثلاثة، بالإضافة إلى أشهر الربيع، عندما تكون قمم الجبال في منطقتي شمشك وديزين القريبتين من طهران مغطاة بالثلوج. تبقى كذلك حتى بداية الصيف تقريباً. تضيف أنّ هذا هو الفرق بين إيران ودول أخرى يحترف رياضيوها التزلج. خلال الأشهر الأخرى، تضطر وزملاؤها إلى ممارسة تمارين من نوع آخر، منها تسلّق الجبال بهدف الحفاظ على اللياقة البدنية والبقاء على استعداد دائم للمشاركة في المسابقات.

كونها المرأة الوحيدة في الفريق، يجعل الأمر أكثر صعوبة، بحسب ما تشير. هي تضطر إلى التدرّب مع محترفات أخريات هنّ بطلات أيضاً في التزلّج، لكنهنّ لسن أعضاء في الفريق بعد. تجدر الإشارة إلى أنّ أكثرية التمارين تكون منفصلة بين النساء والرجال. وقد يعود الأمر إلى "اختلاف طبيعتيهما"، بحسب ما تقول.



ترى بيرامي أنّ التزلّج رياضة صعبة، تتطلب قدرة بدنية عالية وقدرة على التحمّل. وتصفها بـ"الرياضة الثقيلة على النساء، ما يضطرهنّ إلى بذل جهد مضاعف". وتشير إلى أنّ العدد القليل للشابات اللواتي يُقبلن على احتراف هذه الرياضة والاستمرار في التدريبات، يعود إلى صعوبتها بالدرجة الأولى، على الرغم من أنّ منهنّ - عدد لا بأس به - من يتعلّمن التزلج من خلال دروس خاصة يشرف عليها متخصصون. لكن ما ينقص هو تجهيز أماكن خاصة فيها ثلج أو جليد اصطناعي.

بالنسبة إلى بيرامي، عضويّتها في الفريق الوطني الإيراني تعني فتح الباب أمام احتمال مشاركة أكبر للإناث في المستقبل. وتلفت إلى أنّ هذه الرياضة لم تشتهر كثيراً في إيران بالمقارنة مع ما هي عليه في بلدان أخرى. وقد يكون هذا سبباً إضافياً لعدم الإقبال عليها. في الوقت الحالي، تستعدّ للمشاركة في الأولمبياد المقبل، آملة في أن تحرز تقدماً. بصفتها شابة تمثل الجمهورية الإسلامية، فهذا يعني الكثير لها، "وربما لغيري".

كثيرون هم الذين يثنون على جهدها في خارج إيران، وتشير الشابة إلى أنّ البعض يستغرب مشاركة امرأة إيرانية في مسابقات هامة من هذا النوع. تشير إلى أنّ ثمّة صورة خاطئة عن بلدها ونسائها. إلى جانب دعم الخارج، تحظى بتشجيع في الداخل أيضاً، إذ هي الشابة الأولى التي احترفت هذه الرياضة. وترى ضرورة التعريف برياضة التزلّج ومميزاتها بطريقة أكبر على الرغم من جميع الصعوبات، مضيفة أن ثمّة اهتماماً ملحوظاً من قبل الإيرانيات بالرياضة، خصوصاً الرياضات الصعبة التي يعدّها كثيرون حكراً على الرجال. بالنسبة إليها، صعوبة التزلج وندرة الأماكن المتوفّرة التي تسمح بتدريب احترافي، لا يجب أن تمنعا الإيرانيات من تحقيق أرقام قياسية، حالهنّ حال الرجال.

المساهمون