معلومات قد لا تعرفها عن فوائد الألمنيوم ومضاره

معلومات قد لا تعرفها عن فوائد الألمنيوم ومضاره في أواني الطعام والمستحضرات

18 أكتوبر 2019
أي الوجهين من ورق الألمنيوم ينبغي أن يلامس الطعام؟(Getty)
+ الخط -
لا بدّ أنّ أغلبكم استخدم يومًا أواني الطبخ المصنوعة من معدن الألمنيوم، أو غلّف طعامه بأوراق الألمنيوم، وتساءل عما إذا كان الوقت قد حان للتخلي عن هذه المواد سهلة الاستخدام، لما سمعه عن مخاطر تسرب هذا المعدن منها إلى الغذاء ثم إلى جسم الإنسان.

ولا بدّ أنّ الكثير منكم اختلف مع أصدقائه بشأن ما إذا كان الوجه اللامع أو الباهت من ورق الألمنيوم هو الوجه الصحيح الذي يجب أن يكون ملامسًا للطعام، وتساءل عن الآلية التي يسرّع بها هذا الورق الرقيق نضج الطعام، ويحافظ عليه ساخنًا أو باردًا.

في ما يلي يقدم لكم "العربي الجديد" معلومات قد لا تعرفونها عن دور الألمنيوم ومضاره، من أواني الطبخ وحتى مضادات التعرق:

ما الفرق بين الوجهين اللامع والباهت لأوراق الألمنيوم؟

لا يوجد فرق في التركيب الكيميائي بين وجهي أوراق الألمنيوم، وإنما يتعلق الأمر بعملية التصنيع، حيث يقول مهندس الميكاترونيك محمد علي: "يخضع ورق الألمنيوم لعدة عمليات ترقيق لتقليل ثخانته، من خلال مرور الرقاقة بين أسطوانتي صقل، وفي عملية الترقيق الأخيرة تكون أوراق الألمنيوم رقيقة للغاية، لدرجة أنها ستتعرض للتمزق إن صقلناها، ما يتطلب مرور رقاقتين مع بعضهما بين أسطوانتي الصقل".

ويكون وجه الرقاقات الملامس لأسطوانات الصقل لماعًا أكثر من الوجه الآخر، إنما لا يختلف عنه في تركيبه ولا يكون أحدهما سامًا دونًا عن الآخر كما يشاع.

لماذا يستحسن استخدام الوجه اللامع من جهة الطعام؟

ويشير مهندس الميكانيك أحمد حمود، إلى أنّ الحرارة تنتقل بـ3 أشكال، الأولى هي التوصيل عندما يكون هناك تماس بين مادتين، الثانية هي الحمل عندما يحدث تبادل حراري بين جسم صلب والهواء المحيط به، والثالثة هي الإشعاع وفيها تنتقل الحرارة من مصدرها إلى المحيط من دون تماس مباشر، ويضيف: "يعتبر الألمنيوم معدنًا موصلًا حراريًا، إلا أنه يحافظ على حرارة الطعام من خلال تغليفه جيدًا وعزله عن الهواء الخارجي، بحيث يلغي انتقال الحرارة منه بالحمل".

ويؤكد حمود أنّ الأسطح اللامعة تعكس الإشعاع أكثر من الأسطح الباهتة، أي أنّ الوجه اللامع لأوراق الألمنيوم إن استخدم باتجاه الداخل، سيعكس الإشعاع الحراري المنبعث من الغذاء الساخن باتجاه الغذاء نفسه، في حين سيمتص الوجه الباهت أي إشعاع من الخارج ويدفعه باتجاه الغذاء، ويقول: "لن تحدث هذه العملية فرقًا ملحوظًا بالنسبة للطهي في الأفران المنزلية، حيث تسخن أوراق الألمنيوم بالحمل الحراري، وتنقل الحرارة إلى الغذاء الذي تتبخر منه الرطوبة فيطهى بالبخار الساخن المحتجز داخل الورق، إلا أنها مهمة في العمليات الصناعية، في حين يعتبر الأمر الأهم لزيادة فعالية الحفاظ على حرارة الطعام المطهو بتغليفه بورق الألمنيوم، هو الحرص على تغليف الطعام جيدًا بحيث نمنع تسرب الهواء إليه، وإنّ ترك فجوة هوائية بين الطعام وورق الألمنيوم يزيد من فعالية العزل الحراري لأنه يمنع انتقال الحرارة بالتوصيل عبر ورق الألمنيوم نحو الخارج".


هل يسبب الألمنيوم الألزهايمر وسرطان الثدي؟

لا يعتبر الألمنيوم مضرًا بجسم الإنسان، إلا إن تجاوز الحد اليومي الآمن الذي سمحت به منظمتا "الأغذية والزراعة" و"الصحة العالمية"، وهو 1 ملغ لكل كغ من وزن الجسم، والذي يتسرب إلى أجسامنا غالبًا من الغذاء وأواني الطعام والماء والمستحضرات الصيدلانية، حيث تستخدم أملاح الألمنيوم التي تذوب بالماء، كمادة فعالة في مضادات التعرق، تسد الغدد العرقية وتمنع خروج العرق.

ولاحظ العلماء محتوى مرتفعًا من الألمنيوم في أنسجة أدمغة من يعانون من مرض الألزهايمر، كما درس بعض الباحثين علاقة الألمنيوم بسرطان الثدي، إلا أنّ الصيدلانية ريام كريم، أشارت إلى عدم وجود أي دليل علمي يثبت الصلة بين الألمنيوم الممتص من المواد الغذائية والألزهايمر، وإلى أنّ من غير المعروف ما إذا كان ارتفاع محتوى أدمغة المصابين بهذا المرض من الألمنيوم، سببًا أم نتيجة للمرض، وتضيف: "كما لم تتوصل معظم الدراسات الحديثة إلى أنّ الألمنيوم يسبب سرطان الثدي، ولعلّ البعض استنتجوا ذلك نظرًا لقرب الإبط حيث نستخدم مضادات التعرق الحاوية على هذا المعدن، من الثديين".

هل يجب أن نحد من الاستهلاك اليومي للألمنيوم؟

وجد الباحثون ارتفاعًا غير ملحوظ بكمية الألمنيوم في اللحم المخبوز بورق الألمنيوم، وفي الغذاء المطبوخ بأوان مصنوعة من الألمنيوم، وفي مياه الشرب التي تعالج بأملاح الألمنيوم لإزالة الشوائب العضوية، ما يؤدي لزيادة دخول الألمنيوم إلى أجسامنا عن الحد الموصى به، ولكن ليس بالدرجة الكافية للتسبب بأذية صحية.

وتقول الصيدلانية كريم: "يمتلك الألمنيوم تأثيرًا سامًا على الخلايا العصبية، ولكن في حالة التعرض المزمن له بجرعة 50 إلى 100 ملغ لكل كغ من وزن الجسم يوميًا، وهي جرعة أكبر بكثير مما يصل إلى أجسامنا من خلال أدوات الطعام ومياه الشرب والمستحضرات الصيدلانية بشكل يومي".

وتنصح مهندسة التصنيع الغذائي نسمة محمود، بتجنب "التعرض غير الضروري" للألمنيوم كوسيلة وقائية محتملة، وتقول: "يمكنكم على سبيل المثال تجنب استخدام أواني الألمنيوم لطبخ المواد الغذائية الحمضية أو المالحة مثل صلصة الطماطم، لأنّ قابلية الألمنيوم للذوبان تزيد بتأثير الأحماض والأملاح وخاصة بالحرارة".

وتضيف محمود: "يوجد نوع من أواني الألمنيوم مع قاع مأنود، أي على سطحه طبقة خاملة من أوكسيد الألمنيوم وشديدة الالتصاق تمنع تسرب المعدن إلى الطعام، ويمكن تشكيل هذه الطبقة أيضًا بغلي الماء في أواني الألمنيوم العادية، لمدة نصف ساعة تقريبًا، مع الحرص على عدم كشط هذه الطبقة أثناء تنظيف الأواني لاحقًا، كما يفضل عدم استخدام ورق الألمنيوم في الطهي، ولا بأس من استعماله للف الطعام البارد إنما لفترات قصيرة".

كما تنصح محمود بالاستعاضة متى أمكن عن مياه الصنبور بالمياه المعدنية الغنية بالسيليكا، لأنّ السيليكا تقلل تراكم الألمنيوم في الأنسجة، في حين تشير كريم إلى إمكانية استبدال مضادات التعرق التي تحتوي الألمنيوم بمزيلات التعرق التي لا تحتوي الألمنيوم وأضرارها أقل، وتعمل فقط على منع رائحة العرق.

 

 

 

 

دلالات