عودة أهالي الباغوز السورية محفوفة بالمخاطر... دمار وألغام وأمراض

عودة أهالي الباغوز السورية محفوفة بالمخاطر... دمار وألغام وأمراض

21 يونيو 2019
تعرضت الباغوز للدمار خلال الحرب على داعش (كريس مكجارث/Getty)
+ الخط -
يطالع من يسير في شارع بلدة الباغوز الرئيسي أنقاض المنازل على جانبي الطريق، وسيارات متفحمة، وبعض الشاحنات التي اخترقتها قذائف، فضلاً عن حفر خلفتها صواريخ طائرات التحالف الدولي، لتكون شاهدة على الحرب الدامية التي شهدتها المنطقة التي كانت آخر معاقل تنظيم "داعش" شرق نهر الفرات.


قبل أيام سمحت مليشيا قوات سورية الديموقراطية "قسد" لعدد من أهالي الباغوز بالعودة، فغادرت بعض العوائل مخيم الهول الذي يضم عشرات آلاف النازحين نحو البلدة المدمرة. لكن العودة محفوفة بالمخاطر والصعوبات.
وقال الناشط من دير الزور وسام العربي: "المنطقة مدمرة بنسبة 80 في المائة، وهي تغصّ بمخلفات الحرب التي بقيت من تنظيم داعش وقذائف التحالف الدولي، إضافة إلى الألغام، والعائدون قلة من الأهالي؛ فعدد أهالي الباغوز كان يبلغ 30 ألف نسمة".
وأضاف لـ"العربي الجديد": "الأهالي يعودون إلى البلدة على مسؤوليتهم الشخصية، وهناك شبان تطوعوا لترميم وتطهير المنازل، ومسؤولية الخدمات أيضاً تقع على عاتق العائدين، وليس لقوات قسد أي دور فيها".

وكما حدث سابقاً في مدينة الرقة ومحيطها، فإن الباغوز لا تزال تعاني من المقابر الجماعية، والجثث منتشرة تحت أنقاض المنازل، ويعمل فريق تطوعي من أبناء البلدة حالياً على إزالة الألغام وانتشال الجثث من تحت الأنقاض. لكنّ هناك منطقتين تمنع مليشيا قسد الأهالي من الاقتراب منهما، وهما منطقة الخنافرة ومنطقة الشيخ حمد.

والمنطقة التي سمحت "قسد" لبعض أهالي الباغوز بالعودة إليها تعرف بمنطقة يمين الدرب، ويوجد فيها منازل تضررت بشكل جزئي، وقد يستطيع سكانها العيش فيها بعد ترميمها، لكن يتحتم عليهم إزالة الأنقاض من الطرق ليتمكنوا من التنقل أو الدخول بالسيارات أو الدراجات النارية.
وعرض المركز الإعلامي لبلدة الباغوز مشاهد مروعة لجثث متفسخة تحت الأنقاض، وأخرى لم يبق منها سوى العظام، مشيراً إلى أن أعداد الجثث كبيرة، وأن المتطوعين من أبناء البلدة هم من يعمل على انتشالها حالياً، ومعظمها جثث لأشخاص مجهولين، وأكد المركز أن "عدداً من العوائل النازحة من الباغوز إلى بلدة الشحيل تستعد للعودة إلى البلدة".

لكن المخاطر التي يواجهها العائدون لا تقتصر على الألغام ومخلفات الحرب فقط، وأوضح جاسم أبو سلطان وهو أحد أبناء المنطقة لـ"العربي الجديد"، أن الكلاب الضالة منتشرة بكثافة في البلدة، وشوهد بعضها ينهش الجثث المتفسخة، وهذا الأمر يهدد سلامة العائدين.
أما عن الأسباب التي تدفع الأهالي للعودة، فقال أبو سلطان: "حياة التشرد مؤلمة، ومخيم الهول يأكل أعمار الناس، فهو معتقل في النهاية، وإن بقينا فيه عاماً أو عامين أو حتى عشرة أعوام، ففي النهاية علينا العودة لنبني بلدتنا، وهذا سيحدث عاجلاً أو آجلاً".

وسيطرت مليشيا "قسد" على منطقة الباغوز، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم "داعش"، ارتكبت خلالها قوات التحالف الدولي مجازر بحق المدنيين، الذين نزحوا من المنطقة باتجاه مخيم الهول وبلدات منطقة البصيرة بدير الزور.

المساهمون