13 مصاباً في غزة من عائلة واحدة

13 مصاباً في غزة من عائلة واحدة

15 أكتوبر 2018
ليس فريقاً لكرة القدم (محمد الحجار)
+ الخط -

أن تصرّ عائلة على المشاركة في مسيرات العودة بالرغم من سقوط 13 إصابة من بين أبنائها، فهي أكبر دلالة على أحقية القضية الفلسطينية. تلك عائلة أبو عطايا

يشارك أربعون فرداً من عائلة أبو عطايا، التي تعيش في شرق حي النصر، وسط مدينة غزة، في القطاع الفلسطيني المحاصر، في مسيرات العودة، بنسائها ورجالها وكبارها وأطفالها. ومن الحدود الشرقية، ينتقلون إلى مسيرات كسر الحصار البحري، لكنّ ذلك لم يكن من دون ثمن، إذ سقط حتى الآن 13 مصاباً من العائلة.

تختلف إصاباتهم ما بين إصابة متوسطة وخطيرة وبالغة، وبالرغم من ذلك، يستمرّون في المشاركة في المسيرات ويحضرون في الصفوف الأولى. مع ذلك، بات ديوان العائلة يجمعهم على همّ واحد هو المعاناة في الحصول على العلاج والرعاية الصحية، خصوصاً أنّ بعضهم ينتظر مواعيد عمليات جراحية، وآخرين ينتظرون تحويلات طبية لإجراء عمليات في الخارج.

أكبرهم وأصغرهم (محمد الحجار) 












خليل أبو عطايا (40 عاماً) أصيب في العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي عندما شارك في المسيرات البحرية بالقرب من مستوطنة زيكيم، أقصى شمال غرب قطاع غزة. كان على متن قارب صغير، وعندما بدأت القوارب تسير أطلقت طرادات الاحتلال الإسرائيلي قذائف باتجاهها، ما أدى إلى انقلاب القارب وهو على متنه وأصيب في ظهره. يقول خليل لـ"العربي الجديد": "لبينا دعوات مسيرات العودة لتوحيد هذا الحق. وهي مسيرات سلمية، شاركنا فيها من دون أن يخطر في بالنا احتمال الإصابة بأيّ أذى، فنحن لا نرمي أنفسنا على الموت، بل نشارك لأنّها قضية أكبر من الجميع. كثيرون يطلبون منا أن نتوقف عن المشاركة كي لا يسقط مزيد من الإصابات بيننا، لكن، لا بدّ من الدفاع عن حقنا".

أولى الإصابات كانت من نصيب محمود أبو عطايا (25 عاماً) في 30 مارس/ آذار الماضي، وهو من أوائل المصابين في مسيرات العودة ككلّ. سقط بطلق ناري في قدمه اليمنى، وأمضى ستة أشهر في علاج مكثف، إذ زرع سيخاً بلاتينياً في كاحله. تمكن من نزعه قبل شهر واحد. في اليوم نفسه، في 30 مارس/ آذار، وبعد ساعة واحدة، أصيب ابن عمه، عدي (21 عاماً)، بطلق ناري في فخده.




إصابة أخرى كانت من نصيب عبد الكريم (31 عاماً) الذي استهدف بقنبلة غاز في رأسه أدت إلى جرح كبير، فجرى تضميده بثماني غرزات. لكنّ أخطر الإصابات كانت لدى أحمد (23 عاماً) الذي أصيب بطلق ناري متفجر في يوم جمعة "من غزة لحيفا" في الأول من يونيو/ حزيران الماضي، ما أدى إلى تهتك في العظام وقطع بالأوتار والأعصاب، علماً أنّه لن يتمكن من إجراء عملية في غزة. يقول أحمد لـ"العربي الجديد": "في حال لم أتلقَّ علاجاً في الخارج ستتعطل يدي، ولم أحصل على جواب من الطواقم الطبية في غزة بخصوص ورقة التحويلة الخارجية. في العملية سيستأصلون أوتاراً من قدمي وجزءاً من العضلة لزرعها في يدي، وها أنا أنتظر".

أحمد، صاحب أخطر إصابة (محمد الحجار) 












أكبر المصابين عمراً، هو أحمد آخر في العائلة؛ أحمد عبد الكريم أبو عطايا (48 عاماً) الذي أصيب في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما كان بالقرب من مستوطنة زيكيم، شمال القطاع، بطلق ناري في ركبته اليمنى. أما أصغرهم فهو، محمد ماجد أبو عطايا (6 سنوات) الذي أصيب بشظايا رصاص متفجر في الرأس، سببت له فقدان الوعي لساعات، ونتيجة سقوطه على الأرض حدث له ارتجاج في المخ.

يقول، أحمد عبد الكريم أبو عطايا، لـ"العربي الجديد": "في عائلتنا 15 شاباً فوق العشرين عاماً عاطلون من العمل، وكانوا يعملون في مهن متفرقة، كمياومين في منشأة صناعية وتجارية. يحاولون الحصول على أيّ فرصة. حال شبابنا أكبر سبب لمشاركتنا في مسيرات العودة لتحريك قضايانا أمام العالم، فإن جلسنا في البيت سنموت ببطء".




أصيب حسن (30 عاماً) بقنبلة غاز بالقرب من مستوطنة زيكيم في العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، تسببت له بخلع في الكتف وتهتك في عظمة الكتف. أما أحمد (20 عاماً) فقد أصيب بطلق ناري في اليد تسبب له في تهتك في العظام وقطع في الشرايين، فيما أصيب أحمد إياد (16 عاماً) بطلق ناري في اليد في 27 إبريل/ نيسان الماضي. كذلك، أصيب عبد الرحمن (13 عاماً) بقنبلة غاز في الظهر. وأصيب عبد الكريم (9 سنوات) بقنبلة غاز في الوجه أثرت على بصره، وذلك في 14 مايو/ أيار الماضي، فيما أصيب أيمن (37 عاماً) في 6 يوليو/ تموز الماضي بقنبلة وشظايا رصاص متفجر في قدمه.

شارة النصر حاضرة بالرغم من كلّ شيء (محمد الحجار) 












يقول أول المصابين في العائلة، محمود، لـ"العربي الجديد" إنّه شارك في مسيرات كسر الحصار البحري، وفي قدمه سيخ بلاتيني من إصابته السابقة. أراد أن يكسر الحصار متأملاً الوصول إلى جزيرة قبرص بحسب وجهة السفن، لكنّ طرادات الاحتلال اعتقلتهم، وجرى التحقيق معه عند ميناء أسدود المحتل، وإرجاعه إلى غزة في منتصف الليل مع 10 مشاركين آخرين.