القتل بدافع الشرف في "سارة 2014"

القتل بدافع الشرف في "سارة 2014"

26 نوفمبر 2014
فلسطينيات يدعين إلى وضع حدّ لجرائم الشرف (فرانس برس)
+ الخط -

أصرّ المخرج السينمائي الفلسطيني خليل المزين على إكمال إنتاج فيلمه الاجتماعي "سارة 2014"، بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها خلال تصوير وانتاج الفيلم. اختار معالجة قضية اجتماعية جريئة، وهي القتل بدافع الشرف، الذي ترتفع نسبته في قطاع غزة، في ظل معاناة أهله الكثيرة.

عانى المزين بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وانقطاع التيار الكهربائي، خلال تصويره بعض مشاهد الفيلم في عدد من مخيمات القطاع. دمر مكتبه في برج الباشا بعد استهداف الطائرات له. لكن اصراره دفعه إلى إنهاء إخراج الفيلم بعد شهرين فقط على انتهاء العدوان.

يعالج "سارة 2014" ارتفاع معدل القتل بدافع الشرف في المجتمع الغزاوي. يوضح المزين، لـ"العربي الجديد"، أن الفيلم يعدّ تجربته الروائية الأولى، ومدته 90 دقيقة. سيعرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يبدأ في 10 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهو مرشح للفوز ضمن قائمة تضم 37 فيلماً من مختلف أنحاء العالم.

درس المزين الإخراج السينمائي في جامعة سان بطرسبرغ في روسيا. أنتج أفلاماً روائية قصيرة وأخرى وثائقية، وشارك في مهرجانات عدة عربية وعالمية، وحصل قبل عامين على جائزة حقوق الإنسان في مهرجان الجزيرة.

استوحى فكرة الفيلم من فتاة قتلها أهلها لأنها أحبّت شاباً. أخبرته عمته قصتها. كانت تعيش في أحد مخيمات القطاع. عقاباً على فعلتها، حبسها أهلها في المنزل وتعرّضت لعنف جسدي قبل أن تُقتل. ولاحظ أن كثيرين في المجتمع الغزاوي يبررون القتل بدافع الشرف.

يتابع المزين: "كان لقصة هذه الفتاة تأثيرها عليّ، وخصوصاً أن هذه الحالات كثيرة في قطاع غزة. فأردت تحويل قصتها إلى فيلم يحاكي الواقع، ويعالج هذه القضية". أراد من خلاله أن يساهم في توعية المجتمع. يضيف: "كان طرح القضية صعباً جداً. فمجتمعنا لا يعطي المرأة حقوقها، ودائماً ما تكون الأفضلية للرجل. يحاكي الفيلم واقع المرأة. أردنا أن نلامس ما تعانيه، ونظرة المجتمع إليها في ما يتعلق بقضايا الشرف".

يلفت أيضاً إلى أن تفشي ظاهرة القتل بدافع الشرف شجعه على إنتاج الفيلم، لافتاً إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أبناء القطاع، تساهم في زيادة ارتكاب هذه الجرائم. يضاف إلى ذلك الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، والذي جعل الناس في وضع نفسي لا يحسدون عليه، ما يدفعهم في أحيان كثيرة إلى عدم إدراك تصرفاتهم.
العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع حال دون استكمال تصوير فيلمه، وخصوصاً أنه جرى تمثيل معظم المشاهد في برج الباشا الذي قُصف بالكامل خلال الحرب. لكن فريق العمل أصر على متابعة تصوير 40 في المئة من مشاهد الفيلم، بالرغم من الصعوبات.

يخشى المخرج استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي وعدم تمكنه من المشاركة في المهرجان.
من جهته، يقول منتصر السبع، الذي شارك في إنتاج فيلم "سارة 2014"، لـ"العربي الجديد"، إن الفيلم ناقش مختلف الجوانب الفنية بطرق غير تقليدية. يوضح أن "تجربتي في إنتاج الأفلام الوثائقية والتسجيلية تختلف عن تجربتي في فيلم سارة. مرحلة المونتاج كانت تتطلّب العمل على الصورة والمؤثرات الصوتية. أردنا استمالة المُشاهد. تارة نجعله قلقاً، أو نحثه على البكاء. حتى أننا كنا نتأثر بكثير من المشاهد".

أما محمود أبو غلوة، الذي شارك بدوره في الفيلم، فيوضح أنها تجربته الأولى في إنتاج فيلم سينمائي، وكانت ممتعة جداً، لافتاً إلى أن المشاركة في مهرجان دولي تعد إنجازاً، وخصوصاً أننا عملنا على إنتاج الفيلم بإمكانيات بسيطة. يقول لـ"العربي الجديد": "في بعض الأحيان، عملنا على تنقيح مشاهد الفيلم مستعينين بأجهزة ذات مواصفات عادية، بالإضافة إلى معدات ليست بالمستوى المطلوب. مع ذلك، نجحنا في إنتاج الفيلم".

بعد قصف برج الباشا، ظنّ فريق العمل أنهم أضاعوا جهود خمسة أشهر. لكن قبل بدء القصف، خطر ببال أبو غلوة أن ينقل جهاز الكومبيوتر إلى بيته. هكذا أنقذتهم الصدفة. لكن في ظل استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي، لن يتمكن المزين وفريقه من حضور المهرجان، وهو يبحث اليوم عن وسيلة للخروج.

دلالات

المساهمون