جداريات "تميم المجد" تجسّد الولاء لقطر

أكثر من ثلاثين جدارية تنتشر، ليس في معالم وميادين العاصمة الدوحة، بل خارجها أيضا في الرويس والخور شمالا، إلى الوكرة ومسيعيد جنوباً. ويتزاحم المواطنون والمقيمون، صغارا وكبارا، لتسجيل عبارات الولاء، ومنها "هذي قطر تاريخها يرفع الراس" و"قطر الحب والعطاء" و"تميم الشعب وقطر تميم" و"الله الوطن الأمير" و"اللهم اجعلنا ممن تحبهم شعوبهم ونبادلهم حبا بحب" و"كلنا تميم".

أمام جدارية سوق واقف في قلب الدوحة، التقينا المواطن حمد مبارك المري، الذي اصطحب أطفاله وهم يرتدون قمصانا حملت رسم "تميم المجد" وطفلته التي تزينت بالعنابي. وقال لـ"العربي الجديد"، "نتمنى العز والفخر لقطر كما كانت على الدوام، والحقيقة أننا نعيش في هذه الفترة أياما وطنية تعم البلاد، ولم يزدنا الحصار إلا ولاء لقطر وقائدها الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".

القاص والروائي جمال فايز، قال لـ"العربي الجديد": "رغم المساوئ الكثيرة للحصار من الأهل والنسب، وما سببه من جرح نازف ووجع غير متوقع، وما ترتب عليه من سلبيات عديدة على مستوى الشعوب، حيث فرّق بين الزوج وزوجه وأبنائه، وحرم الطلبة من إكمال تعليمهم، ومنع تزاور الأهل وغير ذلك، لكن في الجانب الآخر، برزت إيجابيات أمطرت خيرها على ثرى قطر، تمثلت في زيادة المنتج المحلي، والوقوف صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة للأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".

واعتبر جمال الفايز أن "أولى إرهاصات فشل دول الحصار تجسدت في قوة وبنيان الجبهة الداخلية، بأشكالها المختلفة، بدءأ من وضع ملصقات حب قطر والأمير على المركبات، ورفع علم الوطن فوق المنازل، مع مبادرة تلقائية وعفوية من عامة الناس من المواطنين، بتصميم جداريات خاصة ووضعها أمام مساكنهم، وهذه التفاتة رائعة واستثنائية لم نشهدها في الشارع الخليجي والعربي، التي لاقت إقبالا من المواطنين والمقيمين، حتى في ساعات متأخرة من الليل".







ورأى الروائي الفايز أن "كل ذلك يصب في مجرى نهر واحد، وهو إعلان الولاء لأمير البلاد، وتأكيد اللحمة الشعبية لحماية هذه الأرض، والتأكيد على أن كل المؤثرات الخارجية التي تمارسها دول الحصار من إعلام مضلل كاذب مفتر يصل إلى الدرك الأسفل في اللاأخلاقيات، كان الشعب يزداد التفافا حول قيادته غير مبال بهذا التضليل، لماذا؟ لسبب منطقي وهو أن دول الحصار منعت على شعوبها الاستماع لوسائل إعلام الرأي والرأي الآخر، بينما هنا في قطر كل وسائل الإعلام متاحة أمامنا".

وكشف فايز أن شعوره وهو يوقّع على الجدارية "لا يوصف"، ولا يمكن التعبير عنه بالكلمات، لافتا إلى أن المشاعر عندما تفيض حبا في هذه الأرض وولاء لقيادتها الحكيمة تصبح أكبر من أن توصف ببضع كلمات.




وتابع القاص فايز "كانت المشاعر رائعة وجداريات "تميم المجد" زيّنت الأرض الطيبة كما تزيّن الحناء يد العروس. وتفيض المشاعر مع رؤية أطفال يرتدون قمصانا تحمل رسم "تميم المجد"، ويخطّون بأناملهم الطرية كلمات قد لا تستطيع قراءتها إما لصغر الخط أو كونها متشابكة الحروف، لكنها عفوية. ويصر بعضهم على أن يصعد على السلّم الذي يوضع أمام الجداريات للكتابة في الأعلى، كانما يعانق هامات السحاب، وكأنما يريد القول: نحن هنا. كانت المشاعر فياضة جميلة مع رؤية بعض العجائز، أطال الله في أعمارهن، وقد ترقرقت دموعهن فرحا بهذا الحب، وحزنا من طعنة الأهل والنسب".






بدوره، يقول المقيم عماد أسعد لـ"العربي الجديد"، "أعتبر قطر بلدي الأول وبمستوى موطني الأصلي، وأفتخر كوني أقيم في هذا البلد المعطاء منذ أكثر من 21 عاما، ودولة قطر بحق كعبة "المضيوم"، وكان لزاما عليّ أن أعبر عن حبي وتقديري لأمير الشباب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشاركت وزوجتي جيهان الأحمد، بالتوقيع على جدارية سوق الوكرة وجدارية منطقة الهلال وجدارية منطقة نعيجة".