حرق الذات.. طريقة جديدة للاحتجاج بالمغرب

حرق الذات.. طريقة جديدة للاحتجاج بالمغرب

14 ابريل 2016
طرق احتجاجية غريبة عن المجتمع المغربي (فيسبوك)
+ الخط -
تزايدت في الآونة الأخيرة حالات إضرام مواطنين مغاربة النار في أجسادهم، بسبب مطالب تتسم في الأغلب، بطابع اجتماعي أو عائلي أو شخصي أيضاً، آخرها سيدة فارقت الحياة أمس في مدينة القنيطرة (غرب المملكة)، متأثرة بالحروق التي نالت من جسدها.

وعلى طريقة "بوعزيزي" في تونس، الذي كان سبباً في اندلاع "الربيع العربي" في عدد من البلدان العربية، أقدمت بائعة للحلويات على إضرام النار في جسدها، قبل أن توافيها المنية، كما أن تلميذاً أحرق جسده لأسباب دراسية، وسيدة مسنة أحرقت جسدها بسبب ضغوط عائلية.

وانتهت قصة فتيحة، في بداية عقدها الرابع، بشكل مأساوي عندما أرادت الاحتجاج بطريقتها الخاصة على ما سمته "الظلم" الذي طاولها من طرف أفراد من السلطة بمدينتها، طردوها من المكان الذي كانت تبيع فيه فطائرها، كما صادروا سلعتها التي كانت تعيل بها أبناءها.

وارتأت فتيحة أن تضرم النار في جسدها احتجاجاً على مصادرة سلعتها، والظلم الذي شعرت به، فسكبت البنزين على نفسها، وأحرقت نفسها، حيث بدأت تتلوى من الحريق، وهي المشاهد التي وثقتها تسجيلات تم بثها على موقع يوتيوب، قبل أن تنقل إلى المستشفى، وتموت هناك بسبب خطورة الحروق التي أصابتها.

وسبق حالة فتيحة بأيام قليلة، إقدام تلميذ بأحد المؤسسات التعليمية بمدينة تازة على إضرام النار في جسده، احتجاجاً على رفض مدرسته منحه شهادة مدرسية تفيد متابعته للدراسة، فحصل شجار بينه وبين مسؤولي المدرسة، ليختار طريقة غريبة في الاحتجاج بإشعال النار في بدنه.


ومنذ أيام أيضاً، تجمع مواطنون وسط العاصمة الرباط حول سيدة مسنة أشعلت النار في جسدها، فنال الحريق من رجليها خاصة، وذلك لأسباب عائلية وفق المحتجة، تتمثل في سلب بعض أفراد أسرتها لأموالها، دون أن تحظى بدعم من أحد، لكن المواطنين استطاعوا سريعاً السيطرة على الحريق الذي التهم جلد أطراف المسنة.

وقبل أسابيع، توفيت فدوى العروي، وهي شابة كانت تبلغ من العمر 25 عاماً، بسبب حروق خطيرة نالت من جسدها، بعد أن صبت على نفسها سائلاً قابلا للاشتعال، وذلك احتجاجاً على عدم استفادتها من مشروع خاص بإسكان الأسر الفقيرة، خاصة أنها "أم عازبة" وبدون عمل.

وتعلق الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، على ظاهرة حرق الذات التي تزايدت في الآونة الأخيرة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الأمر يتعلق بطرق احتجاجية شاذة وغريبة عن المجتمع المغربي الذي يُعرف بكونه يبدع كثيراً في أشكال الاحتجاج، لكن دون أن تصل إلى الانتحار حرقاً".

وتابعت العوفير أن الذين يقدمون على مثل هذه الطريقة في الاحتجاج غالباً ما يتسمون بشخصيات هشة تتأثر بشكل كبير، ولا تقاوم ما تجده أمامها من مشاكل وحواجز، مضيفة أن لجوء الشخص إلى حرق ذاته بهدف الاحتجاج أو الضغط على المسؤولين ليس حلاً، بل هو جزء من مشكلة اجتماعية كبيرة، وفق تعبيرها.

دلالات