العراق: أمراض تتفشى بمناطق سيطرة "داعش" وتفتك بالأهالي

العراق: أمراض تتفشى بمناطق سيطرة "داعش" وتفتك بالأهالي

21 يناير 2016
الأمراض تلاحق أطفال العراق وسط الحرب والحصار(الأناضول/GETTY)
+ الخط -


بدأت الأمراض المعدية تظهر في مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لتفتك بالأهالي إلى جانب الجوع والقصف، لتكتمل دائرة الموت التي تحيط بهم من كل جانب.

وانتشرت العديد من الأمراض الخطيرة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، كشلل الأطفال والتهاب الكبد الفيروسي والسل الرئوي والأمراض الجلدية ونقص الفيتامينات وغيرها، مع شح الدواء وانعدام الرعاية الصحية، بسبب توقف الدعم الحكومي لمناطقهم، ومنع الحكومة دخول الأغذية والأدوية.

ويضطر الأهالي لتناول الأطعمة منتهية الصلاحية أو الملوثة لشح الغذاء، وكذلك المياه الملوثة لتعطل محطات تنقية المياه، ما ساعد على انتشار الأمراض المعدية والأوبئة الفيروسية وخاصة بين الأطفال. كما أدى تكدس الجثث حول المدن وداخلها إلى اتساع رقعة التلوث والأمراض بشكل غير مسبوق.


كارثة صحية في الموصل

وكشفت لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي انتشار أمراض انتقالية بين المواطنين. وقال النائب في البرلمان العراقي، حسن خلاطي لـ "العربي الجديد" إن "عدداً من الأطباء المتواجدين في الموصل، أكدوا اكتشاف حالات مرضية بالسل وشلل الأطفال، وإن المدينة تمر بكارثة صحية".

وكشف المدير العام لدائرة الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية محمد جبر في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن "المدن التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش" تمر بظروف صحية خطيرة"، لافتاً إلى عدم امتلاك وزارة الصحة لأرقام دقيقة أو إحصائيات عن أعداد المصابين بتلك الأمراض.

اقرأ أيضاً: "حسون" مصير أطفال العراق المشردين

من جهته، تخوف رئيس منظمة الهلال الأحمر العراقي، قيس المعموري، من انتشار تلك الأمراض. وقال "بسبب عدم وصول الأدوية واللقاحات إلى المدن التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، من الممكن أن تتحول تلك الأمراض إلى أوبئة".

بدوره، أكد الناشط المدني علي الأنباري أنّ "الأمراض الوبائية والمعدية بدأت تنتشر بين الأهالي في مدن الأنبار"، معتبراً أن "سبب ظهور وانتشار تلك الأمراض انعدام الأدوية واللقاحات اللازمة لمكافحتها في ظل منع الحكومة العراقية دخولها إلى تلك المناطق".


أطعمة منتهية الصلاحية

من ناحيته، بيّن عمر الأنباري ( 51 عاماً ) أن "الأمراض تتفشى بسبب انعدام الأدوية واللقاحات اللازمة، وتناول أطعمة منتهية الصلاحية ومياه ملوثة، في ظل الجوع المستشري وتعطل محطات تنقية المياه".

وأضاف الأنباري لـ"العربي الجديد" بأن "المصابين بالأمراض المزمنة، وكذلك الأطفال يموتون بسبب التلوث والأسلحة التي تلقى على المدن، ومخلفات القنابل والصواريخ ورائحة المواد المتفجرة التي تملأ الأجواء ليلاً ونهاراً".

وكشفت مصادر طبية في الأنبار والموصل أن "الخطر يهدد الأطفال بالدرجة الأولى، فلا توجد أية مضادات حيوية لمواجهة الأمراض الوبائية والمعدية، ولا توجد لقاحات لحديثي الولادة، ما يهدد جيلاً كاملاً بالإعاقة أو الموت، بسبب شلل الأطفال، فضلاً عن السل الرئوي والتهاب الكبد الفيروسي".

اقرأ أيضاً: الجفاف يقتل أطفال النازحين والمحاصرين في الأنبار