نازحو ريفي حماة وإدلب يقيمون في العراء

هربوا من القصف إلى العراء.. رحلة عذاب نازحي ريفي حماة وإدلب

27 يوليو 2019
سوريون يقيمون في العراء (Getty)
+ الخط -
لا تنتهي معاناة النازحين بمجرد خروجهم لمناطق آمنة بعيداً عن بلداتهم ومدنهم التي تتعرض للقصف، بل يواجهون واقعاً قاسياً وتضطر أعداد كبيرة منهم للعيش في العراء بسبب اكتظاظ المخيمات في المناطق الحدودية بإدلب، بعيداً عن أعين المنظمات وفي افتقار تام للخدمات الصحية والمساعدات الإنسانية.

وفي السياق، روى نازح من قرية المستريحة بجبل شحشبو ريف حماة الغربي لـ"العربي

الجديد" قصة قريب له قائلاً: " قريبي وعائلته المكونة من ثمانية أشخاص يقيمون حالياً في العراء في محيط بلدة أرمناز بريف إدلب، وهو يعاني من مرض نفسي، وبحاجة للدواء على الدوام، ولم تقدم له أي جهة مساعدة بهذا الخصوص، وقام أهل قريتي بجمع مبلغ مالي لي منذ مدة لمساعدته".

وأضاف "إنه يعاني من انفصام في الشخصية، ولا يمكنه العمل، وكغيره من النازحين يعاني من تأمين الخدمات لعائلته من ماء وغذاء، ورغم التوجه لجهات عديدة ومنظمات في المنطقة التي يقيم فيها لم يحصل على شيء، حتى سلة غذائية أو ما شابه".

وأكد أن وضع النازحين بصفة عامة مأساوي، ومعظمهم عاجزون حتى عن تأمين المياه بالدرجة الأولى لأن أسعارها مرتفعة، كما أن نقلها لمناطق نزوحنا في محيط أرمناز يعد مشكلة أيضا.

وبالنسبة لمحمد خير السلوم (لديه متلازمة داون)، فإنّ الحياة ليست سهلة أبدا، إذ يقيم في بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي الغربي، رفقة زوجته وطفليه وأمه، وأوضح لـ"العربي الجديد" أنه نزح من بلدة شهرناز بريف حماة خوفاً على عائلته، ولم يجد من يحتضنه أو يقدم له أية مساعدة سواء بمجال توفير الأدوية اللازمة له أو لأطفاله في حالة المرض، كون حالته المادية ووضعه المعيشي صعبين للغاية.

وتوجّه عدد من النازحين ممن يقيمون في العراء لشراء قطع من الأرض لبناء منزل فيها، كما فعل النازح من بلدة الهبيط عمار المحمد الذي قال لـ"العربي الجديد": "بالنسبة لي ولأهلي عندما نزحنا تنقلنا بين عدة بلدات، وكان لديّ مبلغ من المال فكان الحل الوحيد لنا هو الاستقرار والخلاص من حالة التشرد التي نعيشها، وفعلا اشتريت قطعة أرض بمساحة 200 متر مربع في بلدة قاح، وبدأت ببناء منزل مكون من 3 غرف، المنزل صغير لكن هذه الإمكانيات المتاحة لنا، استدنت مبلغا من المال وأنا أتابع بناء المنزل حاليا".

وتابع "استقرينا في الفترة الأخيرة في مدينة إدلب، فالحياة في الأراضي الزراعية بريف إدلب الجنوبي لم تكن تطاق، وفي الوقت الحالي أظن أن الحل الذي اهتديت إليه هو الأسلم".

من جهته، قال رئيس المجلس المحلي في بلدة كفرزيتا مدين خليل لـ"العربي الجديد": "تتعرض بلدة كفرزيتا للقصف الشديد خلال الأشهر الأربعة الماضية، وحدثت فيها حالة من النزوح حيث نزح أهلها لمدن خان شيخون ومعرة النعمان لكن القصف طاول هذه المناطق، ولدينا 250 عائلة في حاجة للحصول على سكن وإمكانياتهم المادية ضعيفة جدا، اشترينا لهم قطعة من الأرض في منطقة بابسقا قرب الحدود مع تركيا، بعمل شعبي، تبلغ مساحتها 24 دونماً، ويمكن أن تؤمن سكناً لحوالي 250 عائلة، والأرض بحاجة لتسوية وبئر ماء وخيم وصرف صحي".


وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت يوم الجمعة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية جراء التصعيد وهجمات النظام المكثفة، إذ أشار ديفيد سوانسون من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إلى أن ثلثي النازحين خارج المخيمات جراء اكتظاظها.

المساهمون