أهالي إدلب غير مبالين بالوقاية من كورونا

أهالي إدلب غير مبالين بالوقاية من كورونا


22 مارس 2020
تعقيم المخيمات (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

ينقسم الأهالي في مدينة إدلب السورية بين الخوف والحذر من فيروس كورونا الجديد "كوفيد -19" واللامبالاة، وسط حالة من قلّة الوعي تتعلق بكيفية الوقاية من الفيروس. 

في مدينة إدلب، التي باتت رقعة جغرافية مكتظة بالسكان بعد حملات عسكرية متتالية دفعت بأهالي بعض مدن وبلدات المحافظة إلى التوجه إليها، يقول الناشط الاعلامي المقيم فيها عامر العلي، إن المشكلة لا تتعلق بالخوف الكبير من الفيروس بحد ذاته بل بقلة وعي السكان، مؤكداً أن "هناك نوعا من اللامبالاة بين الكثير من الناس في المدينة، وقلة هم الذين يتخذون التدابير الوقائية".

ويقول العلي لـ"العربي الجديد": "قلة هم الأشخاص الذين يتعاملون مع الموضوع بحذر وخوف، والمصيبة ليست فيروس كورونا بحد ذاته بل قلة وعي الأهالي بمخاطره، خصوصاً في بقعة جغرافية صغيرة تسيطر عليها قوات المعارضة، حيث يعيش فيها نحو خمسة ملايين شخص، علماً أنها لا تتسع لنصف هذا العدد. فالتجمعات هائلة وفي حال تفشي الفيروس، ستكون كارثة تفوق أي كارثة تمر بها أي دولة". يضيف أن "عوامل الحماية والوقاية من الفيروس قليلة جداً".

ويناشد العلي منظمة الصحة العالمية بضرورة التدخل السريع في الشمال السوري، خصوصاً في إدلب، كون الدول المتقدمة التي لديها قدرات هائلة وإمكانيات طبية متطورة تعاني من انتشار الفيروس. ويختم قائلاً: "في حال تفشي الفيروس بين السكان هنا في إدلب، فإن القذائف وصواريخ الطائرات التي كانت تسقط علينا، أقل وطأة منه على الرغم من وحشيتها إذ كان يمكننا الهروب منها".

وتحاول بعض الجهات، خصوصاً الدينية في المدينة، التقليل من مخاطر كورونا بين المدنيين، مع دعواتها للصلاة في المساجد كما حدث يوم الجمعة، حيث أقيمت الصلاة في مساجد المدينة، مع محاولتها تجاهل دعوة الأطباء والجهات الصحية للناس بضرورة أخذ الحيطة والحذر.



وعن هذه المشكلة، يقول أبو حمزة (36 عاماً) لـ "العربي الجديد": "نحن شعب متدين وديننا لا يتعارض مع العلم أبداً. المزعج أن بعض الجاهلين بالدين هنا يشيعون بين الأهالي أنه لا داعي لوقف المصافحة وأن الأقدار بيد الله، والوضوء كاف، محاولين التلاعب بعقول الناس. ومن وجهة نظري هذا تضليل وتعارض مع ديننا الذي أمرنا بالنظافة والأخذ بالأسباب، فعلينا أن نحمي أنفسنا وعائلاتنا. والنصائح التي يقدمها الأطباء يجب أن تتقدم على الشائعات التي يبثها هكذا أشخاص".

في المقابل، يوضح النازح خطيب الذي يقيم في بلدة كفرتخاريم، أنه توجه إلى مدينة إدلب لشراء بعض الحاجيات، قائلاً لـ "العربي الجديد": "لم ألمس هذا الحذر من موضوع كورونا. كل شيء على طبيعته في المدينة المكتظة بالناس. صادفت بعض الأشخاص يرتدون كمامات، لكنهم قلة. يوم أمس، صادف عيد الأم وكانت المدينة تعج بالمارة. في كفرتخاريم حيث أقيم، لا يوجد مظاهر حقيقية للوقاية من كورونا، والأهالي يمارسون حياتهم كباقي الأيام العادية".

وكان مدير صحة إدلب الطبيب منذر الخليل قد أوضح في تسجيل مصور نقلته المديرية عبر صفحتها على فيسبوك، أن الحالات الأربع الموجودة في مستشفى أطمة، والتي ظهرت عليها أعراض منها ارتفاع درجة الحرارة، أخذت منها عينات لتحليلها مخبرياً ومعرفة ما إذا كانت مصابة بفيروس كورونا أم لا، مضيفاً أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، سترسل منظمة الصحة العالمية جهازاً للتحاليل الخاصة بالفيروس، داعياً الأهالي إلى الإلتزام الكامل بتعليمات الوقاية.

وكانت مديرية التربية والتعليم في إدلب اتخذت قرارا بتعليق الدوام في المدارس للطلاب فقط ولمدة أسبوع بهدف الوقاية من فيروس كورونا، بينما لم يتوقف الدوام في الجامعات والمعاهد بالمحافظة.