هكذا يستخدم تجار البشر السحر الأسود لتشغيل الفتيات بالدعارة

هكذا يمارس تجار البشر طقوس السحر الأسود لتشغيل الفتيات بالدعارة

24 نوفمبر 2018
من التمائم المستخدمة بطقوس السحر في نيجيريا(ستيفان هيونس/فرانس برس)
+ الخط -
السحر الأسود طقوس مبنية على معتقدات متجذرة لدى مجتمعات بشرية منتشرة حول العالم، تعتمد على قوى الشر واستحواذ الأرواح كوسيلة للإخضاع واستملاك الخاضعين له جسداً وروحاً. وعبر السحر الأسود، يسيطر تجار البشر على فتيات يعشن في المناطق الفقيرة في ضواحي المدن والأرياف النائية في دول أفريقية وآسيوية وأميركية لتشغيلهن بالدعارة.

ومن خلال طقوس وأعمال شعوذة، يضمن تجار البشر أن الفتاة لن تهرب أو تشكو أو تفضح مشغّلها أو تبحث عن عمل آخر، إلا بعد أن تفي دينها عن آخره، والذي غالباً ما يكون ديناً هائلاً لا يمكن سداده. وتخضع المستعبدات لقسَم مترافق مع طقوس عنيفة ومخيفة، تنتهي بحلفان اليمين بأن السوء ولعنة الآلهة ستحل بهن وبعائلتهن، وكذلك المرض والجنون لو أخلفن ونكثن الوعد.


السحر الأسود وضحايا تجار البشر

تجار البشر يبحثون عن أي شخص كبير أو صغير، امرأة أو رجل، يمكن استغلاله وتشغيله بإخضاعه لشروط وقيود واتفاقات يصعب أو يستحيل التفلت منها. وتكون الديون هي الرابط الأقوى التي تذل الضحية وتمنعها من الاعتراض أو التحرر من مشغّلها. والتشغيل بالسخرة مقابل الديون التي تنحصر غالباً بتكاليف الانتقال والسكن وبعض المبالغ المالية لأسرة العامل "الضحية" ، وهو الوجه "الحديث" للاستعباد، يشمل قطاعات عمل واسعة في الزراعة والتعدين والصناعة والعمالة المنزلية وصولاً إلى تجارة الجنس.

عاملات بالجنس لا يتجرأن على الشكوى ضد المتاجرين بهم(Getty) 



وتبلغ مشكلة الديون أقصى درجات التعقيد حين تتعدى الجانب المادي وتأخذ طابعاً روحياً، فتتحول إلى تهديد دائم مسلط على جسد وروح المستدين، الخاضع أصلاً لمعتقدات تؤمن بقوى الشر التي تسكن الروح وتعذبها في حال ارتكاب الأخطاء. وعدم الوفاء بالديْن هو أحدها.

وتحظى العبودية باهتمام الباحثين والخبراء والإعلام، لا سيما في مجال تجارة الجنس، لأن تأثيرها على دول أوروبا وأميركا الشمالية بات أكثر حدة، منذ تزايد أعداد المهاجرين خلال السنوات العشر الماضية، وهيمنة تلك الشبكات على مناطق (كانتونات) وأحياء من بعض مدنها. واستتبع ذلك صراع سلطات القانون مع هؤلاء التجار المتسترين خلف أعداد لا يستهان بها من الفتيات "المهاجرات غير الشرعيات" العاملات بالدعارة. بعض التقارير تناولت علاقة السحر الأسود بالعبودية، وجمعت شهادات من الضحايا وتابعت محاكمات بعضهن، كما بينت نظرة السلطات للفتيات العالقات تحت وطأة الديون، وعدم فهمها الدقيق لأسباب تكتم الضحايا عن المتاجرين بهن والقوادين خلال التحقيقات.

عصي تستخدم في طقوس استدعاء الأرواح بفنزويلا (ثييري موناس/getty) 


أنواع العقود الملزِمة لأرواح المستعبدين

مع انتشار ممارسات السحر الأسود باستخدام أسس دينية وعقائدية مختلفة، وانقياد الآلاف أو أكثر لتعاليم منفذها الذي يسمى عادة الطبيب الساحر، أو فارضيها وهم تجار البشر، هناك من يعتبر أن "السحر الأسود هو اعتداء على المعتقدات الدينية أو الثقافية من قبل المتاجرين بالبشر في أكثر من مكان في العالم، لكنه يمارس بكثافة في نيجيريا"، وذلك ما بيّنه تقرير بعنوان "المتاجرون: يستغلون معتقدات الناس الروحية لإجبارهم على العبودية"، نشرته مجلة الدراسات الدولية للمرأة.

ووصف السحر الأسود بأنه "تكتيكً مستمر في العبودية الحديثة هدفه إيذاء الناس الضعفاء، وتحديدًا من أفريقيا، إذ ينتهك المتاجرون بالبشر المعتقدات الدينية التقليدية الأفريقية لضحاياهم، كآلية للتحكم بهم".

وبما أن هدف السحر الأسود وطقوسه هو الإيقاع بالضحية في فخ عقدٍ يستحيل أو يصعب الفكاك منه، يبدو أن هناك أنواعا لا تعد ولا تحصى لأشكال العقود وطبيعتها التي يستخدمها تجار البشر، نتيجة تعدد القبائل والإثنيات والأعراق وتنوعها. فلكل منها طقوسها ومعتقداتها التي تسيّر حياة المنتمين إليها.

ويؤمن كثير من الناس بأن الديْن المادي أو المعنوي لا يتعلق وفاؤه بأجسامهم وقوة عملهم ومدى التزامهم بسداده، وإنما بأرواحهم أيضاً التي تعتل في حال استمرت الديون بملاحقتهم.


وهكذا يستغل تجار البشر بمساعدة كهنة وقساوسة ومشعوذين تلك المعتقدات الراسخة في أذهان الناس لصالحهم، وينطلقون من تلك البذور الإيمانية لدى السكان، مستفيدين من جهلهم وضعفهم واعتقادهم بسلطة قوى الشر القادرة على تدميرهم، وإحلال سوء الحظ واللعنة بهم وبعائلاتهم. من تلك المعتقدات نذكر على سبيل المثال:

طقوس جوجو Juju

هو نظام اعتقادي روحي تستخدم في طقوسه التمائم والسحر والرقى، يمارس في غرب أفريقيا، وانتقل إلى الأميركتين مع تدفق العبيد عبر تجارة الرقيق وما زال يمارس تبعاً للتقاليد الأفريقية. ويلتزم الشخص بالخضوع  لقوة سحرية منسوبة لتميمة قد تكون دمية أو أي شيء آخر، تسيطر على جسده وروحه. كما يصبح منقاداً لها خوفاً من الموت أو التعذيب أو اللعنة أو حتى إصابته بالمرض أو الجنون. ولدى بعض الجماعات فإن ذلك السحر يورث عبر الأجيال من السلف إلى الخلف.

وjuju هي مجرد اسم من الأسماء العديدة التي تُطلق على تلك الممارسات لدى مختلف العرقيات القومية. أما التمائم أو الأصنام التي تأخذ شكل دمية أحياناً لا تصنع إلا من قبل ساحر يعرف باسم الطبيب الساحر الذي يمارس السحر. وكل شخص يمارَس عليه السحر تُصنع له تميمته، التي تخبأ بعد انتهاء الطقوس بعيداً عن متناوله غالباً.

الفودو Vodoo

هو الحظ الجيد أو السيئ، النابع من الأفعال الجيدة أو السيئة. وانطلاقاً من جوهر حماية الروح من السوء أو الشر، كثير من الناس يعبدون الأرواح الخاضعة للخالق، ويعتقدون أن كل روح مسؤولة عن جانب من جوانب الحياة الإنسانية. ويقدم المؤمنون القرابين لها في هياكل أو معابد، ويشاركون بطقوس تحمي أرواحهم. كما يعتبرون أن بإمكان قوى غريبة أو شياطين أو حتى آلهة امتلاك أرواحهم والسيطرة عليهم والتحكم بهم. وفي دراسة أجرتها جامعة أوهايو على عينات من 488 جماعة حول العالم عام 1969 وجدت أن 74 في المائة من المستطلعين يؤمنون بامتلاك الروح. وهذا المعتقد منتشر في ديانات متعددة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

من طقوس الفودو (Getty) 

الدين الكرْمي Karmic debt

الديون الكرمية، أو ديون الكرما (الفعل أو العمل) وهو مفهوم أخلاقي مرتبط بكثير من المعتقدات في قارة آسيا وغيرها. هي نفس الديون المالية في العالم المادي، يعتبر المؤمنون بها أنها الذرات التي تلتصق بالروح كلما حصل الإنسان على خدمة أو منفعة من أحدهم. أو إذا أجبر الشخص أحداً ما على تأدية خدمة له، أو إذا انغمس في أعمال مثل السرقة أو النهب أو الفساد وغيرها. تلك الذرات تجلب السعادة والملذات والكماليات في المدى القصير، لكنها في نهاية المطاف هي بمثابة قرض سيجلب لصاحبه الألم والبؤس في المستقبل، ويسبب له الكثير من الصعوبات.

أداء القسم التزام روحي لا مفر منه

"أقسم أنني حين أصل إلى مكان عملي لن أرسل الأموال لأسرتي قبل تسديد ديني. وأقسم أنني لن أخبر أحداً عن العمل الذي أقوم به، ولن أورط مشغلي (المتاجر)". هو قسم فتاة اسمها مريم من نيجيريا، وأخضعت للقسم عام 2012 قبل تسفيرها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهي إحدى الشهادات التي جمعها تقرير بعنوان "دور الديانة التقليدية الأفريقية و"جوجو" في الاتجار بالبشر"، صادر في يناير/كانون الثاني 2016 عن مجلة دراسات المرأة الدولية في جامعة "بريدج واتر" الأميركية.

كذلك أشار إلى خمس فتيات من غواتيمالا وهن من أسرة واحدة، خضعن للمحاكمة في لوس انجليس في كاليفورنيا بتهمة العمل في الجنس، وأكدن خلال جلسات التحقيق أنهن خضعن للضرب، والتهديد لهن ولأسرتهن، إضافة لطقوس السحر التي تكبلهن باللعنات في حال تنصلن من العمل.

وتحدثت فتاة من نيجيريا لصحيفة "ديلي بيست" الأميركية 2015، بأنها اقسمت اليمين خلال خضوعها لطقوس غريبة في مزار تقليدي في مدينة بنين، التي تبعد نحو 300 كيلومتر شرق العاصمة لاغوس، والتي تنطلق منها أكثر رحلات فتيات البغاء إلى أوروبا. وأعطيت الفتاة اسم ديبورا في التقرير، وقالت "أجبرونا أنا وفتيات أخريات على أداء اليمين الذي يلزمنا بسداد الأموال التي ندين بها لمهربنا، وألا نلجأ إلى الشرطة، على أن يصيبنا الألم أو الجنون إذا نكثنا القسم".

واعترفت ديبورا التي قضت سنوات في العمل بالجنس في إيطاليا، للصحيفة ذاتها بأنها تؤمن بالفكرة التقليدية الشائعة بأن الفتيات اللواتي لا يحفظن القسم يصيبهن الموت أو الجنون. وقالت إن نوبات غضب ومرض فظيع أُصيبت بها حين نكثت الاتفاق مع مشغّلها. وأكدت أنهم (التجار) "قالوا إنني سأعمل في مصنع للملابس، لكنني لم أحصل على الوظيفة التي وعدوني بها، ولسوء الحظ كنت مرتبطة باليمين واضطررت إلى سداد الدين أو مواجهة تداعيات قسمي".

أما الفتاة أوساس التي رحّلتها السلطات الإيطالية بعد عملها بالدعارة ثلاث سنوات، تعيش متخفية في لاغوس في نيجيريا ولا تجرؤ على العودة إلى مدينتها الأصلية بنين، خوفاً من التجار الذين هرّبوها إلى إيطاليا، ومن انتقام أسرتها أيضاً، خصوصاً أنها عادت خالية الوفاض. أوساس بحسب قولها لوكالة PRI الإعلامية تتوقع أن تصاب بأعراض نكثها لليمين، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من سداد ديون رحلتها إلى إيطاليا رغم أنها كانت تعيش كالسجينة، "لا يسمح لي بمغادرة بيوت الدعارة إلا للعمل من أجل المال، وكان مطلوب مني تأمين 120 يورو على الأقل يومياً (نحو 135 دولارًا)، وكلما فشلت بذلك تعرضت للضرب من قبل سيدتي". وأوضحت أن "الوفاء بكلفة إقامتي وطعامي وحاجياتي القليلة تطلبت مني العمل مدة لا تقل عن 12 ساعة في اليوم"، بحسب قولها.

السحر الأسود يكبل أرواح الضحايا كما أجسادهن(هيكتور ريتامال/فرانس برس) 



طقوس السحر الأسود تأسر الضحايا

قسم اليمين الذي تؤديه الفتيات لمهربي البشر له طقوس مرافقة، تمارس في أماكن لا تكون خفية على الدوام فبعض الكهنة والقساوسة وأطباء السحر الذين يمارسون السحر الأسود على الفتيات يحظون باحترام مجتمعاتهم المحلية، ولديهم السطوة الكافية للإقناع بأنهم قادرون على معاقبة النساء المخطئات أينما كنّ في العالم، وكسر اليمين من الأخطاء. ويتلقى هؤلاء الأموال من تجار البشر مقابل تلك "الخدمات" بالطبع، وذلك بحسب تقرير "دور جوجو في الاتجار بالبشر" المشار إليه سابقاً.

وقال الخبير في الاتجار بالبشر من جامعة هارفارد، سيدهارث كارا، لموقع "بي بي سي": "إن الطقوس المكبلة للضحايا سيطرتها أقوى بكثير من السلاسل الحديدية أو السجن. إنها السيطرة على الروح التي هي أكثر قوة وغدرا". و"جوجو" يعتبر من أبرز طقوس السحر الأسود التي تمارس في إجزاء من نيجيريا. تخضع له النساء في بلدانهن قبل التهريب غالباً، أو بعد وصولهن إلى البلد المستقبل في بعض الأحيان.

ولكن ما هي تلك الطقوس والتعاويذ؟ بحسب شهادة الفتاة النيجيرية كارا التي نقلتها مؤسسة PRI الإعلامية، فإن الكاهن "سيطر على روحها ورحمها"، حين استخدم خلال الطقوس مواد مثل دم حيضها وشعرها وأجزاء من أظافرها، ودماء أطفال أيضا". وأخبرت كارا هيئة المحلفين في إحدى المحاكم الإيطالية، ونقلتها بعض وسائل الأعلام ومنها PRI، أن خوفًا حقيقيًا يتملكها من تعاويذ السحر، لأنه قد يسبب لها المرض والجنون والعقم والموت إذا خرقت قسمها.

واستناداً إلى دراسات اعتمدها التقرير "بريدج واتر" أن الطقوس التي تتطلب غالباً أخذ ملابس الضحية الداخلية، ودمها، وشعر العانة (تهديد مبطن بالعقم)، والأظافر وشرب دم أو تناول لحم نيئ من حيوان مثل ثعبان أو حلزون وغير ذلك، هي صورة مكملة لسيناريو متكامل يولد الخوف باعتماد أساليب العنف، ويرسخ فكرة الآثار المترتبة على كسر العقد مثل المرض، والمصائب أو حتى الموت للضحية وعائلتها. وهذا السيناريو سمّاه التقرير "عقد الاتّجار" الذي يولّد الخوف من انتقام المتاجرين من ضحاياهم اللاتي عليهن تحمل "معاناتهم/ن بصمت".

وأشار إلى أن سوء وتأثير العنف النفسي على الضحايا يفوق العنف الجسدي أحياناً كثيرة، واصفاً إياه بأنه "تدميري" للضحية، معتبراً أن هذا الجانب تتغاضى عنه السلطات القانونية حين تضبط تلك الفتيات ولا تعطي أهمية لتلك العقود وحلفان اليمين، وتعتبر أنها نوع من غسل الدماغ.

أحد الكهنة يستحضر أدواته قبل جلسة السحر في بنين(getty) 


السحر الأسود يعيق مكافحة الاتجار بالبشر

يمثل قسَم "جوجو" نوعاً من التحدي لم تعترف به جهود مكافحة الاتجار بالبشر، ما يمنعها من الوصول خلال التحقيق مع الضحايا بعد ضبطهن، لمعرفة هوية المهربين أو القوادين، وذلك حسب تقرير جامعة "بريدج واتر" الأميركية.

وعبرت إحدى الضحايا عن ذلك بقولها خلال التحقيق "إن تفكيرنا نحن الأفارقة مختلف عن تفكير البيض. في الدين والمعتقدات، وفي ما هو حقيقي وغير حقيقي. هناك أشياء نعتقد أنها حقيقية في نيجيريا يعتبر البيض أنها هراء "، وذلك خلال حديثها عن القسم الذي تخضع له ولا تستطيع العودة عنه.

وخلص التقرير المذكور إلى أن "سلاسل العبودية الجنسية في العصر الحديث غالبا ما تكون نفسية، تتحكم بإحساس المرأة الشديد بهويتها وشعورها بذاتها، وكذلك علاقتها بأسرتها وإلهها وفهمها لقيمتها. وحتى لو انتهت امرأة شابة في وضع آمن أو محمي في أوروبا، فإنها تعتقد أن اليمين سيطارد عائلتها في نيجيريا ويجلب لها الحظ السيئ".

الخوف من تبعات نكث اليمين يعطل التحقيق مع المتاجرين ومقاضاتهم لعدم توفر الشهود والشكاوى من الضحايا الخائفات. والأكثر من ذلك أن السلطات تعجز عن حماية الفتيات في بعض الأحيان لرفضهن اللجوء للشرطة، أو تزجهن في السجن لعدم الاعتراف بما لديهن من معلومات. وبكل الأحوال إن المعلومات التي تقرر الضحايا تقديمها لسلطات إنفاذ القانون ليست صحيحة أو دقيقة بسبب خوفهن، ما يؤدي إلى إفلات المتاجرين بالبشر والمهربين من المساءلة والعقاب. وهذا يجعل من قسَم السحر الأسود عنصر حماية للمهرّب باسم الدين.

أما سلطات مكافحة الاتجار بالبشر في أوروبا التي تحيل هذا النوع من السيطرة إلى "غسل الدماغ"، دون الاستعداد لفهم الواقع الديني العقائدي لتلك الجماعات، تجعل مأساة الفتيات أكبر وأعمق وتحيط بها من كل الجهات، وفق التقرير.

في النتيجة الكل يرى فيها ممارسات خادعة، لكن المطلوب بحسب تقرير "بريدج واتر" أن على سلطات التحقيق قبول فكرة أن خوف الضحايا يعود إلى نظام معتقداتهن العميقة الجذور.

ضحايا العبودية ليسوا فتيات فقط(غوسيب سيسيا/getty) 



هل يمكن منع تجار البشر من استخدام السحر الأسود؟

نشر موقع " تومسون رويترز" تقريراً مفاده أن زعيم مملكة بنين التاريخية في جنوب نيجيريا، أوبا أوياري الثاني، استحضر اللعنات خلال مراسم أحياها في شهر مارس/آذار 2018، على أي شخص استخدم السحر لمساعدة الهجرة غير القانونية.

ويظهر من المقابلات التي أجراها الموقع مع نساء يعملن وسيطات بين الفتيات والمهربين، وكهنة كانوا ينظمون طقوس السحر الأسود، أنهم يخافون من لعنة الزعيم أوبا التي نقضت كل لعنات السحر الأسود السابقة، ويعتبرون أن الطقوس التي خضعت لها الفتيات من ضحايا الاتجار بالبشر انتهى مفعولها. وأن إقدامهم على أي فعل له علاقة بتلك الممارسات ربما يعاقبون عليه بالموت.

بالطبع نقض اللعنة غير كافٍ للقضاء على السحر الأسود، وإذا خففت لعنة زعيم واحد في مجتمع أفريقي قبلي واحد، فماذا عن الجماعات الأخرى التي تمارسه دون رادع؟

يذكر أن عدد النساء النيجيريات اللاتي وصلن إلى إيطاليا عن طريق القوارب زاد عن 11 ألفاً في عام 2016، مقابل 1500 في عام 2014. وأشار إلى أن ما لا يقل عن أربع من كل خمس فتيات أجبرن على ممارسة البغاء في أوروبا، وفقاً لبيانات من المنظمة الدولية للهجرة.

المساهمون