"تلفريك" القدس... مخطط استيطاني إسرائيلي قديم بدأ تنفيذه

"تلفريك" القدس... مخطط استيطاني إسرائيلي قديم بدأ تنفيذه

30 يناير 2019
مخطط تلفريك القدس الإسرائيلي (تويتر)
+ الخط -

حذر خبير الخرائط الفلسطيني، خليل التفكجي، اليوم الأربعاء، من أن مشروع "التلفريك" الذي تنوي إسرائيل إقامته في مدينة القدس هدفه ربط شقي المدينة الغربي والشرقي، في مخطط لمنع فصلهما مستقبلا.


وقال التفكجي خلال مؤتمر صحافي في مدينة رام الله، إن "مشروع التلفريك هو المرحلة الأولى من برنامج ليس وليد اللحظة، وجزء من مخططات إسرائيلية موجودة في الأدراج، واليوم هي قيد التنفيذ نتيجة للضوء الأخضر من الإدارة الأميركية، ويهدف المشروع إلى دمج القدس الشرقية بالقدس الغربية بشكل كامل. ما يجري لا يتعلق باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل فقط، وإنما بالمخططات التي وضعت عام 1973، والتي تهدف إلى تهويد القدس".

وأوضح أن "المرحلة الأولى من المشروع تتضمن الربط بين المحطة العثمانية للقطارات وجبل صهيون ومنطقة باب المغاربة، والمرحلة الثانية تمتد إلى جبل الزيتون وباب الأسباط، وهي تستند إلى الرواية الدينية، وترتبط بالقضية السياسية، وأن القدس عاصمة لدولة واحدة".


وأكد تفكجي أن "التلفريك يعمل على تغيير المشهد البصري لمدينة القدس بشكل كامل، فاليوم لا يوجد شيء من مدينة القدس غير هذه المدينة التي حافظ عليها العرب والعثمانيون، وهم من خلال التلفريك يتحركون فوق الأقصى والبلدة القديمة ليقولوا لاحقا هذا تاريخنا وهذه مدينتنا".

وتابع أن "الاحتلال وضع قبل 25 عاما مخططا لمدينة القدس، والشكل الذي ستكون عليه عام 2020، وهذه الأيام يجري وضع مخطط آخر لما ستكون عليه المدينة في 2050، ضمن مشروع يتحدث عن قدس تمتد حتى غور الأردن، وأكبر مطار في الشرق الأوسط في منطقة البقيعة بمدينة أريحا، إذ من المقرر حسب المخطط أن يستقبل 35 مليون مسافر، بالإضافة إلى 12 مليون سائح، وكذلك خطوط سكك حديدية".


وأشار إلى إعلان إسرائيل قبل أيام عن مخطط جديد في رأس العامود لمصادرة أرض تبلغ مساحتها دونم ونصف الدونم، لإقامة مركز للزوار اليهود الذين يزورون المقبرة اليهودية في جبل الزيتون، وإقامة محطة لشرطة الاحتلال، ومصادرة 8.5 دونمات من عائلة الأنصاري لإقامة متنزه، وربطه مع المتنزه الموجود في منطقة الصوانة، "عندما يأتي الزوار إلى القدس بعد خمسة أعوام فإنهم سيشاهدون فسيفساء من الأحياء الفلسطينية المتفرقة".

وقال: "بعض العرب ينظرون إلى القدس على أنها قبة الصخرة، لكن القدس تاريخ وحضارة وبشر، وليست أماكن دينية فقط، صحيح أن جزءاً منها أماكن دينية، لكن تاريخها أوقف مخططات الاحتلال".

واستنكر عدم وجود مخططات فلسطينية أو عربية أو إسلامية لمواجهة المخطط التهويدي الذي ينهي بشكل كامل القدس، ويحول العرب فيها إلى أقلية نسبتهم 12 في المائة فقط، علاوة على الحديث عن توسيع القدس لتشمل 10 في المائة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، ومخططات السياحة العلاجية في البحر الميت، وبرنامج لفنادق ومناطق صناعية، "ماذا فعلنا غير الإدانة والاستنكار؟ صحيح أن أهل القدس صامدون، لكن الصمود بحاجة لدراسات واستراتيجيات لوقف التهويد".

بدوره، قال محافظ القدس، عدنان غيث، خلال المؤتمر عبر الهاتف بسبب منع الاحتلال له من دخول رام الله، إن "مشروع التلفريك الذي أعلنت عنه ما تسمى بلجنة البنية التحتية الإسرائيلية على حائط البراق هو مشروع استيطاني ضخم، تشارك في تنفيذه الجمعيات الاستيطانية، وقالت عنه وزير السياحة الإسرائيلية، ياريف ليفين: حققنا خطوة مهمة لتغيير وجه القدس".

وأشار غيث إلى جملة من المشاريع الضخمة في القدس، هدفها التطهير العرقي وتهجير المقدسيين وإحلال المستوطنين مكانهم، وإطلاق العنان للمستوطنين للسيطرة على عقارات المقدسيين، إلى جانب محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، فيما يسيطر الاحتلال على باطن الأرض من خلال الأنفاق تحت الأقصى والقدس القديمة، وارتفاع وتيرة هدم المنازل.

بدوره، قال رئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة الفلسطينية، معتصم تيم، خلال المؤتمر، إن "الاحتلال يعمل على سرقة وتزوير تاريخ المدينة من خلال عمليات الحفر أسفل البلدة القديمة والأقصى، ومحاولة خلق رواية تلمودية مزورة تعكس أحقيتهم في المدينة، وقاموا بسرقة الأحجار والكتابة عليها لخلق رواية جديدة".

وأضاف أن "حكومة الاحتلال ترصد موازنات ضخمة للجمعيات الاستيطانية التي تشرف على تنفيذ المشاريع لتقوم بالاستيلاء على عقارات المواطنين بشكل ممنهج وتزوير الوثائق بتواطؤ من الحكومة ومن القضاء الإسرائيلي، علاوة على محاولة الاحتلال إحداث التغيير الديمغرافي للمدينة من خلال بناء الجدار العنصري، وتوسيع المستوطنات وضمها لتحقيق مخطط (القدس الكبرى)، بحيث يصبح الفلسطينيون أقلية في القدس أمام أغلبية يهودية".

وأشار تيم إلى أن "بلدية الاحتلال رصدت قبل أشهر مليارين و500 مليون شيقل لتهويد القدس قبل الانتخابات، ودفع المقدسيين إلى المشاركة بانتخابات البلدية، لكن الأهالي امتنعوا عن المشاركة".