المعذّبون في الأرض

المعذّبون في الأرض

30 ابريل 2016
لا يلتفت أحد إلى مصيرهم (دانيال بيرهولاك/ Getty)
+ الخط -
قصص الأديب المصري الراحل طه حسين التي تحمل العنوان نفسه "المعذّبون في الأرض" تروي الكثير من التفاصيل عن أولئك الفقراء والمرضى والمعانين بأشكال متعددة. أولئك الذين ظلمتهم الحياة ولم يملكوا يوماً الفرصة للخروج من دوائر ظلمها الثقيلة جداً.

الواقع لم يتغير. المظلومون والمعذبون هم هم. الظلم يشتد، والفوارق الطبقية تتسع، والفقراء لا يملكون شيئاً أبداً، حتى طعام أطفالهم. ها هم يدفعون بهم إلى سوق العمل في عمر مبكر جداً. وأيّ سوق ذلك؟ هو ليس مدرسة أو ملعباً. بل مطحنة حقيقية تقرقش عظامهم الطرية، وتمنع عنهم التعليم في المقابل، والنمو المتكامل.

تجد الأطفال بين السيارات يبيعون بضائع خفيفة من مياه ومناديل ورقية. عند محطات المحروقات يمسحون الزجاج ويملؤون الوقود. في المشاغل. في المزارع والحقول. وسط الصيادين. تجدهم في كلّ مكان كأنّه عالم موازٍ يعيشون فيه لكن بحقوق مغيبة. فمعظم الدول تتعامل بازدواجية مع القضية من خلال إعلانها حظر أيّ شكل من أشكال عمالة الأطفال، التزاماً باتفاقية حقوق الطفل. لكنّها في المقابل، تشهد عمالة للأطفال بسبب الفساد التنموي.

يصبح الأطفال العمال واقعاً أكيداً، لكنّهم أكثر الفئات تعرضاً للانتهاك. هم مثل هؤلاء في اللقطة من العاصمة الهندية نيودلهي، الذين يخوضون يومياً في أشغال شاقة ولا يلتفت أحد إلى مصيرهم.