200 ألف مدني تحاصرهم المعارك في منبج

200 ألف مدني تحاصرهم المعارك في منبج

19 يوليو 2016
مغادرة المدينة كانت ممكنة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يغيب الحديث عن مصير أكثر من 200 ألف مدني سوري في مدينة منبج بريف حلب، والمحاصرة من قبل "قوات سورية الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، وتتعرض لقصف الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي يومياً، من جراء التعتيم الإعلامي على معاناة المدنيين داخل المدينة، من قبل الأطراف المتصارعة.

وقال مصدر مطلع من ريف حلب، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن "مدينة منبج ما تزال تحتضن نحو 200 ألف مدني محاصرين داخلها من جراء العمليات العسكرية، وعدم سماح مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للمدنيين بمغادرة المدينة، في حين توجد عائلات تخشى الوقوع بين يدي "قوات سورية الديمقراطية"، بحيث تعتبرها أشد خطراً من النظام، وتتهمها بأنها جاءت لترحّل العرب من مناطقهم ووضع يدها على أرضهم".

وأضاف "هناك نقص شديد في المواد الغذائية، حتى البساتين التي كان الأهالي يعتمدون عليها حرمتهم العمليات العسكرية والقصف الجوي من محاصيلها، كما بدأت تنفد المواد الغذائية من منازل الأهالي، في وقت يوجد شح في المياه الصالحة للشرب، ما يهدد حياة المدنيين، خصوصاً الأطفال وكبار السن في المدينة".

وبيّن المصدر أن "مئات الضحايا سقطوا خلال فترة الحصار، التي جاوزت الخمسة أسابيع، بين قتيل وجريح، في حين لا تغيب عن أجواء المدينة رائحة البارود والغبار، وحتى روائح الجثث".

ويتهم ناشطون التحالف الدولي و"قوات سورية الديمقراطية"، بالعمل على تدمير مدينة منبج وإبادة أهلها، معتبرين أنها غير جدية في عملها لتحرير المدينة من عناصر داعش، مستذكرين أن فصائل المعارضة سبق أن سيطرت على المدينة من دون أي مساعدة من الطيران، ولم يلحق الدمار بالمدينة كما هو حالها اليوم.


وكانت "قوات سورية الديمقراطية" تحدثت، خلال الأسابيع الماضية، عن تأمين خروج مئات المدنيين، وتأمين المكان الآمن والمساعدات الإنسانية لهم.

ووصف الإعلامي في مجلس منبج العسكري، رافي ابن لادن، لـ"العربي الجديد"، وضع المدنيين داخل منبج بأنه "مأساوي جدا"، لافتا إلى أنهم "فتحوا العديد من الطرق لتأمين المدنيين، إلا أن داعش تمنعهم من الخروج، متخذة منهم دروعاً بشرية، ما يحول دون تقدمنا".

وأضاف أن "المياه لم تُقطع عن المدينة منذ بداية المعارك، وهناك معلومات عن توفر مادة الخبز، ولكن لا معلومات أكثر عن توفر باقي المواد الغذائية داخل المدينة".