والدة الفتاة المغربية "حياة": ابنتي لم ترتكب جريمة بالهجرة

والدة الفتاة المغربية "حياة" لـ"العربي الجديد": ابنتي قتلت ولم ترتكب جريمة بالهجرة

27 سبتمبر 2018
المهاجرة المغربية حياة قتلها رصاص البحرية (فيسبوك)
+ الخط -

قالت والدة الفتاة المغربية "حياة"، التي أصابها رصاص عناصر البحرية، يوم الثلاثاء الماضي، في تصريحات هاتفية لـ"العربي الجديد"، مساء الخميس، من مدينة تطوان، إن ابنتها "لم تقم بشيء مشين، ولم ترتكب جريمة عندما ركبت القارب المطاطي للهجرة إلى إسبانيا"، مضيفة أنها "لم تكن تريد سوى الحصول على الرزق، باعتبار أنها تعيل أسرتها الفقيرة".

وأمس الأربعاء، دفن جثمان الفتاة المغربية، التي قتلت خلال مطاردة البحرية المغربية لقارب سريع مشبوه بالقرب من السواحل الشمالية، وتقول السلطات إنها تجري تحقيقات مكثفة بشأنه، ضمن ظاهرة الهجرة غير الشرعية باستخدام قوارب بات يطلق عليها "الفانطوم".

وأضافت والدة الفتاة أن "حياة التي باتت وسائل الإعلام المغربية تلقبها بـ(شهيدة الهجرة)، قتلت برصاص أفراد القوات البحرية ولم تمت غريقة، وهي ليست مجرمة خطيرة حتى يتم التعامل معها بهذه الطريقة. صدمت عند سماع خبر مقتلها، ولن أسامح الذين دفعوها إلى هذا المصير".

وأوضحت الأم أن ابنتها لم تخبرها أنها سوف تجرب الهجرة السرية "الحريك"، ولم تخبر أحداً من أفراد عائلتها، "كانت حريصة على إعالة الأسرة، وتركت مقاعد الجامعة لهذا الغرض، ولولا الحاجة ما اضطرت إلى هذه المغامرة، وهي الشابة الخجولة البسيطة".

واعتقلت السلطات المغربية صاحب القارب السريع، وهو يحمل الجنسية الإسبانية، ويجرى حالياً التحقيق معه لمعرفة إن كان يعمل بمفرده أم ضمن شبكة متخصصة في الهجرة غير الشرعية، وإن كانت لديه امتدادات داخل أو خارج البلاد.

وأسفرت عمليات التحري في بدايتها عن اعتقال مواطنين، أحدهما إسباني والآخر مغربي، بتهمة الانتساب إلى "شبكة إجرامية متخصصة في النصب والاحتيال، وتنظيم وتسهيل الهجرة غير الشرعية"، كما يجرى التحقيق مع 3 شبان مغاربة أصيبوا بشظايا رصاص.

وخلّف قتل الشابة المهاجرة بالرصاص ردود فعل حقوقية منددة، وقالت سارة ليا ويتس، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، إن "حياة، والشبان المرافقين لها لم يشكلوا خطراً أمنياً حتى يتعرضوا للرصاص الأمني".




وفي حين فشلت حياة في الهجرة إلى الضفة الأوروبية، أفلح آخرون في الوصول إلى إسبانيا عبر "قوارب الموت"، ومنهم لاعب كرة قدم شاب في فريق مدينة آسفي، ظهر مؤخراً في مدينة إشبيلية، معللاً ذلك بأنه لم يجد من يعامله بشكل جيد داخل الفريق وفي مدينته.

وقال لاعب الكرة، في تصريحات صحافية، إنه ينحدر من عائلة فقيرة، مكونة من أم وأربعة إخوة، وضاع مستقبله بسبب التخلي عن الدراسة للعب كرة القدم، وتخلى عنه فريقه الأم بعدما استفاد منه، مردفاً بأنه ينام في الشوارع في انتظار أن يجد عملاً، لكنه رغم ذلك يرفض العودة إلى البلاد.

المساهمون