تونس: استغلال حظر التجوّل لقطع أشجار معمّرة

تونس: استغلال حظر التجوّل لقطع أشجار عمرها 200 عام

16 ابريل 2020
أشجار الزان المقطوعة لا تنبت مجدداً (فيسبوك)
+ الخط -
تعرّضت الغابات، في أقصى الشمال التونسي، إلى اعتداءات استدعت استنفار الجمعيات البيئية، بعد استهداف أشجار معمّرة يفوق عمرها 200 عام، من قبل مجموعات استغلّت حظر التجوّل لقطع أكثر من 400 شجرة زان، في منطقة عين سلام، من معتمدية عين دراهم، في محافظة جندوبة.

وبلّغ حرّاس الغابات في منطقة عين سلام عن تعرّض أكثر من 400 شجرة زان إلى القطع من قبل أشخاص استغلّوا غياب الحراسة الليلية للغابات وحظر التجوّل لإبادة أشجار هي من أقدم أشجار الغطاء النباتي والحرجي في البلاد.

وأعلنت جمعيات بيئية عن تشكيل ائتلاف يضمّ محامين من أجل مقاضاة من تثبت إدانتهم في قطع أشجار الزان واستهداف الغابات، واعتبرت أنّ هؤلاء الأشخاص يعبثون بالتوازن البيئي ويبيدون تراث الغابات في تونس، التي تمثّل أشجار الزان أحد أبرز معالمه.

وأفاد رئيس جمعية "سولي قرين" البيئية، حسام حمدي، بأنّ ائتلافاً من الجمعيات والمحامين بصدد إعداد ملف من أجل رفع قضية حق عام ضدّ كلّ من تثبت التحقيقات تورّطهم في جريمة "إبادة" الغطاء الحرجي "النفيس"، حسب قوله.


وأضاف الناشط البيئي أنّ أشجار الزان تمّ قطعها من أجل الاستفادة منها في صناعة الفحم أو تحويل خشبها إلى أثاث ذي قيمة كبيرة، نظراً للخصائص الفريدة لهذه الأشجار التي تتميّز بها مرتفعات الشمال الغربي التونسي. وأشار إلى أنّ هذه الأشجار تعطي خصوصيّة للمنطقة وتعدّ رئتها الطبيعية.

وطالب حمدي بتشديد العقوبة على من يستهدفون الغطاء الحرجي والنباتي لبلاده، مؤكداً أنّ هذه الغابات سبق أن تعرّضت لحرائق مفتعلة، ما تسبّب في تلف كبير في أصناف عديدة من الأشجار.

ونفّذت السلطات الأمنية، بالإشتراك مع إدارة الغابات، مداهمات في القرى المجاورة للغابات المستهدفة، أسفرت عن احتجاز كمّيات من الخشب المقطوع وشاحنات من الفحم المصنوع من أشجار الزّان، التي يراوح عمرها بين 200 و300 سنة.

وأكّدت السلطات الأمنية توقيف خمسة أشخاص على ذمّة التحقيق، بعدما اعترف بعضهم باستغلال الأزمة التي تمرّ بها البلاد وإجراءات الحجر الصحي العام وحظر التجوّل لقطع أشجار الزان الموجودة في منطقة شبه معزولة، وذلك بهدف بيعها لمقاهٍ وفنادق.

 

كذلك قال حمدة الزرايقي، رئيس دائرة الغابات في منطقة عين دراهم، إنّ قطع أشجار الزان يعدّ من أخطر الجرائم التي ارتكبت بحق الغطاء النباتي في المنطقة منذ عام 2012.

وأكّد الزرايقي لـ"العربي الجديد"، أنّ أشجار الزان المقطوعة ذات قيمة معنوية وبيئية كبيرة وهي لا تقدّر بثمن، وخاصة أنّها لا تنبت مجدداً. وأضاف أنّ غابات الزان في منطقة عين دراهم، سبق أن تعرّضت عام 2012 إلى جرائم مماثلة، تسبّبت بإتلاف أكثر من 800 شجرة حينها.

وأفاد بأنّ هذه العمليات تتمّ عادة في المناطق المرتفعة وعلى دوائر متفرّقة، تشمل كل واحدة منها بين خمس وستّ شجرات، وأنّ محيط جذع شجرة الزان الواحدة يناهز المتر، فيما يناهز معدل طول الشجرة الـ15 متراً.

المساهمون