مؤتمر "العلوم الاجتماعية والإنسانية": هجرة الشباب العربي العليا

مؤتمر "العلوم الاجتماعية والإنسانية": هجرة الشباب العربي العليا

19 مارس 2017
محاضرون في اليوم الثاني للمؤتمر(العربي الجديد)
+ الخط -






واصل المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أعماله اليوم الأحد، بمحاضرة عامة ناقشت موضوع الشباب العربي والهجرة الدولية، وهجرة الشباب إلى دول الاتحاد الأوروبي، وقراءة نقدية في السياسة الأوروبية للهجرة، للباحثين أيمن زهري ومحمد الخشاني.

ووفق أوراق بحثية قدمت في المؤتمر استناداً إلى تقارير دولية، بلغ إجمالي عدد المهاجرين العرب، طبقا للبنك الدولي في عام 2009، أي قبل ثورات الربيع العربي، نحو 13 مليونًا من الجيل الأول، يتركز نحو 10 ملايين منهم في أوروبا والولايات المتحدة، في حين ينتشر الباقون في الدول العربية، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.

وتعتبر تحويلات المهاجرين العرب إلى بلدانهم الأصلية أعلى بكثير من مساعدات التنمية الرسمية العربية وغير العربية لهذه البلدان. وارتفعت مساهمتها في خفض عجز موازنة المدفوعات من العملة الأجنبية، وزادت حصتها في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالصادرات، كما تعتبر مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي أعلى في عدد من الحالات من الاستثمار الأجنبي المباشر.

وتشير التقارير المتعلقة بالهجرة العربية الخارجة في العقدين الأخيرين إلى أن هجرة الشباب أعلى من هجرة الفئات العمرية الأخرى، إذ يشكل الشباب ممن هم دون سن الخامسة والثلاثين نحو ثلاثة أرباع المهاجرين، بينما يشكل من هم دون سن الخامسة والعشرين نحو خمسين في المائة منهم، وهي تقديرات تختلف بحسب كل بلد عربي.

كما يشير تحليل البيانات الدولية التي أنتجت خلال العقدين الأخيرين بشكل متواتر ومتزايد إلى حصة كبيرة من ذوي الكفاءات المهنية والعلمية التي تحوز قدرات بشرية ومعرفية في نسبة المهاجرين العرب. ويشير بعضها مثلًا إلى استقطاب بلدان العالم الجديد من أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة وكندا مهاجرين من ذوي الكفاءات التعليمية، وهاجروا إليها بعد الثانية والعشرين، وأتموا تعليمهم الجامعي الأول قبل هجرتهم.

من جلسات النقاش (العربي الجديد) 




وعلى الرغم من أن بعض الدراسات، يشير إلى أن حجم الكفاءات المهاجرة من المنطقة العربية إلى البلدان المستقبلة للهجرة هي الأقل نسبيًا بين بلاد مناطق آسيا وأميركا اللاتينية، فإن هجرة الكفاءات العربية تبقى عالية بالنسبة إلى مستوى التحصيل العلمي في المنطقة العربية، وتؤثر سلبيًا في نقص رأس المال البشري والمعرفي في بلدان هذه المنطقة.

وناقشت الجلسة الصباحية الأولى موضوع "الشباب الفلسطيني وأسئلة الهجرة والشتات الفلسطيني"، وبينت إحصاءات رسمية قدمت خلال الجلسة، أن 33 في المائة من المهاجرين من الفئة الشابة (15-29 عاما)، وبلغت نسبتهم 63 في المائة بين أعوام 2000-2009 من أجمالي المهاجرين.

كما بينت الإحصاءات أن 24 في المائة من الشباب الفلسطينيين، لديهم رغبة بالهجرة إلى الخارج، 15 في المائة من الضفة الغربية، و37 في المائة من قطاع غزة، وأن 44 في المائة منهم يرغبون بالهجرة لتحسين ظروفهم المعيشية. كما عرضت الجلسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيرة إلى أرقام إحصائية بأن أكثر من نصف اللاجئين المسجلين في لبنان الذين بلغ عددهم نحو 509 آلاف لاجئ عام 2016، هاجروا على مدى العقود الستة الماضية بسبب الأحداث الأمنية وحرمانهم من الحقوق المدنية ومنها الحق في العمل والعلاج والتعليم والضمان الاجتماعي.

وتختتم أعمال المؤتمر السادس للعلوم الاجتماعية غدا الاثنين، ببحث سؤالي الأخلاق في الفلسفة الإسلامية، والأخلاق في الواقع العربي الراهن. كما سيتم بحث محور الهجرة والمستقبل، والأبعاد الاقتصادية لهجرة الشباب، وإشكالية الهجرة السرية وأسئلة التنمية.

وسيشهد المؤتمر في يومه الختامي الإعلان عن نتائج الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية، وهي الجائزة التي أنشاها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2011 كجائزةً خاصّةً بالباحثين، باسم "الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية لتشجيع البحث العلمي".



المساهمون