حملات شعبية عراقية لإزالة شعارات "داعش"

حملات شعبية عراقية لإزالة شعارات "داعش"

26 فبراير 2017
من شعارات التنظيم (كارل كورت/Getty)
+ الخط -
بدأت مجموعات من الشباب والناشطين في المدن التي استعادتها أخيرا القوات العراقية من قبضة تنظيم "داعش"، حملات واسعة لمحو شعارات التنظيم، التي خلفها على جدران المنازل والبنايات العامة والمدارس والجسور والمؤسسات، وصبغ أرصفة الشوارع العامة بألوان جديدة غير الأسود الذي استخدمه التنظيم.

وقال الناشط عايد الدليمي: "حقبة تنظيم داعش خلّفت وراءها في المدن المحررة مئات الشعارات المكتوبة على الجدران، والتي تمجد التنظيم وتتبنى أفكاره. لذلك قررنا البدء بحملة واسعة لمحو تلك الشعارات واستبدالها بأبيات من شعر الحكمة مثلاً".

وتابع الدليمي لـ"العربي الجديد"، "نحن شباب الأنبار أردنا أن نمحو تلك الحقبة المريرة بكل تفاصيلها واستبدال شعارات داعش بالأقوال المأثورة التي تدعو إلى المحبة والسلام أو بالرسومات الجميلة كالأزهار والمناظر الطبيعية التي تبعث على التفاؤل".

وكذلك الحال في صلاح الدين التي خلّف التنظيم فيها شعارات مختلفة على الجدران في كل زاوية من المدينة إبان سيطرته منذ منتصف يونيو/ حزيران 2014.

وقال الناشط مناضل التكريتي، إن "الشعارات التي خلفها تنظيم داعش على جدران المنازل والبنايات العامة تحمل فكر التشدد وتتبنى إيديولوجية التنظيم، وكلما تجولنا في حي من أحياء المدينة ذكرتنا هذه الشعارات بتلك الأيام القاسية".


يحررون المدن من الأفكار المتشددة (تويتر) 


وأضاف التكريتي "شعارات التنظيم تحمل على الأغلب الدعوة إلى الموت والقتل والتشاؤم، فأردنا أن نستبدلها بما يدعو إلى التفاؤل وكل ما يحمل الحكمة والموعظة الجميلة البعيدة عن التطرف والمغالاة".





وبدأت تلك الحملات بشراء قناني الطلاء الصغيرة والكبيرة بألوان مختلفة زاهية غير الألوان القاتمة التي يستخدمها التنظيم والتي يغلب عليها اللون الأسود، المنتشر على الجدران.

وبيّن الناشط حسن الفلاحي أن "التنظيم خلف شعارات عديدة أبرزها: (باقية وتتمدد)، و(القتل لنا عادة)، وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى القتل والموت، وخط كثير منها بطريقة حرفية وأخرى بعشوائية شوهت معالم المدن، وسببت ضيقاً في نفس كل من يمر من أمامها".


من شعارات "داعش" على الجدران (فيسبوك) 


ولفت الفلاحي إلى أن "التنظيم قام بطلاء الأرصفة باللونين الأسود والأبيض، لهذا سنقوم بتغيير كل تلك الإشارات والشعارات، ونعيد طلاء الأرصفة بألوان جديدة جميلة وزاهية، وكتابة أشياء مفيدة بدلاً من تلك الشعارات، كالحكم والأقوال المأثورة وأبيات الشعر".

وتعتمد المدن المحررة على الحملات الشبابية في إعادة الحياة إليها، ومحو ما خلفته الحرب من دمار وخراب يحتاج سنوات طويلة لتغيير ملامحه وإعادة تأهيل المدن من جديد.

كما يرى الناشط عبد القادر الصميدعي، أن "المهمة ليست مجرد تنظيف للمدن من الأنقاض ومخلفات الحرب، بل من الأفكار المتطرفة والمتشددة التي خلفها التنظيم على جدران المنازل والبنايات والمدارس".

يتابع الصميدعي "تنظيم داعش قام بطلاء أرصفة الشوارع باللون الأسود، في رمزية لراية التنظيم، لكننا أعدنا طلاء الأرصفة بألوان أخرى، واستبدال الشعارات إلى خلفها التنظيم بحكم أو آيات قرآنية أو أبيات من شعر الحكمة".

وتكفلت مجموعات شبابية وناشطون من المدن المحررة بتلك الحملات عبر جمع التبرعات وشراء الطلاء لمحو شعارات التنظيم عن الجدران والأرصفة.


دلالات

المساهمون