حملة "إفطار صائم"... مطبخ خيري للنازحين شمالي الرقة

حملة "إفطار صائم"... مطبخ خيري للنازحين شمالي الرقة

05 يونيو 2017
هم بأمسّ الحاجة للمساعدات (فيلي غورغاه/الأناضول)
+ الخط -


تتفاقم الأزمة الإنسانية في ريف الرقة الشمالي يوما بعد آخر، مع ازدياد أعداد النازحين من مناطق الاشتباك في مدينة الرقة وقبلها الطبقة والعديد غيرها، التي تعرضت لقصف من مختلف أنواع الأسلحة واشتباكات عنيفة بين تنظيم "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وفي ظل غياب المنظمات الإنسانية الدولية، مع وجود العديد من القوى العسكرية الغربية على الأرض، وغياب مؤسسات المعارضة عن الواقع الإنساني المرير لعشرات آلاف المدنيين، بادر عدد من الناشطين لإنشاء مركز إنساني يقدم الطعام للنازحين.

وأطلق الناشطون، في أول يوم من رمضان، "حملة إفطار صائم"، بحسب إحدى المشرفات على المطبخ، ريم الناصر، والتي قالت لـ"العربي الجديد": "نحن اليوم في ريف الرقة الشمالي، نقدم الوجبات السورية للسكان هنا، ونوصل كل يوم الطعام إلى أهلنا المنتشرين في المخيمات والمدارس".

وبيّنت أن "المطبخ يقدم وجبات لما بين 200 إلى 300 أسرة يومياً، ونوصل وجباتنا إلى مجموعة قرى جديدة كل يوم".

وأضافت الناشطة أن "الفكرة أطلقت من ريف الرقة الشمالي لغايات إنسانية محضة، وتعتمد على تبرعات بدأت من رجل أعمال من الرقة، تلاه سكان المحافظة المغتربون، عبر تبرعات بسيطة". وأوضحت أن هذه التبرعات غير كافية، خاصة أن "هناك أكثر من 200 ألف شخص نازح وبحاجة إلى مساعدة، في حين لم تصرح الأمم المتحدة سوى عن نصف العدد الحقيقي، إضافة إلى صعوبات لوجستية جراء عدم وجود السيارات، ما يضطرنا إلى جلب الماء مثلا على دراجة نارية محلية الصنع، كما نعاني من انقطاع الكهرباء الذي يجبرنا على استخدام مولدات كهربائية".




وتابعت "اليوم نستأجر صهاريج لتوزيع مياه الشرب، إذ إن العائلات التي نقدم لها الطعام تشكو دائما من الحاجة للماء، فالمياه في ريف الرقة الشمالي لا تصل إلى كل البيوت والمدارس إلا عن طريق آبار، وبسبب انقطاع الكهرباء الدائم، فالحاجة دائمة لمولدات كهربائية تشغلها محركات زراعية، والحاجة أيضاً إلى صهاريج لنقل المياه إلى بعض المخيمات والمدارس".

وأشارت الناصر إلى أن "المدنيين اليوم رهائن لعبة السياسة، ولا تطبق خطط الاستجابة الإنسانية الموجودة في مكتب الأمم المتحدة OCHA، كما تغلق الحدود مع تركيا، ولا يسمح بوصول المساعدات الإنسانية".

وأكدت أن عدم السماح للمنظمات بالعمل في ريف المحافظة الخالي من تنظيم "الدولة الإسلامية" يزيد الأمر مأساة، علماً أن القوات الأجنبية متواجدة عسكرياً، وغائبة إنسانياً، ما عدا عدد قليل من المنظمات التي لا تغطي أكثر من 5 في المائة من الاحتياجات الضرورية".

وذكرت أن محافظة الرقة استقبلت منذ بداية الثورة عام 2011 حتى اليوم، أكثر من مليون نازح من مختلف المحافظات، مشيرة إلى أنهم "يعانون اليوم من وضع شديد السوء، حتى إن مرض الليشمانيا بدأ ينتشر بين الأطفال".

يشار إلى أن هناك مطبخا خيريا في مخيم عين عيسى، يقدم وجبات للأهالي النازحين، لكن تبقى هذه المبادرات أقل بكثير من الاحتياجات في المنطقة.



المساهمون