التسول يتأنث في شوارع المغرب

التسول يتأنث في شوارع المغرب

27 يوليو 2016
سياسات التنمية قاصرة عن احتواء الظاهرة(عبد الحق سينا-فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
كشفت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بالمغرب، بسيمة الحقاوي، أن ظاهرة التسول تتأنث بشكل متنامٍ في البلاد، موردة في جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس النواب، أمس الثلاثاء، أن نسبة الإناث اللاتي يتسولن في الشارع ارتفعت من 11 إلى 18 في المائة.

وأشارت الوزيرة المغربية إلى أن الأطفال الذين يتسولون في شوارع المدن، تدفعهم أسرهم للتسول، أو يكونون من دون عائلات ومأوى، فيدرجون في خانة المتسولين والمشردين، مبرزة أن التسول ظاهرة اجتماعية خطرة، لا يمكن الحد منها سوى بتضافر جهود جميع القطاعات المتدخلة.

وعزت الحقاوي ظاهرة التسول في البلاد إلى هيمنة التحولات المجتمعية التي طرأت على المجتمع المغربي، خاصة في العشرية الأخيرة، مشيرة إلى أن وزارتها أرست العديد من التدابير والإجراءات لإنقاذ أطفال الشوارع من التسول والتشرد.

وانتقدت بعض أحزاب المعارضة في مجلس النواب سياسة الحكومة الحالية في التصدي لآفة التسول في البلاد، واتهمتها بأنها لا تحرك ساكناً أمام تفاقم أعداد المتسولين في المغرب، وبكونها عاجزة عن سنّ سياسات عمومية وتنموية ناجعة للحد من استفحال ظاهرة تسول الأطفال خاصة.

وسجل برلمانيون غياب المواكبة المعرفية والتقنية لمعرفة حجم المتسولين في شوارع المملكة، إذ يعود آخر إحصاء للمتسولين إلى عام 2007، ويفيد بوجود أكثر من 195 ألف متسول يجوبون شوارع المدن والبوادي المغربية، معتبرين أن هذا الرقم المخيف لا يعكس حقيقة التسول في المغرب.

وانتقد نواب أيضاً افتقار السلطات لآليات زجرية وقانونية تتعامل بحزم مع المتسولين المحترفين، الذين يتخذون التسول مهنة، والذين يبلغون زهاء 62 في المائة من مجموع المتسولين في المجتمع، علاوة على الاكتفاء بالمقاربة التقليدية المتمثلة في بناء دور الرعاية للأطفال ووحدات المساعدة الاجتماعية.




وشهدت جلسة الأسئلة الشفوية أيضاً فتح ملف الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة موضوع ولوجهم إلى الخدمات العمومية والاندماج في المجتمع. كما طالب برلمانيون الحكومة بتسريع سن القوانين التي تتيح للمعاقين الاندماج في سوق الشغل.

الوزيرة الحقاوي ردت على تساؤلات البرلمانيين بالقول إن هناك جملة تدابير تفسح في المجال لذوي الاحتياجات الخاصة لولوج الخدمات العمومية، والمشاركة الاجتماعية، ومنها مشروع قانون يسمح بتكييف جميع القوانين المغربية مع احتياجات هؤلاء الأشخاص.

وأكدت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أن صندوق التماسك الاجتماعي  يقدم ـ بحسبها ـ جيلاً جديداً من الخدمات لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدتهم على الاندماج في سوق الشغل، مشيرة إلى إرساء سياسة عمومية للنهوض بحقوق هؤلاء الأشخاص. 

المساهمون