"معسكر الصمود" التطوعي لدعم الزرنوق في النقب

"معسكر الصمود" التطوعي لدعم الزرنوق في النقب

النقب
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
19 ابريل 2015
+ الخط -

شارك المئات من أبناء الداخل الفلسطيني، أمس السبت، في النشاطات التطوعية لـ"معسكر الصمود الأول"، الذي نظمه "اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي"، المنبثق عن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، في قرية الزرنوق مسلوبة الاعتراف في النقب.

وأنجز المتطوعون أعمال بناء وتنظيف في القرية، وفعاليات ترفيهية، تدعم صمود الأهالي على أرضهم وفي بيوتهم، في ظل ممارسات المؤسسة الإسرائيلية، التي تدأب على هدم البيوت وإبادة المحاصيل الزراعية، وتحرم السكان من المرافق الأساسية، بهدف الضغط عليهم واقتلاعهم ومصادرة أراضيهم.

وقال جمعة زبارقة، عضو المكتب السياسي في "التجمع الوطني الديمقراطي"، في حديث مع "العربي الجديد"،  إن "معسكر الصمود كاسمه، يهدف إلى تثبيت أهالي الزرنوق، التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها، رغم أنها قائمة قبل الاحتلال. وهو فرصة لتعريف الشباب المتطوعين بقضايا النقب ومعاناة الناس هنا".

وأضاف الزبارقة أن "المعسكر يبعث رسالة للمؤسسة الإسرائيلية، بأننا لن نتزحزح عن أراضينا وقرانا، ونطالب بشكل واضح وصريح بالاعتراف بملكيتنا أراضينا والاعتراف بالقرى غير المعترف بها. والرسالة الأخرى لأبناء شعبنا بأننا كالبنيان المرصوص، ندعم بعضنا بعضاً".

من جهته، قال خالد عنبتاوي، من مركز "اتحاد الشباب" ومركز المعسّكر، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "أكثر من 400 متطوع، وصلوا من مختلف أرجاء الداخل الفلسطيني، لتعميق التواصل الحقيقي مع قضية أهلنا في النقب، التي هي قضيتنا جميعاً، في ظل ما يواجهونه من مخططات مفضوحة لسلب أراضيهم وتشريدهم".


وأردف عنبتاوي:"هدفنا من المعسكر ترجمة شعار (النقب ليس وحيداً) على أرض الواقع بمشاريع عملية، وعملياً هذا معسكر الصمود الأول وتخللته عدة نشاطات، منها أعمال بناء وترميم في القرية. وتمكنا اليوم من تشييد أول نادٍ شبابي ثقافي في القرية وبناء ميدان (دوار)، أطلقنا عليه اسم دوار الأسير، لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، بالإضافة إلى العمل على إقامة حديقة أطفال وتوفير ألعاب للترفيه عنهم، وتنفيذ أعمال تنظيف وغيرها. بهذا المعسكر نؤكد أن النقب ليس وحيداً، فالمؤسسة تهدم ونحن نبني. ومعظم الشباب هنا ممن كانوا في صدارة التصدي لمخطط برافار، الذي كان يرمي لمصادرة الأراضي العربية في النقب، وهذه رسالة أن النضال يكمل بعضه".

من جانبه، اعتبر رأفت عوايشة، ابن النقب ومركز اتحاد الشباب هناك، بأن نشاطات من هذا النوع تمنح الأهالي جرعة من الثقة بأنهم ليسوا وحيدين في نضالهم ضد السلطات الإسرائيلية، وتزيد من وعي المتطوعين المشاركين في ما يتعلق بقضايا النقب، مضيفا لـ "العربي الجديد"، أن "المعسكر يقدّم مشاريع حيوية للقرية، فضلاً عن نشاطات الترفيه عن الأطفال". 

ونوّه عوايشة بأن "المعسكر لم يكن ليتم، لولا إصرار الناشطين، خصوصاً بعد تلقي تهديدات من جهات إسرائيلية، فكانت هناك محاولات لتخويفنا، بعضها من الشرطة، التي أرادت أن نحصل على تراخيص لنشاطاتنا، لكننا لم نكترث لذلك، لأن النشاط التطوعي لا يحتاج إلى ترخيص، وكخطوة انتقامية، انتشرت دوريات الشرطة عند مدخل القرية وعلى الشارع المؤدي لها، وحررت مخالفات لعدد من السائقين".


واختتم عوايشة حديثه قائلاً:" المؤسسة الإسرائيلية تنظر إلى كل فعالية نضالية في النقب، تهدف إلى تعزيز صمود الأهالي، وكل فعالية وطنية، على أنها تهديد لها وخطر عليها، لكننا ماضون في طريقنا".

اقرأ أيضاً:"حديقة السواحرة".. صرخة في وجه نكبة التهجير
          فلسطينيو الداخل.. مقاومة "الأبرتهايد" من وادي الصليب 

المساهمون