وفد برلماني لإعادة أطفال تونسيين من السجون الليبية

وفد برلماني لإعادة أطفال تونسيين من السجون الليبية

08 مارس 2017
أحد السجون الليبية (أحمت إيزجي/الأناضول)
+ الخط -





يتوجه اليوم الأربعاء وفد من نواب عن حزب "نداء تونس" نحو العاصمة الليبية طرابلس لتسلم مجموعة من الأطفال التونسيين المتواجدين في السجون الليبية.

ويتضمن الوفد البرلماني رئيس كتلة الحزب في البرلمان، سفيان طوبال، ورئيسة لجنة التونسيين بالخارج، ابتسام الجبابلي، ومساعد رئيس البرلمان، منجي الحرباوي، إلى جانب مرافقين من الحزب ووفد إعلامي.

وأبرم اتفاق إعادة الأطفال التونسيين بين وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج. وبحسب تصريحات سابقة للوزير التونسي فإن الاتفاق يقضي بإرسال وفد تونسي إلى ليبيا لبحث إمكانية وجود أطفال تونسيين في السجون الليبية، مضيفا أن الزيارة تتيح إمكانية التعرف على هؤلاء الأطفال والعمل على استرجاعهم.


غير أن وزارة الخارجية، بعد أن حددت موعد الإثنين 6 مارس /آذار الجاري لزيارة الوفد الذي تترأسه وزارة الشؤون الخارجية ممثلة بالقنصل العام في طرابلس، ويضم ممثلا عن وزارة المرأة والأسرة والطفولة ممثلة في المندوب العام للطفولة، وممثلين عن وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والداخلية والعدل، أعلنت في بلاغ رسمي نشرته نهاية الأسبوع الفارط تأجيل الزيارة، معللة القرار باستكمال الترتيبات اللازمة للزيارة، وتوفير الظروف الكفيلة بإنجاح مهمة الوفد.

وأكدت النائبة ابتسام الجبابلي لـ"العربي الجديد" أن هذه المبادرة تدخل في إطار المساعي والجهد المبذول لإعادة الأطفال التونسيين العالقين في التراب الليبي، وخاصة القصر القابعين في السجون منذ فترة، مبينة أن نواب الشعب لن يدخروا جهدا في سبيل إعادتهم سالمين إلى تونس، ومشيرة إلى اعتماد "نداء تونس" على العلاقات الشخصية والحزبية القوية، التي سهلت عملية التنقل لاستلام وإعادة هؤلاء الأطفال.

وأضافت الجبابلي أنه بالنظر إلى دقة الملف وإنسانيته، فإن البرلمان وضع ملف هؤلاء الأطفال على رأس جدول أعماله، وخاصة لجنة التونسيين بالخارج التي عقدت عدة جلسات حول الملف، وهي في الوقت الراهن تبذل ما في وسعها لاستعادتهم.

ولفتت إلى أن هؤلاء الأطفال هم الذين قتل آباؤهم في النزاعات الداخلية بليبيا، أو قبض عليهم بتهمة مشاركتهم في القيام بعمليات إرهابية، وهم لا دخل لهم ولا مسؤولية يتحملونها تجاه ما اقترفه آباؤهم. ورأت أن من واجب الدولة التونسية أن تنقذهم وتعيدهم إلى تونس سالمين، مشيرة إلى أن "حسب المعلومات المتوفّرة لدينا فإن أغلبهم لا يتجاوزون الثماني سنوات، كما أن بينهم من يعاني من أوضاع صحية خطيرة تهدّد حياته، لذلك لا تحتمل المسألة التأخير".

وأكد شفيق حجي المدير العام للشؤون القنصلية في وزارة الشؤون الخارجية التونسية لـ"العربي الجديد" "أن وفدا يضم ممثلين عن ست وزارات سيتحول إلى ليبيا لتسلم أطفال تونسيين موجودين في سجن معيتيقة بطرابلس، وعدد آخر محتمل في مستشفى مصراتة، بعد الحصول على موافقة السلطة الليبية"، مشيرا إلى أن معدل أعمارهم لا يتجاوز الخمس سنوات.

وأضاف أن "المعلومات المتوفرة تؤكد وجود 14 طفلا تونسيا في سجن معيتيقة بطرابلس، في حين لم تتأكد بعد جنسية خمسة أطفال آخرين في مستشفى مصراتة"، لافتا إلى اللجوء لاختبار الحمض النووي للتأكد من نسبهم إذا اقتضى الأمر.

يذكر أن مصطفى عبد الكبير، رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، أكد في تصريحات إعلامية أن هناك 13 طفلا تونسيا عالقين في ليبيا، منهم 8 في السجون الليبية مع أمهاتهم، و5 أطفال في دور رعاية أو لدى عائلات ليبية، وإن من بين هؤلاء الأطفال أبناء مفتاح مانيطة، الإرهابي الذي قاد الهجوم على مدينة بن قردان في مارس/آذار 2016، والرضيعة ابنة غفران الشيخاوي، التي تتولّى أختها الصغرى، رحمة الشيخاوي (التحقت كشقيقتها بتنظيم "داعش– ليبيا) العناية بالرضيعة في سجن معيتيقة بطرابلس، بعد إلقاء القبض عليها بعد الغارة الأميركية على قصر العلالقة.