أكثر من 90 اعتداءً على المقدسات الفلسطينية في يونيو

الاحتلال الإسرائيلي يصعّد انتهاكاته للمقدسات الفلسطينية: أكثر من 90 اعتداءً في يونيو

07 يوليو 2019
مستوطنون يقتحمون باحة المسجد الأقصى (فايز أبو رميلي/الأناضول)
+ الخط -


كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الأحد، أنّ الاحتلال الإسرائيلي صعّد من وتيرة هجمته وانتهاكاته للمقدسات؛ لا سيما المسجدين الأقصى والإبراهيمي، حيث زاد عددها عن 90 اعتداءً وانتهاكاً، في شهر يونيو/ حزيران الماضي.

وأوضحت وزارة الأوقاف الفلسطينية، في بيان، أنّ تلك الانتهاكات شملت المسجد الأقصى بواقع 25 انتهاكاً، ومنع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي في الخليل 51 وقتاً، والاعتداء على ثلاثة مساجد في عينابوس جنوب نابلس ومسجد القعقاع بالقدس، ومسجد في كفر مالك بكتابة شعارات عنصرية على جدرانه.

وأشار البيان إلى أنّ مستوطنين اقتحموا مقامات إسلامية في سلفيت وأدوا طقوساً تلمودية فيها، فيما اقتحمت الوحدات الخاصة بشرطة وحرس حدود ومخابرات الاحتلال مدرسة دار الأيتام الصناعية الإسلامية في البلدة القديمة بالقدس، واستولى مستوطنون على محل تجاري في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل تعود ملكيته لوزارة الأوقاف، بالإضافة إلى اعتداءات وحفريات أخرى في باب العامود بالقدس، واعتقالات وإبعادات لحراس المسجد الأقصى، وغيرها من الانتهاكات.

وأكد وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب، في بيان، أنّ "جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها، وخصوصاً المسجد الأقصى، والمواقع الملاصقة له، لن تنجح بفعل الصمود الأسطوري لأبناء الشعب الفلسطيني"، محذراً في الوقت نفسه من "سياسة الاحتلال في تزايد الاقتحامات، وازدياد وتيرة التهويد، والتدخل بشؤون المسجد الأقصى، وسياسة الحصار والحواجز المنتشرة حوله".



وشهد يونيو/حزيران الماضي، افتتاح "نفق تهويدي" في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، أطلق عليه اسم "طريق الحجاج" في خطوة تهويدية تزويرية تهدف لسرقة الإرث والتاريخ الإسلامي، وتشريد سكان الحي، بحسب الوزارة التي أكدت أنّ "آلة الاحتلال وجنده، ومعاول ديفيد فريدمان (السفير الأميركي في إسرائيل)، و(جيسون)غرينبلات (مستشار دونالد ترامب في الشؤون الإسرائيلية) لن تنال من صمود الشعب الفلسطيني، وتغيير هوية القدس العربية الخالصة".

وشهدت الأيام الأخيرة من رمضان، إصابات بين المعتكفين خلال اقتحام الاحتلال للمصلى "القبلي" في الأقصى، واعتداءات وإبعادات واعتقالات للحراس وسدنة المسجد.

ورصدت الأوقاف، تصدر عضو الكنيست الإسرائيلي الحاخام المتطرف يهودا غليك، ووزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل، على رأس مجموعات اقتحمت المسجد الأقصى، وتصريحات وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال جلعاد أردان، حول ضمان دخول اليهود إلى المسجد الأقصى "بحرية"، رغم حدوث مواجهات مع المصلين.

كما أقدمت بلدية الاحتلال في القدس، بحسب البيان، على إزالة قبة الصخرة من لوحة للحرم القدسي، في حفل أقامته تكريماً لمطرب، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس البلدية موشيه ليئون، وصادقت على إطلاق أسماء حاخامات على شوارع في بلدة سلوان الملاصقة لأسوار البلدة القديمة من الجهة الجنوبية الشرقية، وأقرت ما تسمى "اللجنة القطرية للبنى التحتية" (الإسرائيلية) خطة لإقامة قطار هوائي معلّق إلى باحة حائط البراق.

كما رصدت الأوقاف، قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلي بإبلاغ لجنة الإعمار في المسجد الأقصى، إزالة كافة المظلات التي تخفف عن المصلّين أشعة الشمس، والتي تم تركيبها خلال شهر رمضان، ومنع إدخال أية مواد أو عدة للجنة الإعمار، إلا بشرط إزالة السجاد من مصلى باب الرحمة.

وواصلت ما تسمى منظمات "الهيكل" المزعوم، التي تنشط بالمشاريع الاستيطانية والتهويدية داخل أسوار القدس القديمة، حملاتها التحريضية ضد الأقصى والمصلين والحراس، وأطلقت حملة تبرعات بأوساط اليهود حول العالم، لبناء كُنُس في ساحات المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم مكان قبة الصخرة، وفق الوزارة.

واعتقل الاحتلال طاقم دائرة الإعمار في المسجد الأقصى، لقيامهم بتثبيت بلاطة في ساحات المسجد الأقصى، كانت تتحرك تحت أقدام المصلين، وأُخضعوا للتحقيق، وتم تهديدهم في قادم الأيام إذا تكرر الفعل، وإن عليهم الحصول على إذنٍ من ما تسمى سلطة الآثار ومن الضابط المسؤول.

وفي منطقة باب العامود، قام الاحتلال بأعمال جرف وتدمير للمنطقة التاريخية بكل ما فيها من بلاط وأشجار ومصاطب ومعالم تاريخية، وإقامة منصات وأبراج أمنية بداخلها. فمن الناحية الأمنية تمت السيطرة في المكان، ومن الجهة الأخرى تم تغيير المعالم الجغرافية. وفي منطقة برج اللقلق بالقرب من باب الأسباط هناك مخطط ملاصق لسور البلدة القديمة، سيتم استخدامه في تفويج المجموعات السياحية وسرد الرواية التوراتية.

حارة النصارى

ووفق الأوقاف الفلسطينية، تتعرّض حارة النصارى في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، لتصفية وجود حقيقية، من خلال محاولات محمومة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الوجود المسيحي هناك، تماماً كما تعرض ويتعرض له الحي الإسلامي، في مشهد يتكرر باستمرار.



وفي الخليل وتحديداً المسجد الإبراهيمي، منع الاحتلال رفع الأذان، خلال يونيو/ حزيران الماضي 51 وقتاً، بحسب البيان، بينما قام مستوطنون وبتغطية من قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفريات أمام وقف البديري، والذي يقع على البوابة الرئيسية للمسجد، وتمديد خطوط مياه وإدخالها للقسم المغتصب في المسجد الإبراهيمي الشريف، وأجرى الاحتلال عملية أخذ قياسات أمام موضّأ الرجال وعلى مدخل المسجد.