فواز السمّان... ضحية الفقر والجوع بطرابلس اللبنانية

فواز السمّان... ضحية الفقر والجوع بطرابلس اللبنانية

28 ابريل 2020
قتل خلال مواجهات مع الجيش بطرابلس (Getty)
+ الخط -
سقط الشاب اللبناني العشريني فواز فؤاد السمّان، ليل الاثنين - الثلاثاء، بينما كان ينتفض لحقوقه المسلوبة منه، منذ ولادته في طرابلس عاصمة شمال لبنان، ويرفع الصوت اعتراضاً على الغلاء وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ومعدل البطالة.

السمان الذي قتل خلال مواجهات عنيفة اندلعت بين معتصمين في طرابلس والجيش اللبناني الذي استخدم فيها الرصاص الحي والمطاطي، يعدّ من شبان الحَراك المدني الشمالي، وشارك في انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وافترش الساحات دفاعاً عن حقوقه ومطالب الشعب اللبناني، ولذلك كان نعي شقيقته الناشطة المدنية فاطمة السمّان بأنّ "الثورة لن تنسى فواز". واليوم الثلاثاء، نقل جثمان السمان، إلى منزل ذويه في ساحة الدفتر دار في باب الرمل بطرابلس، ومن ثم إلى شارع الحرية، وساحة النور، ليوارى في الثرى في مقابر باب الرمل.

وتقول فاطمة السمّان شقيقة فواز، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما حدث هو انطلاقة لموجةٍ جديدةٍ من الانتفاضة الشعبية على السياسات المالية والمصرفية وطبقة سياسية حكمت البلاد لعقودٍ وساهمت في تدمير البلد تدريجياً، وتحويله إلى شركة عمل تنهب الوطن وتمتصّ دماء اللبنانيين وتحرمهم من أبسط حقوقهم"، مشددة بالقول "نحن مستمرّون بزخم أكبر رغم محاولات تخوين المنتفضين وتحميلهم ذنب ردود فعل قامت أصلاً على أفعال ممنهجة من قبل السلطة السياسية في طرابلس أمّ الفقير، ونعلم جيداً أنّ فواز وهو أب لطفلة عمرها 4 أشهر من عمر الانتفاضة سيكون واحداً من شهداء كثر قد يسقطون دفاعاً عن أرضهم ومطالبهم".

من جهته، يقول رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثورة الجياع انطلقت وهو ما كنا قد حذّرنا منه مراراً، لأن الأزمات تراكمت على مدى السنين، فكان ارتفاع معدل البطالة والفقر مقابل غياب المساعدات عنها"، معتبراً أنّ "هناك لعبة سياسية أيضاً وراء الاشتباكات الليلية، خصوصاً أنّها كانت موجهة بشكل مباشر إلى الجيش الذي هو حامي الوطن، ما يدلّ على وجود جهات تسعى إلى أخذ الأمور إلى منحى آخر أكبر من طرابلس وأكبر من مسألة جوع وفقر". وتابع أنّ "فواز هو من خيرة شباب المنطقة الذين طالما طالبوا بالعيش بكرامة في أرضه الأحب على قلبه".

وتلقب طرابلس بـ"أم الفقير" كونها تعيش تحت خط الفقر منذ عقود طويلة من الزمن نتيجة الحرمان وإهمال الحكومات المتعاقبة لحقوق أبنائها، في وقت صمّت آذان نواب المدينة ووزرائها عن واقع المدينة، والتي شهدت ساحاتها في السابق، عدة جولات قتالية لمجموعات جرى تسليحها باستغلال سوء أوضاعها الاجتماعية والمعيشية، حيث النسبة الأفقر من المواطنين والأغنى على صعيد الزعماء السياسيين ورجال الأعمال.