نائب مصري يعارض منع تكريم ضحايا الجيش المسيحيين

نائب مصري يعارض منع تكريم ضحايا الجيش المسيحيين بسوهاج وأسيوط

16 يونيو 2019
بغية التكريم بغض النظر عن الديانة (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
تقدم عضو مجلس النواب المصري، هيثم الحريري، اليوم الأحد، ببيان عاجل موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزيري التنمية المحلية، محمود شعراوي، والتربية والتعليم، طارق شوقي، بشأن منع الإدارات التعليمية في محافظتي سوهاج وأسيوط، إطلاق أسماء ضحايا الجيش المسيحيين على أسماء المدارس، أسوة بزملائهم من المسلمين الذين قتلوا في مواجهات مع المسلحين في مناطق سيناء.

واتهم الحريري المسؤولين في محافظتي سوهاج وأسيوط بـ"التعنت في تكريم شهداء الوطن من أفراد القوات المسلحة"، مطالباً رئيس الحكومة بسرعة التدخل من أجل تكريم أبناء وأفراد القوات المسلحة والشرطة الراحلين، بغض النظر عن ديانتهم، ومحاسبة المسؤولين عن التقصير والإساءة إلى صورة مصر.

وقال الحريري: "ما حدث في المحافظتين من تعنت المسؤولين في تكريم عدد من أفراد القوات المسلحة الذين استشهدوا في عمليات إرهابية، ومنع وضع أسمائهم على بعض المدارس في مسقط رأسهم تكريماً لهم ولأسرهم بسبب ديانتهم المسيحية، هو إذكاء للفكر المتطرف، ودعم معنوي لأصحاب الفكر الإرهابي".

وتابع: "لكي تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وحتى تتحقق مطالب المصريين، لا بد من توافر عناصر ومقومات رئيسية، منها على سبيل المثال وليس الحصر المواطنة، والديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، وسيادة القانون، واحترام الدستور، والفصل بين مؤسسات الدولة، غير أننا في مصر ما زلنا بعيدين عن تحقيق ما سبق".

وأضاف الحريري: "في الوقت الذي تحارب فيه قوات الجيش والشرطة التنظيمات الإرهابية، وتقدم أرواح أبنائها في هذه الحرب، فإن باقي مؤسسات الدولة لا تؤدي واجبها بشكل حقيقي فى مواجهة الفكر المتطرف الذي هو المنبع الرئيس للإرهاب"، مستطرداً أن "القضاء على بعض الإرهابيين ليس هو الهدف المنشود الذي نسعى له ونتمناه، بل الهدف الحقيقي هو القضاء على الأفكار المتطرفة والإرهابية".

المجند  الراحل أبانوب ناجح (فيسبوك) 

وزاد البيان الذي استند إلى حكم المادة 134 من الدستور: "لن يتحقق القضاء على الإرهاب سوى بالاهتمام بمنظومة التعليم، وليس بالتكنولوجيا التعليمية فقط، وتوفير فرص عمل مستدامة من خلال مشروعات الصناعة والزراعة، وليس بالاهتمام بقطاع التشييد والبناء فقط، وتوفير رعاية صحية حقيقية، وليس بتنظيم حملات ومبادرات فقط، وتحقيق العدل بقضاء مستقل وعادل وناجز".

ودعا الحريري إلى تحقيق المواطنة، وتوفير الأمان للمواطن، وليس الأمن للنظام الحاكم فقط، وكذا الاهتمام بالفن الحقيقي، وليس الفن الذي ترضى عنه بعض المؤسسات، وتراجع الدور الأمني إلى الخلف، وتقدم الدور السياسي إلى الأمام.

 (فيسبوك) 

وختم "إذا كانت الدولة (النظام) جادة في القضاء على الفكر الإرهابي، وليس فقط القضاء على بعض الإرهابيين، فعليها أن تستخدم كل أدوات الدولة الناعمة في حربها على الإرهاب".

ورفضت الإدارة التعليمية في محافظة أسيوط وضع اسم المجند الراحل أبانوب ناجح، الذي قُتل مؤخراً في استهداف الكمين 14 بمحافظة شمال سيناء، على إحدى مدارس قريته في مدينة القوصية لـ"دواع أمنية"، تحت ذريعة اعتراض الأهالي على وضع اسم شخص مسيحي على المدرسة الإعدادية الحديثة بالقوصية، على الرغم من إطلاق أسماء زملائه من الضحايا المسلمين على العديد من مدارس المحافظة.

وامتنعت الإدارة التعليمية في محافظة سوهاج عن تنفيذ قرار وضع اسم المجند الراحل بطرس صابر على مدرسة الشيخ يوسف، التي تقع في نطاق قريته بمركز العسيرات، ما دفع ناشطين إلى التحذير من إرسال شكاوى إلى منظمة التعليم والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة، بشأن خرق مصر الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها في مجال التعليم، خصوصاً وأن المادة 53 من الدستور المصري تجرم التمييز والحض على الكراهية.