موظفون بائسون في بريطانيا

موظفون بائسون في بريطانيا

15 ديسمبر 2018
خلال استراحة الغداء (ريتشارد بايكر/ Getty)
+ الخط -


يعمل البريطانيّون ساعات طويلة قد تفوق ساعات العمل بالمقارنة مع دول أوروبية أخرى. يأخذ الموظف استراحة غداء يومية لمدة 34 دقيقة، ويعمل 10 ساعات إضافية كل أسبوع غير مدفوعة الأجر في معظم الأحيان. على الرغم من ذلك، تعد الإنتاجية فيها ضعيفة بالمقارنة مع جيرانها الأوروبيين الذين يعتمدون ساعات عمل أقل.

وقبل فترة، أصدرت فرنسا قانوناً يسمح للموظفين بألا يجيبوا على رسائل البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل، علماً أنّهم ينتجون نهاية يوم الخميس أكثر ممّا ينتجه نظراؤهم في المملكة المتحدة خلال أسبوع كامل، بحسب صحيفة "ذا غارديان".

يرى البعض أنّ اختصار أسبوع العمل بأربعة أيام هو الحل لمشكلة الإنتاجية في بريطانيا. وبدأ عدد قليل من الشركات في البلاد تطبيق الأمر. وبعد تجربة امتدت ستة أسابيع، لاحظت إحدى الشركات وجود مؤشرات على النمو في الإنتاجية. ويقول مدير الشركة ريتش لي: "نجاح الخطة يكمن في مدى سعادة الموظفين. الموظف البائس والمتعب لا يمكنه القيام بذلك".
أثرت ممارسات العمل في بريطانيا على صحة المواطن وسعادته. وتمّ إبعاد أكثر من نصف مليون عامل في المملكة المتحدة بسبب الإجهاد أو القلق من جراء العمل العام الماضي. بحسب الاتحاد الأوروبي، فإن عدد ساعات العمل الأسبوعية هي 48 ساعة. أما بريطانيا، فتسمح بالعمل ساعات أطول، وهو ما تنتقده نقابات العمال.



"عملت في بيع السيارات، وتطلبت مني الوظيفة العمل ستة أيام في الأسبوع. كنت سعيداً في البداية لحصولي على وظيفة بعد بحث استمر أشهراً"، يقول كارلوس (22 عاماً) لـ "العربي الجديد". يضيف: "بعدها، بدأت أشعر بالإرهاق، ولم يكن لدي الوقت للقيام بشيء آخر، خصوصاً أن عطلتي كانت يوماً واحداً فقط. تحدّثت مع أهلي عن إحساسي بالضغط والاكتئاب، وعن حاجتي ليومي عطلة أسبوعية على الأقل. ترددت قليلاً ثم تقدمت باستقالتي بسبب التأثير السلبي لساعات العمل الطويلة على صحتي النفسية".

يضيف كارلوس: "لا شيء يستحق أن نتحول لأشخاص بائسين في هذه الحياة. وعلى الرغم من أنّني ما زلت أبحث عن عمل لأربعة أو خمسة أيام، أشعر بارتياح كبير لأنني استطعت اتخاذ القرار المناسب الذي قد يمضي أناس حياتهم بأكملها عاجزين عن اتخاذه، ليتحولوا إلى آلات بائسة". ويرى أن اختصار أسبوع العمل بأربعة أيام مهم جداً، لأنّ الإنسان يحتاج إلى التوفيق بين حياته الخاصة وحياته العملية، لافتاً إلى أن الحالة النفسية الجيدة تؤدي إلى تحقيق إنتاجية أفضل.