وفاة المترجم والمصمم المصري شهدي نجيب سرور

وفاة المترجم والمصمم المصري شهدي نجيب سرور في الهند متأثرا بسرطان الرئة

12 يوليو 2019
شهدي نجيب سرور (فيسبوك)
+ الخط -
أعلن صباح اليوم الجمعة، عن وفاة المترجم والمصمم المصري شهدي نجيب سرور، بأحد مستشفيات الهند، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة استدعى طلب أسرته تبرعات قبل نحو شهر لإنقاذ حياته.
وكتبت ابنة عمه، أمل سرور، على "فيسبوك" اليوم الجمعة، إن ابن الشاعر المصري الشهير الراحل "رحل مغتربا كأبيه حيا وميتا. سلاما لروحك يا حبيبي. لن أقول وداعا، ولكن إلى لقاء".
وقبل شهر، أطلق شقيقه فريد نجيب سرور صرخة استغاثة لإنقاذ حياة شهدي الذي كان يقبع في أحد مستشفيات الهند، وكتب عبر "فيسبوك": "ساعدنا لإنقاذ حياة شهدي. عائلة نجيب سرور تطلب مساعدتكم. إلى مصر والمصريين وأصدقائنا حول العالم. كل الذين عرفونا، وكل الذين أحبوا نجيب سرور: أنا على وشك فقدان أخي الذي يقاتل من أجل الحياة. يقاتل ضد سرطان شرس. أؤمن بإرادة الحياة لديه، وأؤمن بإمكانية النصر في هذه المعركة، ولكن هذا غير ممكن بدون مساعدتكم بشكل عاجل".
وروت الصحافية المصرية أميرة هويدي قصة حياة شهدي نجيب سرور بإيجاز، قائلة: "شهدي كان من رواد تطوير مواقع الإنترنت في روسيا، واستخدم قدراته الفذة والإمكانات المحدودة المتاحة وقتها في تصميم وتدشين موقع صحيفة (الأهرام ويكلي) سنة 1998، وهي صحيفة أسبوعية تصدر باللغة الإنكليزية عن مؤسسة الأهرام الحكومية المصرية، وعلم عدد كبير من الزملاء أبجديات التطور في العمل الرقمي، وأحدث الموقع نقلة صحافية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ووقتها كان العالم يريد أن يعرف عن العالم العربي، فحصل اكتشاف موقع الأهرام ويكلي".



وواصلت هويدي التي زاملت شهدي في "الأهرام ويكلي": "اضطر شهدي إلى مغادرة مصر بعد قيام شرطة الآداب باعتقاله بسبب نشره قصيدة والده الشاعر اللاذع نجيب سرور المثيرة للجدل (الأميات) بعد وفاته، وكانت التهمة (خدش الحياء العام). لم يتحمل الشاب الوسيم، والممثل في فيلم (سرقات صيفية) إخراج يسري نصر الله 1988، تجربة الحبس، وبعد إخلاء سبيله ركب أول طائرة عائدا إلى روسيا موطن والدته في 2002، واستمرت القضية، وحكم عليه غيابيا بالسجن، فقرر عدم العودة إلى مصر، ليطلق عليه وقتها لقب (أول سجين رأي إنترنت في العالم العربي)".

قصة شهدي تعيد التذكير بمأساة والده الراحل نجيب سرور (1932– 1978)، والذي لم تحتمل السلطات في مصر مواقفه وكلماته الصريحة، فوضعته في مصحة للأمراض العقلية حتى رحل وحيداً، وهو الذي تعرض مبكرا للظلم والقهر حين شاهد تعرّض والديه للمهانة على يد عمدة قريته الإقطاعي، ليتحول إلى حالم بثورة تحقق العدالة للمهمّشين الذين ينتمى إليهم، فلمّا تم انقلاب العساكر على الملكية في 1952، والتي أسموها "الثورة المباركة"، اتضح أن ظلمها أكبر بأن أرسلت معارضيها وراء الشمس.

عاش سرور غاضباً من واقعه وناسه، وابتعد عنه الجميع بسبب قصائده التي شتم بها كلّ الانتهازيين واللصوص، وبسببها فُصل من وظيفته مدرّساً في "المعهد العالي للفنون المسرحية" بعد أقل من عامين على تعيينه، ما اضطره إلى تأليف مسرحياته وإخراجها خارج دعم السلطة وتمويلها، لكن السلطة لم تتركه حرا، وقررت القضاء عليه بكل الطرق، لكنه ما زال حيا رغم مرور أكثر من أربعة عقود على وفاته.

دلالات

المساهمون