مهاجرون أفارقة تبتلعهم الصحراء ولا إحصاءات عنهم

مهاجرون أفارقة تبتلعهم الصحراء ولا إحصاءات عنهم

24 فبراير 2016
لا توجد إحصاءات عن أعداد الموتى بالصحراء (فرانس برس)
+ الخط -
 كان لاكي عز قد بلغ الخامسة عشرة لتوه عندما انطلق هو وصديقه جودفري عبر الصحراء الأفريقية، وحتى الآن لا تعرف عائلة جودفري مصير ابنها، الذي فُقد في الرحلة إلى أوروبا.

حيث صعد الاثنان مع 36 آخرين إلى الصندوق الخلفي لشاحنة بيك أب تويوتا، وانطلقت مسرعة من مدينة أغاديز في شمال النيجر.

جلس لاكي فوق كومة من المؤن، كان يعرف أن السائق لن يتوقف إذا سقط أحد الركاب، وعلى مدى ثلاثة أيام ظلت الشاحنة تنهب بهم الصحراء، وكانت تتوقف من وقت لآخر للتزود بالوقود أو لشرب الماء.

وفي اليوم الرابع تاه السائق، وظل يدور ويلف في الصحراء خمسة أيام أخرى على أمل الوصول إلى علامة يحدد بها مساره، وعند هذا الحد قال لاكي إن الطعام والمياه نفدا، وبدأ الركاب المرهقون يتساقطون من الشاحنة ليلا، ولم يتوقف السائق لانتشالهم.

وخلال فترة ضياعهم في الصحراء كان صديقه ممن ماتوا، حيث دفنوه في الرمال، ولم يخبر عائلته بذلك فيما بعد.

وأضاف لاكي أنه سار مع باقي الناجين نحو عشر ساعات قبل أن يصادفوا شاحنة بيك أب في طريق العودة إلى أغاديز، وتوسلت المجموعة للسائق كي يقلهم ما تبقى من الطريق.

ونقلهم السائق إلى سبها في ليبيا وباعهم لمتشددين، أرغموا لاكي على العمل دون مقابل، ومرت شهور قبل أن يتمكن من الهرب والسفر إلى إيطاليا.

وترك الناجون خلفهم في الرمال جثث أربعة رجال وامرأتين، هي ست حالات وفاة لم تسجل قط.

تتابع المنظمات الدولية أرقام المهاجرين الذين يغرقون وهم يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، لكن لا أحد يحصي موتى الصحراء، ويقول العاملون في مجال الإغاثة إن هذا يسهل على الساسة تجاهل ما يزهق من أرواح فيها.

وليس لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أي بيانات عن عدد من يموتون في الصحراء، حسبما تقول وحدتها في شمال أفريقيا، وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على لم شمل العائلات لكنها لا تجمع معلومات عن موتاها.

وقال الباحث لدى معهد الهجرة الدولية بجامعة أكسفورد، جوليان براشيت: "ليس لدينا أي بيانات، هي مشكلة لأن عدد من يموتون في الصحراء ربما يماثل عدد من يموتون في البحر المتوسط، لا يمكننا إثبات هذا ولا نستطيع أن نقول شيئا لذلك فلن يتدخل أحد".

ومنذ فترة طويلة ظلت أغاديز بوابة للصحراء، وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن 120 ألف مهاجر مروا عبر المدينة في طريقهم إلى شمال أفريقيا أو أوروبا في عام 2015، أكثر من مثلي العدد الذي مر بها في العام السابق، وفي الماضي كان الناس يرحلون عن المدينة علنا، وكانت قوافل عسكرية أسبوعية توفر بعض الحماية.

غير أنه منذ المأساة التي وقعت في 2013 وراح فيها 92 مسافرا ضحية العطش، تحركت الحكومة لإغلاق المسارات وأصبحت حركة التنقل سرية.

وتقدر المنظمة أن قرابة 2300 شخص يعبرون أغادير أسبوعيا، لكنها لم تسجل سوى 37 حالة وفاة في الصحراء عام 2015.

اقرأ أيضاً: مهاجرون غير شرعيين على طريق العودة إلى بلدانهم

المساهمون