المصريات يتحضّرن لرمضان

هكذا تتحضر عائلات مصرية لرمضان للتغلب على غلاء الأسعار

29 مارس 2017
تنتظر قدوم زبائن (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من أنّه ما زال من المبكّر الاستعداد لشهر رمضان، إلّا أنّ الظروف الاقتصاديّة الصعبة دفعت بعض الأسر إلى البدء في تأمين احتياجاتها الأساسيّة لهذا الشهر، خشية مزيد من الارتفاع في الأسعار، والذي يشكو منه عدد كبير من المصريّين في الوقت الحالي. وعادة ما ترتفع الأسعار خلال شهر رمضان، فلجأت نساء إلى تخزين مواد غذائية للتخفيف من ضغوط هذا الشهر.

وعلى الرغم من أنّ المسؤولين يسعون إلى طمأنة الناس، قائلين إنّ السلع الغذائية والتموينية ستكون متوفرة خلال شهر رمضان، إلا أن المواطنين لا يثقون بتلك التصريحات. لذلك، تفضّل نساء تخزين المواد الغذائيّة، ويلجأن إلى شراء ما يحتجنه بكميات كبيرة، ليكون كلّ شيء متوفراً خلال رمضان، من أجل التخفيف من مشاكلهم الاقتصادية الكبيرة في ظل زيادة نسبة الاستهلاك.

إذاً، هذه هي حيلة مصريّات لمواجهة متطلّبات الشهر، تضاف إليها حيل أخرى، منها تربية الطيور في المنازل والزراعة على أسطح المنازل، وتأليف جمعيّات لجمع المال مع الأصدقاء والجيران. وتخزّن ربّات المنازل بعض المواد الغذائيّة في الثلاجات.

وتشكو بعض ربات البيوت بسبب قلّة دخلهن الشهري، وبالتالي عدم قدرتهن على تأمين احتياجات شهر رمضان. لذلك، فكرن في وضع خطط استثنائيّة لهذا الشهر، خصوصاً أنّ الأسعار ترتفع، فيما رواتب الموظفين ما زالت على حالها، وهي قليلة أصلاً. وتقول منى سعيد، وهي ربّة منزل: "ترتفع الأسعار كلّ يوم"، لافتة إلى أن راتب زوجها ينتهي قبل انقضاء الشهر. "فما بالك بشهر رمضان؟". وتشير إلى أنّها توفّر مبلغ مائة جنيه شهريّاً، وتدفع للجمعية التي شاركت فيها، ويفترض أن تستلم المبلغ قبل حلول شهر رمضان، لتكون قادرة على الاستعداد له جيّداً، وشراء كلّ ما تحتاجه، وتُفرح أولادها.


آمنة علي، وهي ربة منزل أيضاً، توضح أنّ راتب زوجها لا يتجاوز 1200 جنيه (نحو 66 دولاراً) في الشهر. تضيف أنّه خلال الأشهر الماضية، بدأت تستعد لشهر رمضان من خلال توفير بعض المال وشراء المواد الغذائية وتخزينها. "هذا شهر الصيام، ويعني ثياباً جديدة ومصاريف كثيرة".

أمّا عالية زينهم، وهي ربة منزل، فتقول إنها لجأت إلى تربية الطيور على سطح المنزل. وعلى الرغم من أنّها مكلفة، إلّا أنّ كلفتها تبقى أقل من أسعار الدواجن خلال شهر رمضان. وتنصح صديقاتها وجيرانها بالقيام بالمثل، على أن تذبح هذه الطيور خلال شهر رمضان. بدورها، تلجأ هدى عبد الفتاح، وهي موظّفة، إلى تخزين الخضار في الثلاجة، مثل الكوسا والبطاطس والملوخية والسبانخ وغيرها. حتّى إنّها تشتري الطماطم وتصنع منها الصلصة. وتلفت إلى أن التوفير في هذه التفاصيل يساعدها خلال شهر رمضان. أمّا أميمة علي، وهي موظفة أيضاً، فقد لجأت إلى شراء المستلزمات والاحتياجات بالجملة مع عدد من الجيران والأصدقاء، وتوزيعها في ما بينهم، للاستفادة من فرق الأسعار.

وترى أم أحمد، وهي ربّة منزل، أنّ أحد الحلول التي تلجأ إليها هي الزراعة على سطح منزلها. وقد زرعت بعض الخضار مثل الجرجير والملوخية والفلفل. وعلى الرغم من أن الإنتاج متواضع، إلّا أنّه يخفّف من مصاريف شهر رمضان.

وتقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، سامية الساعاتي، إنّ الضغوط الاقتصاديّة المفروضة على الأسرة المصريّة تدفعها إلى البدء في تأمين احتياجات شهر رمضان، وتخزين بعض السلع الغذائية، مؤكدة أن هذا الأمر انتشر خلال السنوات الأخيرة. وتعمد بعض الأسر إلى شراء ثلاجة إضافيّة لتخزين الخضار واللحوم لاستخدامها عند الحاجة، مشيرة إلى أن أزمات الغذاء المتتالية على مدى السنوات الماضية دفعت كثيرين إلى اعتماد سياسة التخزين، وشراء كميّات كبيرة من المواد الغذائية، خوفاً من ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، خصوصاً أنّ بعض التجار يعلمون أن المستهلك يضطر للشراء بأي سعر خلال شهر رمضان في ظل ضعف الرقابة على الأسواق.

تطمينات
في وقت سابق، أكّدت وزارة التموين والتجارة الداخليّة في مصر أنّ السلع الغذائية لن تشهد ارتفاعاً في الأسعار حتى نهاية العام، وأنّ المجمّعات الاستهلاكية الخاضعة لإشراف الوزارة ستعمل على ضمان راحة المستهلك بانتظام ومن دون توقف، بدءاً من الآن وحتى نهاية شهر رمضان. في المقابل، يُدرك المواطنون أن هذا الشهر يعدّ فرصة لتحقيق الأرباح. مع ذلك، يأملون أن تبقى الأسعار على حالها.