جمعية تونسية لدعم البدينات

جمعية تونسية لدعم البدينات

12 ابريل 2016
من حق البدينات العيش بسلام (العربي الجديد)
+ الخط -
"البدينات يتعرضن لضغوط نفسية، نظرات قاسية من المجتمع، همسات، كلمات جارحة، ونعوت تسيء إليهن في الشارع. بعضهم يرفضهن في العمل بسبب البدانة المفرطة، وأخريات يواجهن صعوبات حتى في إيجاد ملابس على مقاسهن. ورغم الحصص المكثفة في تخفيض الوزن، إلا أن النتيجة لا تكون مقنعة، وقد يفشلن حتى في إيجاد علاقات عاطفية طبيعية بسبب نظرة الشريك لهن".

هكذا تحدثت رئيسة الجمعية التونسية للإحاطة بالبدينات، لبنى بن إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، مبرزة أن من حق البدينات في تونس وفي الوطن العربي، أن يشاركن في مسابقات الجمال، وعروض الأزياء، وأن يتمتعن بحياة طبيعية كغيرهن من الناس، ويمارسن عدة أنشطة يراها البعض حكراً على النحيفات وصاحبات القوام الممشوق.

وتقول بن إسماعيل (25 عاماً)، إنها أسست الجمعية بتمويل ذاتي، لتكون فضاءً للبدينات، وتساهم في توفير أنشطة وبرامج قلما تجدها البدينات في فضاءات أخرى.

وتهتم الناشطة الجمعوية بتأهيل البدينات عبر برامج مختلفة، وحثهن على العناية بجمالهن وكيفية تنسيق ملابسهن، بما فيها ملابس السباحة، وكل ما حرمن منه أنفسهن بسبب نظرة المجتمع لهن.

وتبرز أنها حصدت لقب الوصيفة الثالثة في مسابقة ملكة جمال البدينات لسنة 2015 في لبنان، ثم عادت إلى تونس بمشروع هو الأول من نوعه عربياً، لتكون صاحبة أول جمعية تُعنى بالبدينات، معتبرة أن الألقاب التي حصدتها تعد أكبر حافز للمنخرطات في الجمعية.


وتؤكد المتحدثة أن لديها في الجمعية عشرات المنخرطات، وأنها فوجئت بالإقبال الكبير من الفتيات، مشيرة إلى أنها تستعين بأخصائيين في علم النفس والاجتماع، وبخبراء في التغذية لتقديم النصائح والإرشادات للبدينات، ولكن العمل الأهم- حسب تعبيرها- ينكب على الجانب المعنوي ودعم الفتيات لتجنب وقوعهن في فخ المشاكل النفسية.


وتلفت إلى أن بعض المنخرطات يعشن وضعاً نفسياً صعباً، إلى درجة البكاء الدائم وعدم القدرة على التعبير عن ما يخالجهن من مشاعر وأحاسيس، وقليلات هن الراضيات عن مظهرهن الخارجي واللواتي تخلصن من حكم المجتمع ونظراته المحرجة لهن.

وحسب المتحدثة، فإن وجود المنخرطات البدينات مع بعضهن، وممارستهن للمسرح، ومشاركتهن في عروض الأزياء، والظهور بإطلالات توازي النجمات، سهل عليهن الاندماج، وبدأن تدريجياً في تغيير نظرتهن للحياة.

وتكشف بن إسماعيل أن العديد من المشاهير في تونس شجعوا الجمعية ويقومون بزيارات لتقديم أنشطة وعروض موسيقية لفائدتهن، مشيرة إلى أنه سيتم قريباً عرض مسرحية بمشاركة منخرطات في الجمعية، تعرض معاناتهن مع مظهرهن وتجارب في هذا الصدد.

وتحذر من محاولات استغلال البدينات لغايات تجارية وتسويق البضاعة، فالمرأة البدينة ليست بضاعة أو أداة ربحية صالحة للمبادلة والعرض، مشددة على حق البدينات في العيش في حياة طبيعية مثل غيرهن من النساء، دون أن يفكرن في التخسيس أو الخضوع لأنظمة قاسية لتخفيض الوزن.

وتدعو إلى الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع، مستدلة بآخر الإحصائيات التي تشير إلى أن السمنة تضاعفت في تونس مرتين إلى ثلاثة خلال الـ25 سنة الأخيرة، كما أن 33 بالمائة من التونسيات يعانين من السمنة المفرطة، في حين تبلغ النسبة لدى الرجال 14 بالمائة.

وتضيف أن 75 بالمائة من النساء لديهن زيادة في الوزن، في حين أن النسبة تبلغ 50 بالمائة لدى الرجال، وتأتي تونس في المرتبة الـ6 عربياً في بدانة النساء، وفي المرتبة 24 عالميا.

وتشير إلى أن أكثر النساء بدانة في العالم هن المصريات، أما أقلهن فهن الفرنسيات، مشددة على أن الهدف الأساسي من إنشاء الجمعية، يكمن في تغيير نظرة الإقصاء التي تتعرض لها البدينات، والعمل على الذات من دون الاهتمام بنظرة المجتمع.

وتتابع "بالإضافة إلى الإحاطة المعنوية بالبدينات، فإننا نسعى إلى تقديم مساعدات لبعضهن في تمويل مشاريع صغرى، والمساهمة في حل مشكلة البطالة، حيث يتم رفضهن في وظائف معينة"، مبينة أن من بين المشاريع التي قمن بها ورشات لملابس الفتيات البدينات.

وتشير إلى تنظيم أول مسابقة لملكة جمال البدينات في تونس قريباً، فضلاً عن التحضير لمعرض أزياء خاص بهن يشمل عروض ملابس السباحة.

دلالات

المساهمون