"نيويورك تايمز": ترامب اقترح إطلاق النار على المهاجرين

"نيويورك تايمز": ترامب اقترح إطلاق النار على المهاجرين عند الحدود مع المكسيك

02 أكتوبر 2019
اقترح كهربة الجدار ونشر الأفاعي والتماسيح (جيم واتسن/فرانس برس)
+ الخط -
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إطلاق النار على المهاجرين الذين يحاولون العبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وحفر خندق مائي على طول الجدار وملئه بالأفاعي والتماسيح لردعهم، وذلك خلال اجتماع مع مستشاري البيت الأبيض، في مارس/آذار الماضي، حسبما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء.

ويستند تقرير الصحيفة إلى مقابلات مع أكثر من عشرة من مسؤولي إدارة البيت الأبيض، شاركوا في "أسبوع محموم من الغضب الرئاسي" خلال مارس/آذار الماضي، إذ بلغت حماسة ترامب لوقف الهجرة في اقتراح "أكثر الحلول تطرفاً". وفحوى التقرير مقتبس من كتاب صادر عن الصحافيين الأميركيين مايكل شير وجولي هيرشفيلد ديفيس، بعنوان "حروب الحدود: اعتداء ترامب على الهجرة". ومن المرتقب نشره في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقال المساعدون، للصحيفة، إنّ ترامب اقترح على المستشارين خلال اجتماع المكتب البيضاوي أن يصار إلى إطلاق النار على المهاجرين، وحين أخبروه بأنّ الأمر ليس قانونياً اقترح أن يصوّبوا نيرانهم على سيقان المهاجرين لإبطائهم، خصوصاً من يرمي منهم الحجارة باتجاه شرطة الحدود. غير أنّ المساعدين ردوا بالقول إنّ هذا المقترح أيضاً غير قانوني، وفق الصحيفة.



وذكر المسؤولون الذين تحدّثوا إلى الصحيفة، أنّ ترامب اقترح تدعيم الجدار الحدودي بخندق مائي مليء بالأفاعي أو التماسيح. كما "أراد أيضاً أن يكون الجدار مكهرباً، مع وجود مسامير ناتئة في الأعلى يمكن أن تخترق اللحم البشري".

وعندما كرر المستشارون على مسامع الرئيس أنّ بعض اقتراحاته غير قانونية، ذُكر أنه أصيب بالإحباط. وصرخ ترامب "أنتم تجعلونني أبدو أحمق!" وفقًا للصحيفة، نقلاً عن مسؤولين عدة في غرفة الاجتماع.

ويتطرق الكتاب إلى العلاقة المتوترة التي كانت بين ترامب ووزيرة الأمن الداخلي كيرستين نيلسن، التي وجدت نفسها في كثير من الأحيان في موقف المضطر أن يشرح ويوضح للرئيس لماذا لا يستطيع خرق القوانين والمعايير الدولية، بحسب الصحيفة.

وطُردت نيلسن في نهاية المطاف من منصبها، بناءً على طلب من مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر، مهندس أجندة ترامب للهجرة، الذي قيل إنه أبلغ ترامب بأنّ العديد من مسؤوليه كانوا مخطئين في إشارتهم إلى العقبات القانونية التي يمكن أن تترتب على تنفيذ مقترحات الرئيس.

ويذكر التقرير أنّ الاجتماع الذي شهد اقترحات ترامب "المتطرفة"، جمع وزيرة الأمن الداخلي آنذاك كيرستين نيلسن، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ورئيس إدارة الجمارك وحماية الحدود كيفين ماكالينان، ورئيس الأركان بالإنابة ميك مولفاني، ومستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر، إلى جانب جاريد كوشنر صهر الرئيس، وغيرهم من كبار الموظفين.

أضرار إغلاق الحدود

مع تدفّق الصادرات الأميركية عبر الحدود المكسيكية بأكثر من 200 مليار دولار، كان معلوماً لدى المسؤولين الأميركيين أنّ إغلاق الحدود سيحدث دماراً للمزارعين وصناع السيارات الأميركيين، وكثيرين غيرهم. وقال السناتور ميتش ماكونيل، الجمهوري من ولاية كنتاكي وزعيم الأغلبية، في مقابلة أجريت معه في ذلك الوقت، إنّ إغلاق الحدود سيكون "له تأثير اقتصادي كارثي محتمل على بلدنا".

وفي ليلة الاجتماع المحموم، نجح مستشارو البيت الأبيض في إقناع ترامب بمنحهم مهلة لمدة أسبوع فقط، علّهم يستطيعون مع القليل من الوقت تغيير رأيه.

وباشروا الضغط على نظرائهم المكسيكيين لزيادة مخاوف المهاجرين، إذ عمل كوشنر وآخرون على إمطار ترامب برسائل البريد الإلكتروني التي تثبت أنّ المكسيكيين بدأوا بالفعل في القبض على المزيد من المهاجرين قبل أن يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة.

وأوعز مستشارو البيت الأبيض، إلى مجموعة من المديرين التنفيذيين للشركات والمشرعين الجمهوريين ومسؤولي غرفة التجارة الأميركية، بإخبار ترامب بالأضرار التي ستترتب على إغلاق الحدود، وفق التقرير.

طاقم رئاسي "مذعور"

إلحاح ترامب على مسألة إغلاق الحدود مع المكسيك، أثار فزع الموظفين على مدار الساعة طوال ذلك الأسبوع، بحسب الصحيفة. وأشارت إلى أنّ اضطراب البيت الأبيض كان أكثر حدة مما كان عليه الوضع عادة في ذلك الوقت. وبحلول نهاية الأسبوع، انتقم من خلال عملية تطهير شملت مساعدين وموظفين، وكل من حاول إثناءه عن مقترحاته.

اليوم، يحيط بترامب مستشارون أقل استعداداً على الوقوف في وجهه، لا سيما أنّه لا يزال يهدد بأنّ عدم إغلاق الحدود يعني إغراق البلاد في فيضان المهاجرين. وقال ترامب، في مقابلة هذا الصيف مع صحيفة "نيويورك تايمز": "لدي سلطة مطلقة لإغلاق الحدود".