محمد عليان.. حينما يلاحق الاحتلال طفلاً في الرابعة

محمد عليان.. حينما يلاحق الاحتلال طفلاً في الرابعة

30 يوليو 2019
التهمة رشق الطفل لعناصر الاحتلال بالحجارة (ميسة أبو غزالة)
+ الخط -
كان لا بد لربيع عليان، من بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، أن يمهد، صباح اليوم الثلاثاء، للذهاب بطفله محمد (4 أعوام)، إلى مركز لشرطة الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة بادعاء أنه سيرافقه في رحلة إلى الطبيعة ليلهو ويسبح، دون أن يدرك أن الرحلة لن تكون هيّنة عليه، وسيجد نفسه أمام مركز لشرطة الاحتلال وعناصرها المدججين بالسلاح.

ويوضح والد الطفل محمد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن طفله محمد فوجئ عند الوصول إلى مقر الشرطة بجنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون على مدخل المبنى، وبدا الخوف عليه، وكان يخشى أن يطلقوا النار عليه، حتى قال لي "إحنا لوين جايين؟ ثم شرع بالبكاء".

ربيع عليان، والد الطفل محمد، استهجن ما تعرّض له طفله من ترويع وإرهاب وتخويف من قبل قوات الاحتلال، وقال: "محمد لا يعرف ما يعنيه جيش أو حجر، ولد عمره 4 سنوات تعامله دولة الاحتلال كأنه المطلوب رقم واحد وتطلبه للتحقيق والاستجواب..؟ هذا لا يحدث في العالم كله، ولم يحدث بالماضي!".

وحقق أحد ضباط الاحتلال مع والد الطفل، وحذروه من أن يقوم محمد باللعب في الشارع ويرشق الحجارة على الجنود، وقال الضابط: "إذا لم تمنعه سنأخذه عن طريق الشؤون الاجتماعية".

وتحت الضغط الإعلامي والشعبي، تراجعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن استجواب الطفل محمد ربيع محمد عليان (4 أعوام)، من بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، وبدلاً من ذلك استجوبت والده، وهددت باعتقاله في حال قيام محمد برشق عناصر الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة في مرات قادمة.

أصيب الطفل بالخوف (ميسة أبو غزالة) 
وفي روايته لما جرى قبل يومين، قال والد الطفل: "محمد كان يلعب بالشارع مع أولاد الحارة، وحينما اقتحم الاحتلال البلدة خاف وأصحابه وهربوا من الشارع، آنذاك لاحقه الجنود وحاولوا اعتقاله، ولم يتركوه إلا بعدما سلمونا مذكرة لاستجوابه، وطلبوني أنا أيضا للتحقيق".

المحامي محمد محمود، الذي رافق الطفل وعائلته، قال لـ"العربي الجديد"، إن "المحقق يدعي أن الطفل ألقى، أمس، الحجارة على الجنود خلال اقتحامهم العيسوية، مسقط رأس محمد، وبناء عليه تم استدعاء الوالد، وطالبنا بإبراز الصور أو الفيديو حول ادعاء الشرطة، لكن المحقق رفض".

ووصف المحامي محمود استدعاء الأب وملاحقة الطفل محمد بأنه يندرج في إطار الاستهداف اليومي للعيسوية ومواصلة الاحتلال أعمال التنكيل بأهلها، حيث طاولت الاعتقالات اليومية فيها أكثر من 120 فتى وشاباً خلال الأيام الأخيرة.

أما محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في العيسوية، فقال إن "شرطة الاحتلال تنفذ يومياً حملة من العقاب الجماعي ضد بلدة العيسوية ومواطنيها كانت بدأتها قبل نحو شهرين وارتقى خلالها الشاب محمد سمير عبيد، في حين بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة بسلسلة طويلة من الاعتقالات طاولت النسوة والرجال والفتية وحتى الأطفال، وفرض الضرائب المختلفة على أصحاب المحلات التجارية، وتحرير المخالفات العشوائية للمركبات، إضافة إلى نصب الحواجز على مداخل البلدة وفي شوارعها، واستخدام الرصاص الحي والأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية خلال الاقتحامات اليومية للبلدة".

تم التحقيق مع والد الطفل محمد (ميسة أبو غزالة)


وتعدّ بلدة العيسوية، التي يربو عدد سكانها على ثلاثين ألف نسمة، ويعيشون أزمة سكن خانقة جدا، واحدة من أكثر البلدات استهدافاً من قبل قوات الاحتلال، التي تدعي بأنها من أخطر بؤر المواجهات مع قوات الاحتلال في القدس المحتلة، وتحتل هذه البلدة المركز الأول في عدد الاقتحامات والاعتقالات وهدم المنازل، فيما لم يبق الاحتلال سوى مساحات صغيرة من الأراضي لأصحابها.