العراقيون يقبلون على "صالات الأفراح": راحة أكثر وتقليص للنفقات

العراقيون يقبلون على "صالات الأفراح": راحة أكثر وتقليص للنفقات

07 فبراير 2019
صارت الأفراح تقتصر على يوم واحد (فيسبوك)
+ الخط -
ترتفع تكاليف مناسبات الأفراح ومجالس العزاء في العراق وتُرهق معها الأسر مادياً وجسدياً، إذ جرت العادة أن تتجاوز بعض المناسبات يومين أو ثلاثة، عدا عن المشاكل الأمنية في البلاد التي زادت تحديا آخر على أصحاب المناسبات خاصة في المدن والبلدات الرئيسية كبغداد وعواصم المحافظات العراقية الـ18، وهو ما ساعد على انتشار قاعات المناسبات التي يتم استئجارها، بما فيها من خدمات تعتمد على نظام الليلة الواحدة مقابل مبلغ مالي يتم الاتفاق عليه مسبقا، وهو ما يعتبره العراقيون راحة لأهل البيت وتقليصا للنفقات.

وتضم منطقة راغبة خاتون بالعاصمة العراقية بغداد، ثلاث قاعات للأفراح إحداها داخل مبنى يضم محلات تجارية، يقول صاحبه أبو هشام، لـ "العربي الجديد"، إنّ "أرباحه أفضل مما لو حوّله إلى فندق أو سكن للطلاب، كما أن الناس ارتاحت كثيرا للموضوع".

ويبيّن أن قاعته التي تحوي نحو 100 كرسي وأكثر من 20 كنبة، مكيّفة، وبها طاولات كبيرة لإقامة ولائم، إضافة إلى أجهزة الصوت بالنسبة لمن يرغب في استقدام قارئ للقرآن في العزاء أو مطرب شعبي في فرح، معتبرا أنّ هذه القاعات أفضل في المناسبات من البيوت لتجنب إزعاج الجيران قبل أهل البيت، على حد تعبيره.

وتتراوح تكاليف القاعة عن الليلة الواحدة ما بين 100 و500 دولار، وتتفاوت المبالغ تبعاً للطلبات التي يضيفها صاحب المناسبة، كما يوضح المتحدث، مشيرا إلى أن أصحاب القاعات لهم علاقة واسعة مع مطاعم ومكاتب نقل وتجهيزات مختلفة، وهم قادرون على تأمين ما يريدون بسرعة لصاحب المناسبة.

ويوضح أبو هشام أنّ نصب سرادق وسط الشارع وقطعه بسبب المناسبات المختلفة بدأ يتراجع، كما أن إقامة العزاء والأعراس داخل المنازل تراجعت، وأصبح العراقيون يفضلون قاعات المناسبات.

أصبح العراقيون يفضلون القاعات (فيسبوك)

من جهته، أكد الحاج سلام النعيمي لـ "العربي الجديد"، أنّ تزويج ابنه الأول كلّفه الكثير، عدا عن أن هناك حاجيات ثمينة اختفت من المنزل خلال إقامته العرس فيه، لذلك قرر أن يزوج ابنه الثاني في قاعة المناسبات القريبة منه، فهي أكثر راحة له وأقل تكلفة، كما أنها تريح النساء في البيت فهن لن يكن مضطرات للتنظيف والترتيب، لافتا إلى أن الطعام يأتي جاهزا من متعهد متفق مسبقا مع صاحب القاعة.

وأشار إلى أن معرفة مكان القاعة بالنسبة للمدعوين بات أمرا سهلا في ظل وجود تطبيقات على الهاتف توضح الخرائط وتوصل إلى المكان المقصود.

 

وتنقسم القاعات في بغداد إلى اثنتين، واحدة مخصصة للنساء وأخرى للرجال، وفي الأولى يمنع التصوير على عكس الثانية المخصصة للرجال، كما يمنع وصول الرجال إلى قاعة النساء أو الاطلاع على ما في داخلها.

وتقام في هذه القاعات أيضا حفلات أخرى غير الزواج أو مجالس العزاء، مثل حفلات التخرج وأعياد الميلاد والختان.

ولم تعد هذه القاعات مقتصرة على العائلات الغنية بل تحولت إلى حاجة ضرورية تختصر الجهد وتوفر المال، كما أنها أكثر راحة لصاحب المناسبة.

ويدشن أصحاب تلك القاعات حسابات خاصة لهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للتعريف بها وعرض الحسومات، وكذلك إعلانات إقامة ورشات ودورات دراسية فيها، تكون صباحا فقط، كون المناسبات في العراق لا تقام إلا بعد صلاة العصر للعزاء والأعراس مساء.

 

ويقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة بغداد، محمد عوني لـ"العربي الجديد"، إنّ ظاهرة استئجار قاعات المناسبات موجودة في دول كثيرة، مثل مصر ولبنان والأردن وبعض دول الخليج، لكن العراقيين سابقا كانوا يرونها غير سليمة لاعتبارات اجتماعية تأتي من باب التفاخر والمباهاة بالمنزل وما فيه. وبسبب تطورات الحياة وتغيّر المفاهيم بات الناس يميلون لكل ما هو أخف ضررا وثقلا عليهم.


ويوضح أن تنظيم البلديات لقاعات ومنح الرخص بشكل يضمن توزيعها حسب الخارطة السكانية بحيث تكون في كل منطقة واحدة أو اثنتان شيء مهم ليس للناس فقط، بل حتى على مستوى المدن التي تعاني من قطع الشوارع بسبب المناسبات الخاصة بين الفينة والأخرى.

دلالات