"خليك صاحي"... حملة تحصين أمني للمجتمع الفلسطيني

"خليك صاحي"... حملة تحصين أمني للمجتمع الفلسطيني

26 مايو 2019
إطلاق الحملة في مؤتمر صحافي (العربي الجديد)
+ الخط -
شهدت غزة، اليوم الأحد، إطلاق لجنة التحصين المجتمعي "خليك صاحي"، والتي تهدف إلى حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية عبر التوعية المجتمعية والثقافية والأمنية والوطنية ضد أي ضرر أمني قد يتعرض له الفلسطيني.

وتسعى الحملة إلى كشف الأساليب الإسرائيلية الناعمة التي يحاول من خلالها الاحتلال الإسرائيلي إسقاط بعض الأشخاص في شرك العمالة، عبر التوعية المتواصلة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والأنشطة والفعاليات المجتمعية والرسمية.

ويشارك في الحملة الوطنية التي أطلقت عملها رسمياً مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، إذ تشارك فيها الهيئات، والوزارات، والأجهزة الأمنية، إلى جانب النخب والمثقفين والوجهاء والشباب.

وأوضح الناطق الرسمي باسم حملة التحصين المجتمعي "خليك صاحي"، محمد أبو هربيد، أن الحملة أطلقت لمجابهة الإشكاليات التي تواجه المواطن والمجتمع، والناتجة عن جهات معادية قد يتعرض لها المواطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف لـ "العربي الجديد": "في ظل شبكة التواصل الاجتماعي أصبح لدينا واقع جديد، ومن الطبيعي أن يكون هناك مخاطر وتهديدات من قبل الأعداء والخصوم، الذين يلعبون في هذه الساحة من أجل السيطرة على عقول الناس وتخريب أفكارهم"، مبيناً أن الشعب الفلسطيني مستهدف بشكل أساسي من قبل العدو الذي يسعى بشكل متواصل للحصول على المعلومات لإضعاف الشعب الفلسطيني والنيل من مقاومته، وفق تعبيره.

الإقرار بأن التوعية حجر الأساس في المواجهة إلى جانب المقاومة (العربي الجديد) 

وأشار إلى أن الدراسات توصلت إلى أن الوعي المجتمعي هو أقوى سلاح في مواجهة أساليب الخداع الناعمة التي يحاول من خلالها الاحتلال الإسرائيلي إسقاط بعض الأشخاص، موضحاً أن الحملة تحاول كشف الأساليب الخبيثة التي يستخدمها الاحتلال.

وبخصوص أدوات الحملة، بين أبو هربيد أنها ستركز على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 70 في المائة، من خلال بث النصائح وقصص النجاح التي تغلب فيها بعض الأشخاص على الأساليب الإسرائيلية، بينما تستهدف الإعلام الرسمي بنسبة 30 في المائة، سيتم خلالها عقد اللقاءات الجماهيرية ولقاءات مع النخب والمثقفين.

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية المجتمعية (العربي الجديد) 



من ناحيته، أثنى القيادي في حركة "حماس" طاهر النونو، على الحملة، مبدياً استعداد الحركة لمساندتها، مضيفاً: "يئس العدو من الانتصار على مقاومتنا بالمواجهة المباشرة، فواصل ممارساته التي يحاول من خلالها ضرب الوعي لدى شعبنا الفلسطيني الذي يتحصن بالمقاومة".

وشدد النونو في كلمته خلال مؤتمر إطلاق اللجنة على أن أهمية الحملة تنبع من التوقيت، والذي يتزامن مع المحاولات الإسرائيلية للتهيئة لصفقة القرن، واستغلال حالة الانقسام، ونتائج الحصار من الفقر والعوز والحاجة، والتي تشكل عناصر ابتزاز واختراق، وفق وصفه.

من جانبه؛ ألقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، كلمة المقاومة الفلسطينية، مؤكداً فيها أن الشعب الفلسطيني مستهدف، وأن "لغة الحكمة والعقل تؤكد أهمية مواجهة التحدي الأكبر الذي يمر به الشعب الفلسطيني وقضيته بخطط وطنية".

العدو الإسرائيلي يستغل حاجات المجتمع الفلسطيني (العربي الجديد) 

وشدد على أن الأمن هو أمن الجميع، وينبغي أن ينخرط الجميع في الحفاظ عليه، مضيفاً: "الأجهزة الأمنية تقوم بدورها لكن يجب أن يساندها الجميع، إذ إن أمن المواطن هو رصيدنا الأغلى والأهم في هذه المواجهة مع العدو".

وأوضح أن الحملة تهدف إلى زرع الوعي عبر الأساليب الوقائية لتحصين أبناء الشعب الفلسطيني من الوقوع في العمالة والرذيلة وكل ما يخدم العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن الصراع الفلسطيني مع الاحتلال مستمر "لكننا بحاجة إلى تحصين مجتمعنا حتى نستمر في مقاومتنا للعدو الذي يريد اقتلاعنا وتدمير المنطقة".

ووافقه في الرأي أبو سليمان المغني، والذي ألقى كلمة الوجهاء والمخاتير، موضحاً أن الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة إلى التنوير والوعي في ظل الظروف الصعبة والقاسية، والتي يحاول من خلالها الاحتلال اقتناص الفرص لبث سمومه بين شرائح المجتمع.