غلام محي الدين... موسم العودة إلى أفغانستان

غلام محي الدين... موسم العودة إلى أفغانستان

13 أكتوبر 2016
تمكن من بناء دكان صغير إثر جهود (العربي الجديد)
+ الخط -
عاش حياته كلّها لاجئاً في باكستان. لكنّه اليوم مضطر للعودة إلى بلاده أفغانستان التي لم يعرفها من قبل

في باكستان درس الأفغاني غلام محي الدين وحفظ القرآن وبدأ يعمل طوال سنوات. اليوم، مع قرار باكستان إعادة اللاجئين الأفغان بدأ الاستعداد لترك كلّ ما بناه وراءه. يغمره السرور والحزن في آن واحد. السرور لأنه يعود إلى بلاده، والحزن لأنّه يترك بلداً عاش فيه طوال حياته.

جاءت أسرته إلى أفغانستان وهو طفل لم يتجاوز عامين، واليوم هو في السادسة والعشرين. أمضى معظم حياته في مخيمات مختلفة في باكستان، إلى أن استقرت أسرته في أحد مخيمات راولبندي المعروف بـ"كتشي آباد".

عاش عشر سنوات هناك. بنى فيه منزلاً طينياً متواضعاً بمال جمعه بعرق جبينه. قرار الحكومة بتدمير المخيم يجعل أحلامه تنهار معه.

دمرت السلطات الباكستانية منزله، لكنّه اختار العيش مجدداً في المدينة ذاتها. بعد عناء كبير، تمكن محي الدين من بناء دكان صغير له إثر جهود استغرقت أكثر من عامين.

يقول الشاب: "سنذهب إلى بلادنا عاجلاً أو آجلاً، لكن إذا ذهبنا هذا العام فسنتدبر حالنا هناك، وسنأمن من تعامل الشرطة الباكستانية التي لا تتوقف عن مضايقتنا في كلّ الأحوال".

يؤكد أنّه يرحب بالعودة، فهي خطوة لا بد من اتخاذها. بات العيش في باكستان عسيراً للغاية بعد قرار الحكومة الباكستانية إخراج جميع الأفغان. كما يشير إلى أنّ أفغانستان "هو البلد. ولا بدّ من الذهاب إليه، سواء كان إجبارياً كما هو الحال اليوم، أو اختيارياً كما كان سابقاً".

يأسف لطريقة تعامل الشرطة الباكستانية معه ومع غيره من اللاجئين وكذلك قرارات سلطات البلاد في إخراجهم عنوة بطريقة يصفها بالسيئة. كغيره من اللاجئين، يسرع الشاب وأهله في العودة فموسم الشتاء في أفغانستان قريب، وعند حلوله يصعب جداً الذهاب إليها، خصوصاً أنّ العائدين يحتاجون إلى بناء المنازل، وهذا غير ممكن خلال فترة وجيزة.

من جهته، فإنّ والده معراج الدين ما زال مصرّاً على البقاء حتى آخر موعد رسمي للترحيل. يشدد على أنّ الوضع الأمني في أفغانستان هش للغاية وأسرته فقيرة لا يمكن لها العيش هناك ولو لشهر واحد من دون عمل. يضيف: "لا نملك أي شيء، وما سنأخذه من المفوضية (السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) التي تدفع لكلّ لاجئ 400 دولار أميركي، سنصرفه على الطريق والعودة ونقل أثاث المنزل. كيف نعيش بلا عمل؟ وكيف نبني المنزل والشتاء على الأبواب؟". يأمل فقط أن يجبر المجتمع الدولي الحكومة الباكستاينة على تمديد فترة إقامة اللاجئين مرة أخرى.

المساهمون