جامعات أميركا بعد فوز ترامب...مظاهرات وسعي لتهدئة مخاوف الأقليات

جامعات أميركا بعد فوز ترامب...مظاهرات وسعي لتهدئة مخاوف الأقليات

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
15 نوفمبر 2016
+ الخط -
تتواصل لليوم الرابع على التوالي مظاهرات الأميركيين المعارضين لفوز اليميني المتطرف دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. ويحتشد الطلاب والشباب بين المتظاهرين الذين يؤكدون في شعاراتهم المرفوعة أن اعتراضهم ليس بسبب خسارة الانتخابات بفوز ترامب، وإنما لأن الأخير "عنصري" ولا يمثلهم.


وتنظم الجامعات والمدارس في الولايات المتحدة عادة فعاليات تطرح الانتخابات وما يسمى بالانتقال الديمقراطي للنقاش، لكن مفاجأة فوز ترامب قلبت تلك البرامج رأسا على عقب على الأقل من ناحية فحواها.


ويقول أستاذ التاريخ وعلم الاجتماع في جامعة كيوني في نيويورك، أريك فريز: "كانت لدي حصص تدريس في اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات، وعدد الطلاب الذين تغيبوا كان أكثر من المعدل. أعتقد أن كثيرين يشعرون بحالة من الهلع والخوف والإحباط، خصوصاً في الجامعة التي أدرس فيها فهي حكومية وفيها الكثير من أبناء الأقليات".


ويتابع فريز "حاولت خلال الحصة الحديث عن النظام السياسي، والدستور، وسبل الحفاظ على النظام الديمقراطي كي لا يذهب إلى منحى متطرف، على الأقل نظريا"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من ذلك أدرك أن هناك مخاطر كبيرة، لذلك علينا أن نكون يقظين طوال الوقت، ونستخدم كل الوسائل الديمقراطية الممكنة، بما فيها التظاهر، فالوضع خطير ولا يمكن الاستهانة به".


إحدى القضايا الحساسة التي تقلق الكثيرين هي قضية ترحيل المهاجرين "غير الشرعيين" التي هدد بها ترامب خلال حملته الانتخابية. هذا التهديد يقلق ما لا يقل عن 11 مليون مهاجر "غير شرعي" في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بعضهم يعيش في أميركا منذ عقود، ولديهم أبناء ولدوا في الولايات المتحدة ما يجعلهم أميركيين، في حين أن أهلهم "غير شرعيين"، ما يعني أن احتمال ترحيلهم يفرق عائلات بأكملها.


في هذا السياق، بدأت بعض الجامعات والمدارس بتقديم استشارات قانونية واجتماعية ونفسية لطلابها المعنيين بالموضوع للتعامل مع حدث من هذا القبيل، والخطوات الاحتياطية التي يجب اتخاذها.





كذلك شهدت جامعات كثيرة مظاهرات أو اجتماعات داخلية تندد بفوز ترامب، كما شهدت في الوقت ذاته احتفالات لفوزه أحيتها نوادي "الحزب الجمهوري".


وتحاول إدارات الجامعات إيجاد التوازن في سماحها للجميع بالتعبير عن آرائهم، دون أن يؤدي ذلك إلى مواجهات، كما حدث في جامعة نيويورك ليل الخميس. إذ شعر طلاب مسلمون في جامعة نيويورك بالذعر عندما وجدوا غرافيتي تحمل اسم ترامب مرسومة على باب غرفة الصلاة المخصصة لهم في في كلية الهندسة. عندها دعت "جمعية الطلاب المسلمين في جامعة نيويورك" إلى اجتماع مفتوح وكان الدعم كبيرا والحضور حاشداً.


وصرح رئيس الجمعية أفراز خان "حجم المشاركة في الاحتجاج فاق كل التوقعات. كثير من طلاب الجامعات المسلمين يشعرون بأنهم مهمشون من الأساتذة أو من طلاب آخرين"، منبهاً إدارات الجامعات والمسؤولين بضرورة توخي الحذر تجاه أي محاولات للالتفاف على قوانينها ضد هذه المجموعة الطلابية أو تلك.


ويشير فريز في هذا السياق إلى "محاولة المسؤولين في الجامعات بعث رسائل مطمئنة فيها نوع من العلاج النفسي، إن صح التعبير، كرد على نتائج الانتخابات. بعضهم أرسل للطلاب عناوين أماكن للاستجمام والراحة. وبعضهم الآخر يشير دون كلل إلى الدستور والقوانين الكفيلة بحفظ الحقوق، وأن النظام يكفل منع متطرف مثل ترامب من استخدام قوته كذراع للاضطهاد".


وأضاف "لكن كل هؤلاء يتناسون أن هناك طرقا كثيرة للالتفاف على القانون. الأمور وصلت إلى درجة سيئة جدا ولم تكن أصلا ممتازة حتى تحت حكم الرئيس أوباما".


ويختم فريز "ما يحدث الآن أن ترامب وكل المحيطين به وصلوا إلى سدة الحكم، وهم أشخاص يمينيون متطرفون يسيطرون ليس فقط على الرئاسة بل على الكونغرس بأكمله. علينا أن نحاول محاربة هذا بطرق مبدعة ومختلفة وهذا هو التحدي الذي أمامنا".



 

ذات صلة

الصورة
مسيرة في الأردن تنديدًا بالحرب على غزة (العربي الجديد)

سياسة

شارك الآلاف في الأردن بمسيرة شعبية حاشدة بعد ظهر اليوم الجمعة، انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على غزة.
الصورة

مجتمع

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه ينظر بخطورة بالغة لتعمد الاحتلال الإسرائيلي توسيع حظر توريد الإمدادات الإنسانية إلى مناطق واسعة في قطاع غزة.
الصورة

سياسة

خرج آلاف اليمنيين يوم الجمعة في مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات نصرة للشعب الفلسطيني وتنديداً بالقصف والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزة المحاصر.
الصورة

سياسة

ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الإخباري، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وحملته الانتخابية يعملون على مشروع جد حساس بالنسبة إلى إعادة انتخابه في المنصب الرئاسي، والمتمثل بتفادي تعثره أو سقوطه في أثناء مشاركته في الأنشطة العامة.

المساهمون