عيد اليمن بلا متنزهات بسبب الحرب

عيد اليمن بلا متنزهات بسبب الحرب

21 يوليو 2015
أجواء العيد الغائبة في اليمن (العربي الجديد)
+ الخط -


ينظر اليمنيون إلى عيد الفطر هذا العام، باعتباره أصعب الأعياد التي عاشوها خلال العقود الأخيرة. فالأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية وحتى الاجتماعية التي تعيشها أغلب الأسر اليمنية وقفت حائلا دون وصول البسمة إلى صغارها وكبارها.

غابت مظاهر الابتهاج بعيد الفطر عن العاصمة اليمنية صنعاء، مع استمرار القصف ودوي الانفجارت في أكثر من موقع في أنحاء المدينة، لتبدو حدائق العاصمة ومتنزهاتها شبه خالية من الزوار خلال أيام العيد.

في محافظة تعز(وسط)، حرص عبد الله البهلولي، على إدخال أطفاله حديقة دريم لاند في منطقة الحوبان، رغم استمرار القصف والمواجهات المسلحة في أغلب مناطق مدينة تعز بين المقاومة الشعبية، وقوات تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس السابق علي عبدالله صالح.

يقول البهلولي لـ"العربي الجديد" "كان لابد من إخراج أطفالي إلى الحديقة المجاورة لتحسين وضعهم النفسي بعد مرور أشهر من الاشتباكات والانفجارات المستمرة، خاصة وأنا أسكن في منطقة هادئة إلى حد ما رغم تمركز كثير من الآليات العسكرية بجانب الحديقة".

ويؤكد البهلولي أنه وبمجرد وصوله وأطفاله إلى باب الحديقة، لاحظ انخفاض عدد السيارات المتوقفة، مقارنة بأعدادها خلال الأعياد في السابق، مضيفاً "في السابق، كنا نعجز عن إيجاد موقف للسيارة بسبب العدد الهائل للزوار، لكني اليوم رأيت حوالي 20 سيارة فقط أمام الحديقة وعددا قليلا من الزوار داخلها".

استهداف الحدائق
وحول الموانع التي تحد من إقبال الأهالي على حديقة دريم لاند المتواجدة في منطقة الحوبان التي يسيطر عليها الحوثيون، يقول البهلولي إن محيط الحديقة مليء بالآليات والدبابات التي تطلق قذائفها بين الوقت والآخر إلى أماكن مختلفة، وهذا ما يجعل الأهالي يحجمون عن زيارة الحديقة خوفا من استهدافها.

اقرأ أيضا:طقوس اليمنيين في العيد... غيّرتها الحرب


أما في حديقة السبعين الواقعة أمام مقر معسكر الأمن الخاص الذي ضربته طائرات التحالف العربي عدة مرات، فيقول جلال عبد الحميد، وهو موظف حكومي، لــ"العربي الجديد" "إن الحديقة بدت فارغة من الزوار بعد أن كانت تشهد في مثل هذه المناسبات اكتظاظ الأسر والأطفال، الذين يخرجون في الأعياد للتنزه واللعب وقضاء الإجازة، مشيراً إلى أنه يسكن بجانب حديقة الثورة، وزارها مرارا خلال الأيام الماضية ليجدها خالية من الزوار باستثناء القليل من الأسر.

وأكد عبد الحميد أن الحديقة بقيت لأشهر مغلقة منذ اندلاع الحرب في مارس/آذار الماضي، لافتا إلى أن "أغلب الأسر في صنعاء لم تخرج إلى أماكن ترفيهية خلال الأيام الماضية بمناسبة العيد".

وفي هذا السياق، أكّد المدير العام للحدائق بالعاصمة اليمنية صنعاء، المهندس حسين الروضي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" ضعف إقبال الزوار على الحدائق نظراً للوضع الأمني، الذي عزز المخاوف لدى سكان أمانة العاصمة صنعاء، بعدم الإقبال على الحدائق خلال أيام العيد.

وتركت الحرب آثارها أيضاً على المطاعم والمتنزهات، إذ أغلقت كثير من المطاعم أبوابها بعد تراجع أعداد الزبائن والانعدام المتواصل لمختلف أنواع الوقود، على رأسها غاز الطبخ وغيرها، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.