نازحو العراق بعد الانتخابات: لا أمل في حلّ أزمتنا

نازحو العراق بعد الانتخابات: الوعود تلاشت ولا أمل في حلّ أزمتنا

31 مايو 2018
استُخدم النازحون كأصوات انتخابية فقط (Getty)
+ الخط -
ما إن انتهت الانتخابات البرلمانية في العراق، حتى تلاشت الوعود التي قدّمها المرشحون والأحزاب للنازحين بحلّ أزمتهم وتأهيل مناطقهم، ما جعلهم يفقدون الأمل بأي حلول قريبة لملفهم الذي كان نصيبه الإهمال.

ووفقاً لآخر التقارير الصادرة عن وزارة الهجرة العراقية، فإن أكثر من مليونين ونصف مليون عراقي ما زالوا نازحين لم يعودوا إلى منازلهم، من بينهم سكان 9 مدن وبلدات ترفض مليشيات الحشد الشعبي إعادتهم، مثل جرف الصخر ويثرب وبيجي والصينية وذراع دجلة والعويسات والجنبلاطية، ومناطق أخرى شمال وغرب البلاد، فضلاً عن مناطق متنازع عليها في نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين.

ويتواجد النازحون في مناطق عدة من العراق على شكل معسكرات تشرف عليها الأمم المتحدة ووزارة الهجرة والصليب الأحمر الدولي.

وقال أبو علاء، وهو أحد النازحين، الذي أُجبر على العودة إلى منزله بالرمادي لـ"العربي الجديد"، "مع انتهاء موسم الانتخابات، تلاشى كل شيء، فقد كانت جهات سياسية تمارس ضغوطاً علينا للعودة إلى مناطقنا المدمرة، وأجبرتنا على العودة، كما أنّ المرشحين والأحزاب كانوا يأتون إلينا ويقدمون الدعم المادي والمساعدات، والوعود بحل أزمتنا في حال انتخابهم".

وأضاف "منذ أن انتهت الانتخابات لم يصلنا أحد، فحالنا في مناطقنا المهدمة يرثى له، ومنازلنا التي عدنا إلها متهالكة وغير صالحة للسكن"، وتابع "لقد كان حالنا في المخيمات أفضل بكثير من حالنا اليوم، فمناطقنا لا ماء فيها ولا كهرباء، والشوارع مدمرة، والحياة مشلولة فيها".

وقبل إجراء الانتخابات البرلمانية في الـ 12 من مايو/ أيار الجاري، مورست ضغوطات كبيرة على النازحين، وأجبر الكثير منهم على العودة، كما أطلقت وعود بحل أزمتهم وإعمار مناطقهم.

من جهته، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، جمال الفراجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناة النازحين في الخيم وفي المناطق التي أجبروا على العودة إليها، صعبة للغاية"، مبيناً أنّ "كل الجهات التي دعمتهم قبيل الانتخابات تخلت عنهم اليوم، وتنصلت من كل الوعود التي قطعتها لهم".

وأضاف أنّ "أغلب المناطق التي عاد إليها النازحون في شمال وغربي العراق، ما زالت تضم مخلفات ومتفجرات تركها داعش، والفرق الهندسية لم تنجز تطهيرها بل أهملتها، كما أنّ عمليات إعادة تأهيل تلك المناطق أُهملت وتركت بشكل واضح".

وأكد أنّ "كل الوعود والحملات والتحركات التي جرت لإعادة التأهيل لتلك المناطق وكأنها لم تكن سوى خطة لأجل الحصول على أصوات النازحين، وانتهت مع انتهاء الانتخابات".

ودعا الحكومة إلى "اتخاذ خطوات لدعم النازحين، وعدم إهمال ملفهم الذي يبدو أنه نسي بعد الموسم الانتخابي".

وبين مسؤولون أنّ أزمة النزوح لا يمكن حلها بالاعتماد على الوعود الحكومية ووعود الأحزاب، بل تحتاج إلى دعم دولي.

وقال القيادي في تحالف القوى، رياض الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحكومة والجهات المسؤولة والأحزاب لم تقدم للنازحين، على مدى أربع سنوات، سوى الوعود فقط"، مبيناً أنّ "هذه الأزمة التي نسيت ولا أحد من المسؤولين يتحدث عنها اليوم، لا يمكن حلها إلّا من خلال الدعم الدولي".

ودعا المنظمات الدولية إلى "متابعة هذا الملف ومساعدة النازحين العراقيين في تجاوز أزمتهم المستعصية".

يشار إلى أنّ ملايين النازحين العراقيين، لم يعودوا منذ نحو أربع سنوات إلى مناطقهم المحررة، لأسباب كثيرة، منها سيطرة المليشيات على مناطقهم، والإهمال الحكومي لملفهم، وعدم إعمار المناطق وغيرها من الأسباب الأخرى.

 

 

  

المساهمون