"بابا نويل" يدخل الأحياء الفقيرة جنوبي العراق

"بابا نويل" يدخل الأحياء الفقيرة جنوبي العراق

26 ديسمبر 2018
رسم البسمة على وجوه الصغار (فيسبوك)
+ الخط -


تتواصل لليوم الثاني على التوالي، مبادرات شبابية في مدن جنوب العراق بمناسبة أعياد الميلاد تهدف إلى إدخال البهجة والسعادة على سكان الأحياء والمناطق الفقيرة التي لا تضع ضمن أولوياتها الاحتفال بالعام الجديد، أو مشاركة الآخرين هذه الطقوس، بالنظر إلى سوء حالتهم المادية.

وفي السياق، يقول الشاب حسين فاضل (31 عاماً)، من محافظة ذي قار جنوبي العراق وواحد من قائدي هذه المبادرة لـ "العربي الجديد"، إنه قرر رفقة زملاء له زيارة مركز لرعاية الأيتام، بالإضافة إلى حي سكني فقير وقاموا بارتداء زيّ بابا نويل وحملوا أكياساً تحتوي على لعب مختلفة لإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الذين صفعتهم الحياة باليتم والفقر وغياب دفء الأسرة".

ويضيف: "قررنا تصوير هذه الزيارة، فقط لتشجيع الآخرين على مثل هذه المبادرات البسيطة، لكن الأطفال رفضوا الفكرة، مما جعلنا نلغيها، ونحتفل معهم بعيدا عن عدسات الكاميرا، فقمنا بتوزيع الهدايا التي كانت عبارة عن لعب بسيطة، وحزّ في نفوسنا أنهم كانوا بحاجة إلى الملابس أكثر من اللعب، لكننا لم نكن نعلم بذلك".

ويتابع "الحمد لله شاركناهم يومهم ورأينا السعادة في وجوههم ونحن بدورنا شعرنا براحة نفسية كبيرة".

من جهتهم، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة ميسان جنوبي البلاد، صورا ولقطات فيديو لعدة مبادرات شبابية لمساعدة الفقراء بمناسبة أعياد الميلاد كان بعضها بزيّ بابا نويل.

إدخال الفرحة على قلوب الأطفال (فيسبوك) 

وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صور شخص يدعى علاء مالديني من محافظة ميسان جنوب العراق، وهو يرتدي زيّ بابا نويل ويتوجه إلى أحياء تكاد تكون منسية ويطلق عليها (الحواسم) ليقوم بتوزيع هدايا بسيطة وحلوى من أجل رسم البسمة على وجوه الأطفال.

و"الحواسم" كلمة أطلقها العراقيون بعد احتلال القوات الأميركية في عام 2003، وهي المناطق العشوائية التي بنيت دون ترخيص من الحكومة، وفي العادة من قبل الفقراء وتسمى أيضا أحياء التنك.

مبادرات شبابية في الأحياء الفقيرة (فيسبوك)

ويقول رياض الشوملي الناشط في محافظة ميسان لـ "العربي الجديد"، إن مبادرة الشاب علاء مادليني كانت هي الأولى من نوعها، وهذا العام قمنا بتوفير الهدايا وشرائها بعد جمع الأموال الخاصة لهذا الاحتفال لنبين للعالم أجمع بأن هناك ناشطين يعملون على رسم الفرحة على وجوه الفقراء، سواء كانوا أطفالا أو كبارا في السن".

ودعا الشوملي "الحكومة العراقية إلى دعم المبادرات الشبابية التي تقوم على فكرة دعم الفقراء ولو بضحكة وهدية بسيطة تساهم بالكثير، بالتزامن مع الأعياد والمناسبات المختلفة، ومنها احتفالات العالم برأس السنة الميلادية".

توزيع هدايا بسيطة على الأطفال (فيسبوك)

بدوره أكد رئيس منظمة سومر لحقوق الإنسان في محافظة ميسان، كاظم الموسوي لـ"العربي الجديد"، أنه لولا المبادرات الشبابية لجفت منابع الفرحة في المجتمع بسبب تراجع اهتمام الدولة بالأنشطة الاجتماعية والتوعوية.

وأضاف "مبادرة تشرح للناس أهمية الاحتفال ومشاركة إخوتنا المسيحيين أفراحهم وأننا أبناء وطن واحد، سيكون لها أثر كبير في تفكيرهم وحياتهم المستقبلية"، معتبرا أن جميع تلك المبادرات "قام بها شبان بتمويل ذاتي، وهذا دليل على ألفة وطيبة المجتمع العراقي"، وفقا لقوله.

 

من جهته، قال الناشط المدني في محافظة ميسان، عباس علي لـ"العربي الجديد"، "يشهد العراق هذا العام احتفالات كبيرة بمناسبة أعياد الميلاد، لكن الأجمل أنه تم إشراك الفقراء بها وهذا لم يحدث سابقا".

 


وكتب الناشط حسين البهادلي على صفحته "فيسوك" "علاء مالديني، الإنسان والفنان يتجول بدراجته الهوائية للعام الرابع على التوالي في أحياء ميسان الفقيرة (الحواسم)، لكي يرسم البسمة على وجوه الأطفال والمرضى وكبار السن، ويزرع الأمل في قلوبهم ويقدم لهم الحلوى والهدايا رغم إمكاناته البسيطة، بمناسبة قدوم عام جديد وهو يرتدي زي بابا نويل، كلش فرحانين بيك علاوي، عاشت إيدك على هذه المبادرة الكبيرة والرائعة".

المساهمون