ميادين الاحتجاجات في الجزائر: ملجأ الغضب الثوري الخالد

ميادين الاحتجاجات في الجزائر: ملجأ الغضب الثوري الخالد

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
16 مارس 2019
+ الخط -
ارتبطت أغلبية الساحات الجزائرية والشوارع المؤدية إليها بأسماء المجاهدين من شهداء الثورة التحريرية (1954-1962)، كما خلدت بطولاتهم منذ الاستقلال، غير أن الحراك الاجتماعي والغضب الشعبي والغليان في أوساط مختلف الفئات الاجتماعية في الجزائر اليوم، أعادت تلك الأسماء إلى الواجهة، ورسخت تخليدها من جديد.

وباتت ساحات مثل ساحة موريس أودان، وساحة البريد المركزي وساحة أول مايو، وساحة الحرية (حرية الصحافة)، وساحة الشهداء الفضاءات الأبرز التي شهدت أكبر الاحتجاجات والمسيرات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شارعي الشهيد ديدوش مراد، والشهيدة حسيبة بن بوعلي، الرئيسين في قلب العاصمة الجزائرية. وتضم تلك الساحات عشرات المباني التي يعود بناؤها إلى فترة الاستعمار، وتحوي محالَّ تجارية ومدارس ومؤسسات حكومية وجامعة الجزائر ومستشفى مصطفى باشا الجامعي، وغيرها من المديريات التابعة لعدد من الوزارات.

ساحة المناضل وصديق الثورة الجزائرية الطبيب الفرنسي موريس أودان، الذي انحاز للثورة الجزائرية، هي أكبر الساحات التي تحاذيها أقدم جامعة جزائرية وهي جامعة الجزائر، وتؤدي إلى النفق الجامعي. هي أمكنة ارتبطت بأحداث سياسية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فضلاً عن الاحتجاجات التي كانت ممنوعة لا سيما في عام 2014، لتصبح هذه الساحة "ملجأ" للغضب الشعبي والاحتجاجات السلمية بمختلف أشكال التعبير والشعارات التي رفعها الجزائريون المعارضون للعهدة الخامسة.

وتحتفظ ساحات البريد المركزي، و"أول مايو" و"الشهداء" برمزية ثورية، واستمرت بكونها أمكنة معروفة بـ"أماكن الثّورة"، وانطلاقاً منهما صار الشارع الجزائري فضاء مفتوحا على مدى ثلاثة أسابيع للاحتجاج ورفع المطالب السياسية.

أستعادوا حقهم بالتظاهر السلمي (العربي الجديد) 

وأعاد الجزائريون اكتشاف الإنسان فيهم، وإنهاء القطيعة مع حق تنظيم المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات التي اختفت من المشهد الجزائري خلال ثلاثة عقود، بفعل الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد في التسعينيات، ثم بفعل قرار المنع الذي فرضته السلطة على الجزائريين في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. لكن الشارع الجزائري تحول من جديد إلى منبع ومصدر وملجأ لكثير من الأصوات على اختلاف فئاتها وأطيافها وخلفياتها.

جاؤوا من كل الأطياف ومن كل الولايات(العربي الجديد) 



غير أن الثابت هو أن تلك الشوارع التي سطع نجمها اليوم، تحمّلت صراخ الملايين في قلب العاصمة الجزائرية، يساريين وإسلاميين ووطنيين وتقدميين وحداثيين وطلبة وعمالاً ومزارعين، جاؤوا من مختلف الولايات على اختلاف الوجوه والأعمار.

في الفضاء العام قالوا كلمتهم الموحدة (العربي الجديد) 

تلك الأسماء، التي أطلقت على تلك الفضاءات عند مدخل كل شارع، حافظت على تاريخ ثورة التحرير، وعلى إرث حمله المئات بل الآلاف من الجزائريين إبان تلك الثورة.


عموما، ترتبط كل ساحة وكذلك الشوارع المتصلة بها بشهداء الثورة أو المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي (1830-1962) ومناضليها، ومجاهديها، كما تحتفظ الدولة الجزائرية بإطلاق التسميات على المؤسسات والمدارس والجامعات لتخلدهم في التاريخ، وتبقيهم رموزا من رموزها على مر الأجيال.

دلالات

ذات صلة

الصورة
نساء فلسطينيات وسط الحرب في قطاع غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

نعى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة 8900 امرأة "قُتلنَ بدم بارد"، فيما تعيش النساء الفلسطينيات الأخريات في ظروف "إذلال حقيقي" تمارسه إسرائيل.
الصورة

سياسة

تستمر قوات الاحتلال في اقتحام البلدات والمدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، في وقت يخوض فيه مقاومون فلسطينيون اشتباكات مع تلك القوات المقتحمة.
الصورة
جثث شهداء فلسطينيين في رفح كان الاحتلال يحتجزها (فاطمة شبير/ أسوشييتد برس)

مجتمع

اتّهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل بسرقة أعضاء من جثث تعود إلى شهداء فلسطينيين من شمالي القطاع، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في هذا الشأن.
الصورة
الفلسطينيان الشهيدان عمر دراغمة وعرفات حمدان (فيسبوك)

مجتمع

لم يمض سوى يومين على اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب عرفات ياسر حمدان (25 عاماً) من قرية بيت سيرا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، حتى أعلنت قوات الاحتلال عن استشهاده مساء أمس الثلاثاء، ليلتحق بالشهيد عمر دراغمة (58 عامًا) من مدينة طوباس.