كفيف تونسي يحاول الانتحار احتجاجًا أمام وزارة الشؤون الاجتماعية

كفيف تونسي يحاول الانتحار احتجاجًا أمام وزارة الشؤون الاجتماعية

03 سبتمبر 2018
الوزارة تؤكد إحالة ملفه إلى جندوبة (فيسبوك)
+ الخط -
حاول مكفوف تونسي يُدعى بشير الحامدي، والمعروف باسم "الروج"، وهو من محافظة جندوبة، الانتحار بذبح نفسه أمام مقر وزارة الشؤون الاجتماعية في العاصمة تونس، لعدم حصوله على إعانة مادية ظرفية اعتاد على تلقيها في مثل هذه الفترة من الوزارة، ونُقل على جناح السرعة إلى المستشفى المحلي لتلقي الإسعافات.

وأكدت الملحقة الصحافية بوزارة الشؤون الاجتماعية، مريم حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الشاب في عقده الرابع وليس مسناً كما روّجت بعض المواقع، وهو متزوج ولديه طفلان ويعاني من إعاقة بصرية"، مبينة أنه تابع للاتحاد الوطني للمكفوفين الذي يعاني منذ فترة من عدة صعوبات مالية وجرى تعيين متصرف قضائي للإشراف عليه، ولكن عمال الاتحاد يشكون منذ أشهر من تأخر صرف رواتبهم، إضافة إلى صعوبات مالية وإدارية.

وبينت حسن أنّ الحامدي تعوّد على القدوم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي تفتح أبوابها أمام الوافدين، وأنه معروف جدا لدى مصالح الوزارة ولدى العاملين فيها، كونه يعرض مراراً مطالبه ويطالب بالحصول على مساعدات ظرفية.

وقال أحد العاملين في وزارة الشؤون الاجتماعية الذين يعرفون ملف الحامدي جيدا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "نظرا للظروف الاجتماعية التي يعيشها الحامدي وأمام الصعوبات التي يعرفها اتحاد المكفوفين، دأبت الوزارة على تقديم مساعدة ظرفية عينية أو نقدية لهذا الشاب في المناسبات والأعياد، إذ أن لديه رضيعين ووالدته المسنة في كفالته".





وبيّن أنّ "توزيع الإعانات الظرفية يتم على مستوى جهوي، حيث يحصل الشخص على الإعانة مباشرة من منطقته، وسبق للوزارة أن وجهت رسالة للإدارة الجهوية في جندوبة لتهتم بملف الشاب"، مشيرا إلى أنّ الحامدي لم يقتنع بالأمر وتمسّك بالحصول على المساعدة مباشرة من وزارة الشؤون الاجتماعية مثلما تعوّد سابقاً، وحاول الموظفون إقناعه، لكن من دون جدوى.

وأوضح المتحدث أنّه رغم تفسير الإجراء للشاب، إلا أن الأمور أخذت منعرجا تصعيديا في ظل توتر الأجواء، وتزامن قدوم الشاب محتجاً من جديد أمام الوزارة. وذكر أن "وقفة احتجاجية للمربين المطالبين بالهيكلة والقانون الأساسي تزامنت مع وقفة الحامدي، الذي يبدو أنه شعر بالحماسة فأقدم على جرح نفسه بشفرة حلاقة في مرحلة أولى ثم جرح رقبته".

وأضاف "أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الحامدي على هذا التصرف، إذ سبق له أن أحدث قطعاً في يده بالشفرة، وقفز في إحدى المرات من نافذة". وأكد أن المكفوفين متعودون على أساليب الحامدي في الاحتجاج، مبينا أنّ الشاب كان واعيا عند نقله إلى المستشفى، وأن إصابته لم تكن خطيرة جدا.

دلالات