محمد حسن يبيع القهوة ليعيش

محمد حسن يبيع القهوة ليعيش

19 ابريل 2016
اشتاق إلى مدرسته (العربي الجديد)
+ الخط -
غيّرت الحرب الدائرة في سورية مسار حياته. محمد حسن الذي كان يتابع دراسته في إحدى مدارس دمشق، تحول إلى بائع قهوة متجول في مدينة صيدا (جنوب لبنان). هو في السادسة عشرة من عمره، كان يقيم في دمشق ويذهب إلى المدرسة حاله حال باقي التلاميذ. لم يرغب يوماً في ترك المدرسة والتحول إلى بائع، بل أجبرته الحرب على ترك بيته ومدرسته وأرضه وأحلامه. يقول إنه لطالما حلم بالحصول على مركز علمي مهم.

يقول حسن لـ "العربي الجديد": "عندما تركت سورية مع عائلتي بسبب اندلاع الحرب فيها، كنت في الصف السابع. كان والدي يعمل حارساً في إحدى المدارس الخاصة في صيدا قبل اندلاع الحرب. وبعد اندلاعها، اتخذنا قراراً بالعيش معه. بطبيعة الحال، اضطر والدي إلى استئجار بيت. ولأنّ بدل إيجاره كان مائتين وخمسين دولاراً أميركياً، تركت المدرسة لأساعده في تأمين مصاريف البيت".

يتابع حسن أنّ "في البداية، عملت في متجر كان شقيقي قد عمل فيه". وعن سبب تركه هذا العمل، يقول إنه قبل نحو عام ونتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، "هاجر والدي إلى السويد من دون أن يجد عملاً. تركنا البيت الذي كنا نعيش فيه لأننا لم نعد قادرين على تأمين بدل إيجاره، وانتقلنا للسكن في بيت أصغر. لذلك، تركت عملي في المتجر واضطررت إلى بيع القهوة والبقاء في السوق طوال النهار، وبتّ أجني ربحاً أكبر بالمقارنة مع عملي في المتجر. وقبل أن أعود إلى البيت مساء كل يوم، أشتري البنّ الذي أنوي استخدامه في اليوم التالي". في الوقت نفسه، يلفت إلى أنّ المال الذي يحصل عليه يظل ضئيلاً، خصوصاً أنّ سعر فنجان القهوة لا يتعدى مائتين وخمسين ليرة لبنانية (أقل من ربع دولار).

على الرغم من انخراط حسن في سوق العمل، إلا أنه ما زال يحلم بالعودة إلى سورية وقد اشتاق إلى أصدقائه وأقاربه. أكثر ما يتمناه هو العودة إلى المدرسة ومتابعة تعليمه فيها. يقول إنّ والده يسعى إلى الحصول على عمل في السويد ولمّ شمل العائلة، مشيراً إلى أنه لا يرغب في الانتقال إلى السويد. يضيف: "في حال تعذّرت عودتنا إلى سورية واستمرّت الحرب لوقت طويل، سوف يكون الانتقال إلى السويد أفضل من البقاء في لبنان، في ظل ما نعيشه من حرمان وفقر".
حال حسن يشبه حال عدد كبير من الأطفال الذين حرموا من حقهم في العيش بسلام، وربّما خسروا بعضاً من أفراد عائلاتهم أو تفرقوا عنها وعن أصدقائهم، وتركوا مدارسهم، وفقدوا الشعور بالأمان.

المساهمون