مئات آلاف النازحين السوريين في إدلب بلا مساعدات

مئات آلاف النازحين السوريين في إدلب بلا مساعدات

04 مارس 2020
معاناة النازحين لا تنتهي (Getty)
+ الخط -

يثير السؤال عن المساعدات الإنسانية في إدلب، شمال سورية، سخرية أحد النازحين من بلدة مرعند، فيقول لـ"العربي الجديد": "لدينا 40 عائلة لم يصلهم منذ 4 سنوات أيّ نوع من أنواع المساعدات، وهذا أمر ينطبق على العائلات في قرى الناجية، وبدما، وقرى محيط مرعند ومخيماتها التي يسكنها نحو ألف عائلة".

وحمّل النازح، الذي رفض الكشف عن اسمه، جزءاً كبيراً من مسؤولية نقص المساعدات للمنظمات المحليّة التي لا تتجاوب مع مطالب العائلات، رغم أنّ "جميع العائلات بحاجة إلى مساعدة إنسانية من جرّاء وضعهم الإقتصادي السيئ"، معبراً عن سخطه من زيارة الوفد الأممي الإثنين الماضي، أحد أفضل المخيمات في إدلب، بدل أن يزوروا المخيمات المحرومة من أبسط مقومات الحياة.

وزار فريق أممي مخيم كفرلوسين للنازحين في إدلب، ومستشفى باب الهوى في المدينة، وقال المنسّق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، كيفن كينيدي، في تصريح صحافي إنّ "المواطنين يعانون من صدمة، وهم خائفون ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة لتأمين المأوى والطعام وخدمات الصرف الصحي والرعاية الأساسية والحماية".


من جانبه، قال النازح من مدينة سراقب، أمجد حج علي، والمقيم اليوم في مدينة إدلب: "أقيم بالإيجار في منزل مع عائلتي منذ فترة، وإلى اليوم لم أستلم أي نوع من المساعدات"، ولفت إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على عائلات كثيرة. وقال مدير مخيمات الدير الشرقي، أبو عهد، لـ"العربي الجديد"، إنّ في مخيمه "نحو 165 عائلة نازحة، تصلهم سلال غذائية صغيرة جداً، بشكل غير منتظم، لا تكفي لسدّ الحد الأدنى من الاحتياجات". وأوضح أنّ المساعدات الغذائيّة "لا تكفي العائلة الكبيرة أكثر من 4 أيام، بينما تمرّ علينا أشهر لا تصلنا فيها أيّة مساعدات".
ولا يبدو وضع المساعدات في بيرة ارمناز أفضل حالاً، إذ يقول مسؤول الإغاثة في المجلس المحلي، أحمد بكون، "لدينا 1200 عائلة، في حين تأتي المساعدات لنحو 300 أو 400 عائلة، والبقية عليهم الانتظار".
بدوره، قال مسؤول العلاقات العامة في المجلس المحلي في إدلب، صلاح غفير، في حديث مع "العربي الجديد" أنّ "كميات المساعدات الإنسانية التي تصل إلى إدلب، غير متناسبة مع الإحتياجات، حيث إنّها لا تغطي سوى حوالي 25% منها".

ولفت غفير إلى أن "المساعدات تدخل إدلب عبر معبر باب الهوى، على الحدود السورية-التركية، ويتم توزيعها عبر المجلس المحلي، وبالشراكة مع بعض المنظمات العاملة على الأرض". وأوضح أنّ "الكثير من أهالي إدلب يعانون من أوضاع اقتصادية سيئة، خاصة مع خسارة أراضيهم لصالح النظام".

وذكر أن "المستفيدين من المساعدات لا يتعدّون الخمسين ألف عائلة، في كافة أنحاء المناطق المحرّرة، في حين أنّه هناك مليون شخص بحاجة إلى مساعدة"، وأضاف غفير أنّ "ما يزيد الوضع سوءاً، هو إحجام المنظّمات عن مساعدة المدنيين بحجج متعددة. فمثلاً يوجد في مدينة إدلب، 900 ألف شخص على الأقل، بلا مساعدات بذريعة وجود مجموعات إرهابيّة فيها، في حين يجب أن يتم فصل الملف الإغاثي عن الملف السياسي والعسكري".

كما اطلع كل من المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سورية، جيمس جيفري، ومندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، يوم الثلاثاء، على سير عمليات توزيع المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، خلال زيارتهما للمركز اللّوجستي التابع للأمم المتحدة في قضاء "ريحانلي" في ولاية هطاي، جنوبي تركيا.

وقالت كرافت، في تصريح صحافي، إنّ أميركا خصصت 180 مليون دولار كمساعدات إضافية للسوريين، داعية الدول الأخرى لزيادة مساعداتها. كما لفتت إلى أهمية تسليم المساعدات الإنسانية في هذا الوضع للنازحين السوريين، مؤكّدة على ضرورة العمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، محمّلة النظام السوري مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية.



المساهمون