محمد حمود لاجئ صغير يبيع الفول الأخضر والفراولة

محمد حمود لاجئ صغير يبيع الفول الأخضر والفراولة

09 مايو 2018
هذا موسم الفول الأخضر والفراولة (العربي الجديد)
+ الخط -
في حلب السورية ولد محمد حمود، غير أنّه لم يبقَ فيها ولم يتعلم في مدراسها ويعش وسط عائلته الممتدة ولم ينل حصّة كافية من العيش الكريم. محمد من هؤلاء الأطفال الذين جنت عليهم الحرب في سورية وانتزعت منهم حقّهم في التعليم، وهو الحقّ الذي لا يختلف عليه أحد.

مبكراً، أبصر الحرب واشتمّ رائحة الدمار والموت، على الرغم من أنّ أحداً من أقاربه لم يُقتل خلال الحرب الدائرة في سورية، لأنّهم جميعهم تركوا حلب قبل خمسة أعوام ونزح كل واحد منهم إلى مكان.

لا يعلم محمد كم كان عمره حين ترك حلب مع أهله بعدما أصابت القذائف، لكنّه اليوم في السابعة من عمره. بالتالي، تنقل مع أهله من مكان إلى آخر مذ كان في الثانية. ويخبر محمد نقلاً عن والدته، أنّه "بعدما خرجنا من حلب بسبب الحرب التي منعتنا من البقاء في بيتنا، سكنا في بيروت لمدة ثلاثة أعوام. لا أذكر ما هو اسم المنطقة التي سكناها. أمي تعلم". ومنذ عامَين انتقلوا للعيش في منطقة جدرا التي تقع عند ساحل إقليم الخروب (جنوبيّ بيروت) بسبب عمل الوالد في الزراعة. هناك، حيث يعمل الوالد، أمّن صاحب الأرض لهم بيتاً صغيراً من الخشب مغطى بألواح من الزينكو وفوقها أكياس من النايلون، ربما بهدف حمايتهم من مياه الأمطار.

يقول محمد: "والدي يعمل هنا في هذه الأرض، ويزرع الخيام بحسب الموسم". وفي لبنان، اليوم هو موسم الفول الأخضر والفراولة بحسب ما يشير أحد العمال وهو يحاول مساعدة محمد على الكلام. يضيف أنّ والد محمد يعمل في هذا المكان منذ نحو عامَين ويتقاضى بدلاً لعمله بحسب المبيع، وفي الوقت نفسه يعيشون في بيت من دون تكاليف إيجار وكهرباء وماء وغير ذلك.



محمد ضحية تلك الحرب السورية التي أجبرته على اللجوء إلى لبنان وعلى عدم متابعته تعليمه من على مقاعد الدراسة. يقول الصغير: "أنا لا أذهب إلى المدرسة ولا إخوتي. لا يوجد أحد ليوصلنا إلى المدرسة. لكنّني أنا أحب أن أذهب إلى المدرسة وأتعلم". واليوم، يقضي محمد معظم وقته خلف صناديق بلاستيكية وضع والده أو أخواه - يكبرانه بنحو ثلاثة أعوام أو أربعة - عليها أكوام الفول وأطباق الفراولة، في حين نُصبت فوقها خيمة صغيرة لتحمي المنتجات من أشعة الشمس. وهو لا يبارح مكانه قبل أن تُباع كل بضاعته. ولا يخفي محمد عدم رغبته في البقاء في لبنان، قائلاً: "أريد العودة إلى سورية وأتمنى أن تنتهي الحرب حتى نستطيع العودة والعيش هناك والذهاب إلى المدرسة".

وبعد ساعات النهار الطويلة التي يقضيها محمد جالساً في مكانه في انتظار من يشتري منه البضاعة المكوّمة أمامه، يعود إلى البيت، ربّما ليمارس حياته الطبيعية كسائر الأطفال فيلعب ويتناول طعامه ويستمتع بوقته مع أهله.