منع الهواتف داخل المؤسسات التعليمية يثير سجالاً بالمغرب

منع الهواتف داخل المؤسسات التعليمية يثير سجالاً بالمغرب

29 يناير 2018
محاولات مغربية لضمان تعليم جيد وفي ظروف مواتية (Getty)
+ الخط -
وجّه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب، سعيد أمزازي، في أول قراراته بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب قبل أيام، ضمن التعديل الحكومي الجديد، مذكرة إدارية إلى مدراء ومديرات المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة يطالبهم باتخاذ التدابير الكفيلة بمنع استخدام الهواتف المحمولة داخل الفصول.

ويشمل منع استعمال الهواتف النقالة التلاميذ والأساتذة والطواقم التربوية والإدارية على السواء داخل الفصول الدراسية، من أجل توجيه الدراسة نحو فعالية أكبر، وذلك من خلال سن مراقبة تتكفل بها الكوادر التربوية والإدارية لمنع استخدام هذه الهواتف أثناء الدراسة.

ويهدف هذا القرار الذي أمر الوزير الجديد بتفعيله على أرض الواقع، وفق مصدر مسؤول في ديوان وزير التربية الوطنية، محاربة السلوكات المنافية لتحصيل المعارف والقيم التربوية داخل الفصول، من خلال انشغال التلميذ أو الأستاذ بتصفح الهاتف وتطبيقاته، ما يؤدي إلى مظاهر تعليمية وتربوية مسيئة.

وأوضح المتحدث، أن استخدام الهاتف المحمول داخل الفصل الدراسي بالنسبة للتلميذ هو مضيعة لزمن تحصيله الدراسي، فتضيع بذلك فرصته وحقه في تعليم جيد ضمن ظروف مواتية، مردفاً أنه بالنسبة للأستاذ الذي يستخدم الهاتف إنما يضيع حقوق التلاميذ، ويتهاون في أداء المهام المنوطة به.

وقال الناشط التربوي، محمد بنطيفور، إنّ تفعيل هذا القرار هو خطوة جيدة وإيجابية قد تساهم في تقليص مساحات وساعات الفراغ وضياع أوقات التحصيل الدراسي، مضيفاً أن المشكلة ليست في المذكرات الوزارية أو سن القوانين وتعميمها على مدراء المؤسسات التعليمية، بقدر ما يتعلق الإشكال بمدى نجاعة تطبيقها.


وشدّد المتحدث على أن حظر استعمال الهواتف المحمولة على التلاميذ ورجال التعليم يتعين أن يكون ملموساً ومنظوراً يلمسه التلاميذ والأساتذة من خلال سن آليات واضحة لتطبيق القرار، متسائلاً، كيف يمكن منع استعمال الهواتف، ومن سيتكلف بالمراقبة داخل القسم، وما الطريقة التي يمكن أن نزجر بها مستعملي الهواتف داخل الأقسام؟

وتباينت ردود فعل التلاميذ والأساتذة على قرار منع الهواتف النقالة داخل الفصول الدراسية، إذ قال بدر الدين تلميذ في السنة الثانية بكالوريا بثانوية دار السلام بالرباط، إنه بدلاً من منع الهواتف كان الأجدر تحويلها من أداة تسلية إلى وسيلة لكسب معلومات وبحث معرفي".

فيما دعا عبد الغفور - تلميذ بمستوى البكالوريا - إلى تثبيت كاميرات داخل الفصول لتطبيق أنجع لقرار منع الهواتف المحمولة، والتركيز أكثر في الدراسة.
واعتبر سيف الدين الدكدودي، أستاذ مادة الرياضيات أنه يصعب جداً تطبيق القرار بشكل عملي، لأنه لا يمكن اقتحام الفصل لمعرفة من يستخدم الهاتف، مضيفاً أنه يخشى أن يتحول الأمر إلى لائحة اتهامات توجه ضد الأساتذة.

 

 

 

 

المساهمون