فشل بالنخاع العظمي ونزيف يهدد حياة المعتقلة عائشة الشاطر

فشل في النخاع العظمي ونزيف يهدد حياة المعتقلة المصرية عائشة الشاطر

18 نوفمبر 2019
عائشة الشاطر قبل اعتقالها (تويتر)
+ الخط -
كشفت مصادر مقربة من عائلة المعتقلة المصرية عائشة الشاطر (39 سنة)، أنها تعاني من مضاعفات صحية أخطرها حدوث فشل في النخاع العظمي أدى إلى نقص حاد في كرات الدم الحمراء بالتزامن مع نزيف، وهي الإصابة التي تهدد حياتها إذا لم تتلقَ العلاج المناسب.

وقالت المصادر إن "عائشة تتلقى أدوية لتنشيط خلايا النخاع العظمي، كما تتلقى علاجا مساندا يشمل نقل الدم والصفائح الدموية، ولا توجد معلومات حول تعاطيها لمضادات حيوية، رغم أن فحص النخاع العظمي يُظهر أن الخلايا الأم لكرات الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة تكاد تكون منعدمة".

وأوضحت المصادر أنه "في حالات فشل النخاع، فإن العلاج الوحيد المنقذ للحياة هو نقل النخاع، وتلقت عائشة عددا من أكياس الدم والصفائح مما يجعل جسمها يرفض نقل النخاع؛ وأن حالتها يجب علاجها في غرف عزل خاصة تحت ضغط سالب للهواء، ما يضمن عدم انتقال أي عدوى لها، وليس في غرف عادية في مستشفى، بينما المريضة تم ترحيلها إلى السجن".

ونقلت إدارة السجن عائشة الشاطر، وهي ابنة القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين المعتقل، خيرت الشاطر، إلى مستشفى قصر العيني للمرة الأولى يومي 8 و9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لإجراء فحوص، ثم تمت إعادتها إلى السجن، ونقلت إلى المستشفى للمرة الثانية في 31 أكتوبر الماضي، وظلت في مستشفى القصر العيني حتى 6 نوفمبر، وفي اليوم التالي أحضروها إلى المحكمة في عربة إسعاف مقيدة اليدين.

وأصدرت منصة "نحن نسجل" الحقوقية، بيانًا بشأن ما تواجهه عائشة الشاطر من "أوضاع غير إنسانية انعدم فيها أبسط حقوقها باعتبارها محبوسة احتياطيا على ذمة قضية سياسية"، وقال البيان: "على السلطات المصرية نقْل عائشة خيرت الشاطر إلى معهد ناصر، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لحالتها، والعمل على إنهاء المعاناة الصحية الشديدة التي تعيشها"، محذرة من مضاعفات خطيرة ربما تنتهي بوفاتها إذا ما أصرت السلطات على حرمانها من حقها في العلاج المناسب.

وأضافت "نحن نسجل": "حتى الآن لا يوجد أي تقرير يفيد بمتابعة نتيجة العلاج، وإن كان إكمال نفس العلاج مترجحَ النجاح، وتعرضت عائشة لأكثر من وعكة صحية وآلام جسدية شديدة وتدهور في حالتها، وقابلتها إدارة السجن بدرجة كبيرة من اللامبالاة".



ونددت المنصة الحقوقية بالانتهاكات التي تعرضت لها الشاطر منذ القبض عليها من تعذيب بدني وصعق بالكهرباء، والإيذاء النفسي، وسوء المعاملة، ووضع غمامة على عينها بشكل شبه دائم رغم ما تعانيه من ضعف البصر، وتعريضها للاختفاء القسري لفترة وصلت إلى ثلاثة أسابيع، ومنعها من زيارة أسرتها، ومن الاتصال أو التواصل معها بأية صورة منذ نقلها لسجن القناطر.

وتم إيداع الشاطر في الحبس الانفرادي لمدة تجاوزت عاما كاملا، وإجبارها على ارتداء ملابس خفيفة في فصل الشتاء داخل زنزانة منعدمة التدفئة، وحرمانها من دخول الحمام لفترات طويلة، والتفتيش غير المبرر لزنزانتها، وتجريدها من متعلقاتها الشخصية البسيطة، بالإضافة لحرمانها من تلقي العلاج المناسب لوضعها الصحي المتفاقم، ووضع أساور حديدية في يديها طوال فترة وجودها الطبي داخل مستشفى القصر العيني.
وحمّلت المنصة الحقوقية السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن الحالة الصحية المتدهورة التي آلت إليها عائشة الشاطر، وطالبت بنقلها الفوري إلى مستشفى قادر على التعامل مع حالتها لحين تماثلها للشفاء، استجابةً للقواعد النموذجية لمعاملة السجناء الصادرة عن مكتب المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة، والموصى باعتمادها من قبل الأمم المتحدة.



وأتمت عائشة الشاطر يوم الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، عاما كاملا داخل السجن، منذ أن داهمت قوات الأمن المصرية منزلها، واعتقلتها هي وزوجها المحامي محمد أبي هريرة، في إطار حملة اعتقالات طاولت حوالي 31 مواطنًا حينها.

وأدرجت الشاطر مع 9 متهمين آخرين؛ في قضية بتهم الانضمام إلى جماعة محظورة، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، ومعها في نفس القضية، زوجها ومحاميها محمد أبو هريرة، والمحامية وعضو مجلس حقوق الإنسان سابقًا هدى عبد المنعم، وبهاء عودة شقيق وزير التموين الأسبق باسم عودة، وأحمد الهضيبي، ومحمد الهضيبي، وإبراهيم السيد، وسحر صلاح، ومروة مدبولي، وسمية ناصف.

وفي 18 أغسطس/آب الماضي، بدأت عائشة الشاطر، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام داخل سجن القناطر، احتجاجًا على الانتهاكات التي تتعرض لها داخل محبسها وعدم مراعاة أبسط حقوق الإنسان، إذ تحتجز في زنزانة انفرادية منذ يومها الأول في سجن القناطر.

وفضت ابنة خيرت الشاطر إضرابها عن الطعام بعد 14 يومًا بعد وعود من إدارة السجن بتحسين ظروف اعتقالها، ولكن ذلك لم يحدث، فدخلت في موجة ثانية من الإضراب عن الطعام.