إقبال الأسر الأردنية على احتضان الأطفال

إقبال الأسر الأردنية على احتضان الأطفال

03 ابريل 2016
أطفال بحاجة إلى أسر بديلة (GETTY)
+ الخط -
يتزايد إقبال العائلات الأردنية على احتضان أطفال فقدوا فرصة الوجود ضمن عائلة تحتويهم، لأسباب مختلفة، ويرغب بعضها باحتضان هؤلاء الأطفال لتكون الأسرة البديلة التي تسعى لتوفير سبل حياة أفضل لهم.

ويقول الأردني فواز الرطروط، الناطق الإعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية: "أعداد الأطفال المحتضنين في الأردن يتزايد، وعدد الأسر التي ترغب بالاحتضان قبل فترة 200 أسرة، والآن يوجد 103 أسر على قائمة الانتظار، وتتنافس على 28 طفلاً فقط".


ويشير الرطروط لـ"العربي الجديد" إلى أن هناك مئات الأطفال الأردنيين المجهولي النسب (الأم والأب)، أو المجهولي الأب، أو الذين تم التخلي عنهم نتيجة تفكك أسري يمكن لأسر أردنية أو غير أردنية أن تحتضنهم ضمن تعليمات وشروط"، لافتاً إلى أن "عدد حالات العنف الأسري المسجلة ما بين عامي 1997 – 2015 نحو 50 ألف حالة، إي بمعدل 1800 حالة سنويا".

وعن الشروط الواجب توافرها في الأسرة الراغبة بالاحتضان يقول الرطروط: "يجب أن تكون مسلمة، وغير قادرة على الإنجاب، وذات دخل لا يقل عن 250 ديناراً، وعمر الزوج بين 35-55 عاماً، وعمر الزوجة 30-50 عاماً، وأن يقيم الزوجان بمنزل مشترك، ومضى على زواجهما مدة لا تقل عن خمس سنوات، وأن لا يقل عمر الطفل المنوي احتضانه عن خمس سنوات أيضاً، وأن يكون المستوى الاجتماعي والبيئي والثقافي لكلا الزوجين لائقاً وتتسم العلاقة بينهما بالمودة، وأن توفر الأسرة للطفل كافة أشكال الرعاية".

وعن ردود فعل أقارب الأسرة المحتضنة أو معارفها، تقول الأردنية نادين النمري، المتخصصة بقضايا حقوق الإنسان: "مشاكل عديدة تقع فيها الأسر المحتضنة، مثل خوف الأقارب على أملاكهم من توريث الطفل المحتضن، بالإضافة إلى نظرة المجتمع للطفل، أهو من علاقة شرعية أو غير شرعية".


وتتابع النمري لـ"العربي الجديد" أن "المجتمع نفسه قد لا يتقبل في بعض الأحيان هذه الفكرة، وليس فقط أهل العائلة المحتضنة". وتذكر النمري مثالاً على ذلك أن "إحدى الأمهات قالت إن الطبيب لم يقبل أن يعالج ابنها حين عرف أنه محتضن".

وترى النمري أن "مؤسسات رعاية الأطفال مهما قدمت من حاجات أساسية للطفل من مأكل ومشرب وملبس، فإنها لن تفي بالغرض، فالطفل بحاجة لأسرة تهبه الأمان والحنان وتعوّضه عن الأسى الذي عاشه مع أسرته أو تجنبه ما سيتعرض له، بالإضافة إلى أن بعض الأسر الحاضنة تكون بحاجة لإشباع غريزة الأمومة والأبوة لأنها غير قادرة على الإنجاب".

وفي ذات السياق، تقول الأردنية ميادة صباح، التي أقبلت على احتضان طفل منذ سبع سنوات، وربّته في كنف أسرتها إنها "تحاول بكل جهدها على مواقع التواصل الاجتماعي تشجيع الأردنيين على الاحتضان وتغيير مفهومهم بشأنه، لأنه سيغيّر حياتهم عندما يمارسون الأمومة والأبوة التي حرموا منها".

السيدة ميادة صباح وابنها جواد (فيسبوك)



وتوضح صباح لـ"العربي الجديد" أن هناك أشخاصاً يعتبرون الأطفال الذي يولدون من علاقة غير شرعية لا يستحقون الاهتمام، أو ربما أقل ذكاء، أو يصبحون أفراداً غير صالحين.

وعن تعامل الأسر المحتضنة مع الطفل المحتضن، تقول صباح: "يعطى الأهل محاضرات تثقيفية عن كيفية التعامل مع الطفل وإخباره بأنه طفل محتضن، وهناك دليل من وزارة التنمية الاجتماعية لتعريف الأهالي ببعض الأمور الواجب اتباعها، بالإضافة لزيارات تتبعية للأسرة الحاضنة لمراقبة أي إهمال أو تقصير بالرعاية ليتم سحب الطفل وإعادته للمؤسسة".

المساهمون