الأوبئة تهدد نازحي الركبان... وعلاج بدائي لآلاف المصابين الأطفال

الأوبئة تهدد نازحي مخيم الركبان... وعلاج بدائي لآلاف المصابين الأطفال

21 يوليو 2018
فقدان مقومات الحياة في المخيم (تويتر)
+ الخط -


نداءات استغاثة عاجلة أطلقتها النقاط الطبية في مخيم الركبان الحدودي بين الأردن وسورية، ناشدت فيها المنظمات الإنسانية والإغاثية إنقاذ آلاف الأطفال الذين يعانون من إسهال حادّ والتهاب الكبد الوبائي A، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وشح المواد الغذائية والمستلزمات الصحية، والمياه الصالحة للشرب في المخيم.

وتجاوز عدد المصابين بالإسهال أربعة آلاف طفل، مع تسجيل ما يزيد عن 900 إصابة بين الأطفال بالتهاب الكبد الوبائي (فئة A)، لتقف النقاط الطبية في المخيم عاجزة عن تأمين العلاج والوقاية لهذه الأعداد الهائلة من المصابين، في ظل انقطاع الدعم الطبي والمالي عنها في
 المخيم، وغياب تدخل المنظمات الدولة لمنع تفاقم الوباء في المخيم.

وعن طفلتها البالغة من العمر ثلاثة أعوام والمصابة بالتهاب الكبد الوبائي، تقول فاطمة خطيب (34 عاماً) لـ "العربي الجديد": "قلبي يتقطع عليها عندما ترتفع درجة حرارتها بشدة، ألازمها على الدوام خوفاً من دخولها باختلاج قد يؤدي إلى تضرر دماغها، وألجا إلى طرق قديمة تكون غالباً عديمة النفع لخفض حرارتها، مثل كمادات الماء التي تصبح بعد دقائق بسخونة جدران البيت الطيني الذي نعيش فيه". وتتابع "راجعت النقطة الطبية وأخبروني أنها بحاجة إلى أسبوعين من الرقابة لتشفى تماماً من الالتهاب، وأن عليّ متابعتها جيداً كي لا يتطور مرضها لا سمح الله، ونقع في ورطة، ومصيبة كبيرة".

وتضيف الخطيب "الحرارة هنا تفوق قدرة أي طفل على التحمل، ولا يوجد شيء نعتمد عليه لخفض درجات الحرارة وتبريدهم سوى أكياس من الخيش شديدة الخشونة نبللها بالماء ونغطيهم بها، تشعرهم بالراحة قليلاً لكن سرعان ما تجف بفعل الحرارة الشديدة وتتسخ بالغبار الذي يزكم الأنوف هنا".

أما بالنسبة إلى حفيد أكرم السخني (52 عاماً) الذي لا يتجاوز الخامسة من عمره، يوضح الجدّ  لـ"العربي الجديد" أنه لجأ إلى طريقة نفعت نوعاً ما في التخفيف من حالة الإسهال الذي يعاني منه الطفل، مشيراً إلى أن "الأدوية قليلة جداً في المخيم، والحصول على كورس علاجي كامل لكافة الأطفال المصابين شبه مستحيل، حسب ما علمته من أحد اختصاصي التمريض في النقطة الطبية، لذلك لجأت إلى علاج كانت تستخدمه والدتي قديماً لنا عندما نصاب بالإسهال وهو الشاي، أغليه كثيراً حتى يقارب لونه السواد، ويشربه حفيدي من دون سكر، وبالفعل مضى عليه ثلاثة أيام وهو الآن تحسن نوعاً ما، وهو برعاية والدته وجدته مع الانتباه لأخته الأصغر حتى لا تصاب بنفس المرض".


ويضيف "أمر مرهق حقاً ما يحصل لنا، بالإضافة إلى معاناتنا وتشردنا وكأننا لسنا بشراً، أتانا هذا الوباء الذي أصبح هاجس الجميع وشغلهم الشاغل، نسأل الله الشفاء لأطفالنا وألا نقع بمشاكل أكبر".

أما حليمة حمدي (37 عاماً) فتقول لـ "العربي الجديد": "من الطبيعي انتشار هذه الأمراض هنا في المخيم، فنحن نعيش ظروفاً سيئة للغاية لا يمكن للكثير من البشر التأقلم معها، الموت نراه أمام أعيننا كل يوم، الطعام قليل وثمنه غالٍ جداً ومياه الشرب ملوثة وهي مرتع للبكتيريا، وحدود الأردن مغلقة في وجهنا، والمنظمات الإغاثية تعاملنا كأننا على هامش التاريخ، حياتنا وموتنا سواء، ما الذي نفعله لا ندري وإلى متى سنبقى نعاني من هذه المحنة لا نعلم".

وتشير إلى أن طفليها "مصابان بالإسهال، كما يعاني زوجها من التهاب مزمن في الأمعاء وهو طريح الفراش أو الأرض، على الأصح، في البيت الطيني منذ ثلاثة أيام، ولا يقوى على الحركة" ما زاد المشقة عليها.

ويتحدث جميل قشعم (42 عاماً) لـ"لعربي الجديد" عن أنه مع بدء انتشار حالات الإسهال بين الأطفال عمل مباشرة على غلي مياه الشرب وحفظها بعد تبريدها في أوعية فخارية، ومنع أفراد عائلته من شرب أية مياه غيرها. ويوضح أن الطريقة أتت بالنفع كونها تساهم في قتل الجراثيم والميكروبات الضارة في المياه، وحتى الآن لا يعاني طفلاه من الإسهال أو التهاب الكبد، وهو يبذل قصارى جهده للحيلولة دون إصابتهما. وينصح قشعم الجميع ممن حوله باعتماد طريقته لإبقاء المياه نظيفة نوعاً ما، كونها المصدر الأساسي للجراثيم والفيروسات.

المساهمون