القصف يهدد آخر من بقي في معرة النعمان السورية

القصف يهدد آخر من بقي في معرة النعمان السورية

22 ديسمبر 2019
غيرهم لم يتمكن من الفرار (إبراهيم يوسف/ فرانس برس)
+ الخط -
يعيش من تبقى من أهالي معرة النعمان في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب شمال غربي سورية، أوضاعاً مأساوية، إذ تواصل قوات النظام، منذ أيام، استهدافها أحياء المدينة بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ، تزامناً مع غارات جوية بالقنابل الفراغية تنفذها أيضاً الطائرات الحربية الروسية.

وحذر ناشطون من كارثة إنسانية تهدد من بقي في المدينة، إذ لا يستطيعون المغادرة منها لعدم وجود مركبات تنقلهم لمناطق الريف الشمالي الغربي في المحافظة القريبة من الحدود، مطالبين الفصائل العسكرية والجهات الإنسانية بتوفير سيارات لنقل الأهالي من مدينة معرة النعمان إلى مناطق أكثر أمناً. وطالبت جهات مدنية بتوفير مأوى للأسر التي تقيم في العراء بالقرب من بلدة معرة مصرين، مطالبين المجالس المحلية في المنطقة بتوفير أماكن إقامة لها أو إخلاء المدارس لاستيعابها.

وقال الناشط الإعلامي من معرة النعمان عمر السعود، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "الوضع مأساوي اليوم في مدينة معرة النعمان، فهناك أسر كثيرة ليست لديها سيارات تقلّها خارج المدينة، والقصف متواصل على المدينة ولا يكاد يتوقف أبداً، ومن ناحية أخرى فإنّ عدد الأسر التي بقيت في المدينة لا يتجاوز الألف، وهي لا تملك كلفة النقل إلى مناطق الشمال أو تنتظر الفرق الإنسانية كي تقدم لها يد العون في الخروج من المدينة".

وفي إحصائية جديدة صادرة عنه، قال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان، أمس السبت، إنّ عدد الأسر التي نزحت من مناطق ريف إدلب الجنوبي، خصوصاً المناطق التي تشهد تصعيداً واسعاً، ومن بينها معرة النعمان والقرى والبلدات القريبة منها، تجاوز 38 ألف أسرة (نحو 200 ألف نسمة) بين الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي و20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.




وبحسب الفريق، فقد بلغت أعداد الضحايا المدنيين الذين جرى توثيقهم منذ بداية الحملة العسكرية، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حتى 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أكثر من 225 ضحية، من بينهم 74 طفلاً وطفلة.

أما الناشط الإعلامي المهجر من ريف حمص الشمالي خضر العبيد، فعلّق على مشاهد الخارجين من مدينة معرة النعمان، بالقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمر يفوق الوصف، فما يجري هو جريمة بحق الإنسانية، فطرقات ريف إدلب الشمالي وبلداته تعج بالنازحين وهم يصلون تباعاً إلى مناطق قاح وأطمة في ريف إدلب الشمالي الغربي. أطفال ونساء وكبار في السن، بينما يحاول الشبان على الدراجات النارية العودة إلى المدينة لإخراج ذويهم هناك".


وأعلن الدفاع المدني السوري، حالة الطوارئ مطلقاً حملة "أهل العز"، وذكر في بيان، اليوم الأحد، "بسبب الحملة الشرسة التي تتعرض لها مناطق معرة النعمان وريفها من قصف ممنهج لقوات النظام وحليفهم الروسي وازدياد أعداد النازحين الهاربين من الموت إلى مناطق آمنة نسبياً شمالاً وعلى الحدود السورية التركية وتفاقم الحالة الإنسانية هناك فإننا نعلن حالة الطوارئ والاستجابة العاجلة لأهلنا النازحين تحت مسمى حملة أهل العز والتي يشارك فيها كلٌّ من: الدفاع المدني السوري ، فريق ملهم التطوعي، فريق غطاء الحرمة التطوعي، منظمة بنفسج، الأمين للمساندة الإنسانية".


وبحسب البيان، فإنّ الهدف من الحملة "هو التنسيق والمشاركة في عملية الاستجابة لعدة قطاعات للوصول إلى النازحين بأسرع وقت ممكن من خلال عدة فرق تم تشكيلها من كافة المنظمات وهي: فريق الإيواء، وفريق النقل والإسعاف، وفريق السلال الغذائية، وفريق المواد غير الغذائية، وفريق المستودعات والإمداد، وفريق الإعلام. وستعمل الفرق على تأمين مراكز إيواء للنازحين وتوزيع وجبات عليهم وتنفيذ عمليات الإخلاء من مناطق معرة النعمان وتأمين مواد التدفئة للنازحين في النقاط التي وصلوا لها".