عراقيات ينصبن الكمائن للصوص الحقائب في بغداد

عصابات تسرق الحقائب في بغداد... وعراقيات ينصبن الكمائن للصوص

19 مارس 2019
السرقة تزداد مع ضعف الأمن (علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -
تحولت ظاهرة سرقة حقائب السيدات وحافظات النقود في العراق والعاصمة بغداد على وجه التحديد، إلى مشكلة أمنية تسعى قوات الأمن العراقية إلى مكافحتها وضبط المتورطين بها. وتقف خلف تلك السرقات بالعادة عصابات متخصصة يمتهن أعضاؤها السرقة بخفة كبيرة، ويستعينون بدراجات نارية أو يتوارون ركضاً بسرعة فائقة خلال لحظات معدودة.

وخلال الشهرين الماضيين نجح جهاز الشرطة في بغداد بالإيقاع بأكثر من 30 نشالاً يمتهنون سرقة حقائب السيدات وحافظات النقود من جيوب الرجال، بحسب مسؤول أمني عراقي قال لـ"العربي الجديد": "إن قسماً منهم أحيل للقضاء وقد يواجه السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات".

وأوضح أن الشرطة وأجهزة الأمن تحاربهم اليوم في مناطق عدة من بغداد، وهي بالعادة مناطق مكتظة بالناس تحوي عيادات طبية وأسواقاً ومجمعات تجارية، ويقصدها المواطنون من المحافظات الأخرى. ولفت إلى أن هناك لصوصا يتربصون بالناس في الأزقة والشوارع فيسرقون ويهربون، وهذه السرقات حكمها السجن المشدد وفقا لقانون العقوبات العراقي ذي الرقم 111.

وينشر مواطنون بين فترة وأخرى ما تلتقطه كاميرات المراقبة من عمليات سرقة حقائب، تستهدف النساء غالباً أو رجالا من كبار السن، عدا عن عمليات سرقة داخل المحال التجارية وتعتمد على خفة اليد.

و"تبتكر العراقيات طرقاً مختلفة للحفاظ على حقائبهن، بعضهن يمسك الحقيبة بطرق غير قابلة للنزع من الكتف، وبعضهن الآخر يبقي الحقيبة شبه فارغة، ويحملن الهاتف والمال في جيوبهن، وهكذا يقع اللص بما يشبه الكمين المزيف"، كما تقول طيبة حسن (31 عاماً)، وهي مدرسة في بغداد، وتؤكد أنها تحمل هاتفها وأموالها في جيبها وتترك الحقيبة للمناديل والماكياج فقط.

وتضيف "هذا ما أحرص عليه عندما أدخل السوق أو أذهب لمكان مزدحم، فقصص زميلات لي وقعن ضحية سرقة حقائبهن محزنة، خاصة في ما يتعلق بالهاتف وما يعقبه من ابتزاز بشع".

وتقول أم أحمد (41 عاما)، في حديثها لـ"العربي الجديد"، إنها وقعت ضحية سرقة، وتضيف: "دخلت أنا وبناتي الثلاث أحد المحال التجارية لأشتري لهن ملابس. المحل كان مزدحما بالنساء، وأعجبتنا بضاعته وأسعاره. كانت ابنتي تقيس الملابس وكنت أساعدها، ووضعت حقيبتي على طاولة قريبة مني، وانشغلنا بالاختيار".

وتتابع "حين اخترنا حاجتنا افتقدت الحقيبة ولم أجدها، صرخت بصوت عال: حقيبتي سرقت، فأغلق صاحب المحل الباب حتى لا يسمح لأحد بالخروج ويتسنى لي البحث عنها، لكنني لم أجدها". وتضيف: "عرض صاحب المحل تسجيل الكاميرات فرأيت شابتين كانتا تتجولان داخل المحل، واحدة تشاغل والأخرى تسرق، وسرقتا الحقيبة وانسحبتا بهدوء، وصعدتا سيارة يقودها شاب كان ينتظرهما عند باب المحل".

وتؤكد أنه "كان في حقيبتي مبلغ يقارب 300 ألف دينار عراقي (نحو 250 دولارا)".

ومع موجة سرقة الحقائب، استغنت نساء كثيرات عن حملها، واستعضن عنها بأكياس صغيرة لحفظ المال فيها. وتقول مها العلي، الثلاثينية: "عندما أذهب للسوق لا أحمل حقيبتي على كتفي، بل أضعها داخل كيس محكم وأحمل الكيس. أغلب النساء اليوم يخشين على الحقائب، بعضهن اشترين حقائب تلبس بحزام على الخصر، وهي بحجم صغير".

وتوضح أن "أخريات اشترين حقائب لها حمالتان في الكتف ولا يمكن سحبها بسهولة، لكن هذه الحقيبة لا تناسب كل امرأة، فهي تناسب الفتيات ذوات القوام الرشيق فقط، وبملابس رياضية نوعا ما، ولا تناسب الكبار بالعمر".

وتؤكد أن "البعض استغنى عن الحقائب بالكامل واستعاض عنها بكيس صغير للأموال"، مبينة "أجبرتنا الظروف على تلك الحيل. الحقيبة جزء لا يتجزأ من ثقافة المرأة، لكنّنا حرمنا منها بسبب الظرف الأمني غير المستقر".

وخصصت القوات العراقية فرقا جوالة خاصة لتأمين الأسواق من "النشالة" (السرّاق)، بينما أعلنت أخيرا عن القبض على إحدى تلك العصابات.

وقال المتحدّث باسم قيادة عمليات بغداد (المكلفة بأمن العاصمة) اللواء سعد معن، في تصريح سابق: "تمكنّا من القبض على ثلاثة متهمين بسرقة الحقائب النسائية، في منطقة الكاظمية ببغداد"، مبينا أنّ "العصابة مكونة من ثلاثة أشخاص، وتمّت إحالتهم إلى التحقيق".

وخصصت السلطات العراقية هاتفا ساخنا للإبلاغ عن السرقات المماثلة، وبثت مقاطع توعية حول جرائم سرقة الحقائب.

المساهمون